البيت العربي

عَلِّليني يا عَبدَ أَنتِ الشِفاءُ


عدد ابيات القصيدة:34


عَلِّليني يا عَبدَ أَنتِ الشِفاءُ
عَـلِّليـنـي يـا عَـبـدَ أَنتِ الشِفاءُ
وَاِتـرُكـي مـايَـقـولُ لي الأَعـداءُ
كُــلُّ حَـيٍّ يُـقـالُ فـيـهِ وَذو الحِـل
مِ مُــريــحٌ وَلِلسَــفــيــهِ الشَـقـاءُ
لَيـسَ مِـنّـا مَـن لا يُـعـابُ فَأَغضي
رُبَّ زارٍ بــــادٍ عَـــلَيـــهِ الزَراءُ
أَنا مَن قَد عَلِمتِ لا أَنقُضُ العَه
دَ وَلا تَــســتَــخِــفُّنــي الأَهــواءُ
وَعَـجـيـبٌ نَـكـثُ الكَـريـمِ وَلِلنَـفسِ
مَـــعـــادٌ وَلِلحَــيــاةِ اِنــقِــضــاءُ
فَــاِذكُـري حَـلفَـتـي أَقـارِفُ أُخـرى
يَـومَ زَكّـى تِـلكَ اليَـمينَ البُكاءُ
يَـومَ لا تَـحـسَـبـي يَـميني خِلاباً
بِــيَــمــيــنــي تُــوَقَّرُ الأَحــشــاءُ
فَــتَــصَــدَّت بَـعـدَ الصُـدودِ وَقـالَت
قَــتَــلَتــنـي أَنـفـاسُـكَ الصُـعَـداءُ
قُـلتُ نَـفسي الفِدا عَلى عادَةٍ مِن
نـي جَـرى مـا جَـرى وَقَـلبـي بَراءُ
فَـاِعـذُريـنـي يا شِقَّةَ النَفسِ إِنّي
تُــبـتُ مِـمّـا مَـضـى وَعِـنـدي وَفـاءُ
وَجَـــوارٍ إِذا تَـــحَــلَّيــنَ لَم تَــد
رِ أَشــاءٌ فــي حَـليِهـا أَم نِـسـاءُ
يَـومَ سِـلوانَ إِذ يُـنـاديـنَـني أَق
بِـل إِلَيـنـا فَـعِـنـدَنـا مـا تَشاءُ
يَــتَــعَــرَّضــنَ لي بِـفـاتِـرَةِ الطَـر
فِ إِذا أَقـبَـلَت ثَـنـاهـا الحَـياءُ
كَـمَهـاةِ الكِناسِ تَطوي لَنا النَف
سَ عَـــلى وَدَّةٍ وَفـــيــنــا جَــفــاءُ
رُحـنَ يَـدعـونَـنـي إِلَيـهـا فَـأَمسَك
تُ بِــسَـمـعـي فَـضـاعَ ذاكَ الدُعـاءُ
ضــامَهُــنَّ الَذي تَــمَــنَّيــنَ شُـغـلي
بِـفَـتـاةٍ مِـنـهـا التُقى وَالحَياءُ
نَـعِـمَـت فـي الصِبا فَلَمّا اِسبَكَرَّت
خَــــفَّ قُــــدّامُهـــا وَجَـــلَّ الوَراءُ
وَرَآهــا النِــســاءُ تَــغــلو فَـسَـب
ن غَـلاءً لَمّـا اِسـتَـبـانَ الغَـلاءُ
هِـيَ كَـالشَمسِ في الجَلاءِ وَكَالبَد
رِ إِذا قُــنِّعــَت عَــلَيـهـا الرِداءُ
أُنــسِــيَــت قَــرقَـرَ العَـفـافِ وَفـي
العَــيـنِ دَواءٌ لِلنـاظِـريـنَ وَداءُ
فَـخـمَـةٌ فَـعـمَـةٌ بَـرودُ الثَـنـايـا
صَــعــلَةُ الجــيــدِ غــادَةٌ غَـيـداءُ
أُزِّرَت دِعــصَــةً وَتَــمَّتــ عَــســيـبـاً
مِــثــلَ أَيـمِ الغَـادَعـاهُ الأَبـاءُ
وَثَـقـالُ الأَوصالِ سَربَلَها الحُسنُ
بَــيــاضــاً وَالرَوقَــةُ البَــيـضـاءُ
زانَهــا مُــســفِــرٌ وَثَــغــرٌ نَــقِــيٌّ
مِـثـلُ دُرِّ النِـظـامِ فـيـهِ اِستِواءُ
وَقَــوامٌ يَــعــلو القِــوامَ وَنَـحـرٌ
طـــابَ رُمّـــانُهُ عَــلَيــهِ الأَيــاءُ
وَبَــنــانٌ يــا وَيــحَهُ مِــن بَـنـانٍ
كَـــنَـــبـــاتٍ سَـــقـــاهُ جَـــمَّ رَواءُ
وَلَهــا وارِدُ الغَــدائِرِ كَــالكَــر
مِ سَـواداً قَـد حـانَ مِـنهُ اِنتِهاءُ
وَحَـــديـــثٌ كَـــأَنَّهـــُ قِــطَــعُ الرَو
ضِ زَهَــتــهُ الصَـفـراءُ وَالحَـمـراءُ
لَم يُــعَــلَّل بِهــا سِـوايَ وَلَم تَـب
دُ لِنــــــــــــــارٍ الصِــــــــــــــلاءُ
وَإِذا أَقـبَـلَت تَهـادى الهُـوَيـنـى
اِشـرَأَبَّتـ ثُـمَّ اِسـتَـنـارَ الفَـضـاءُ
لَم تَــنَـلهـا يَـدي بِـحَـولي وَلَكِـن
قُــضِــيَــت لي وَهَـل يُـرَدُّ القَـضـاءُ
كـانَ وُدّي لَهـا خَـبِـيّـاً فَـأَسـرَعـتُ
إِلَيــهــا وَالأَمـرُ فـيـهِ اِلتِـواءُ
وَسَأَلتُ النِساءَ أَبصَرنَ ما أَبصَرتُ
مِــن حُــســنِهــا فَــقــالَ النِـسـاءُ
دونَ وَجــهِ البَـغـيـضِ وَحـشَـةُ هَـولٍ
وَعَــلى وَجــهِ مَــن تُــحِـبُّ البَهـاءُ

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

بشار بن برد العُقيلي، أبو معاذ.
أشعر المولدين على الإطلاق. أصله من طخارستان غربي نهر جيحون ونسبته إلى امرأة عقيلية قيل أنها أعتقته من الرق. كان ضريراً.
نشأ في البصرة وقدم بغداد، وأدرك الدولتين الأموية والعباسية، وشعره كثير متفرق من الطبقة الأولى، جمع بعضه في ديوان. اتهم بالزندقة فمات ضرباً بالسياط، ودفن بالبصرة
تصنيفات قصيدة عَلِّليني يا عَبدَ أَنتِ الشِفاءُ