قصيدة عليل الشوق فيك متى يصح للشاعر سِبطِ اِبنِ التَعاويذي

البيت العربي

عَليلُ الشَوقِ فيكِ مَتى يَصِحُّ


عدد ابيات القصيدة:32


عَليلُ الشَوقِ فيكِ مَتى يَصِحُّ
عَـليـلُ الشَـوقِ فـيـكِ مَـتى يَصِحُّ
وَسَـكـرانٌ بِـحُـبِّكـِ كَـيـفَ يَـصـحـو
وَأَبــعَــدُ مـا يُـرامُ لَهُ شِـفـاءٌ
فُـؤادٌ فـيـهِ مِـن عَـيـنَـيـكِ جُرحُ
فَـبَـيـنَ القَـلبِ وَالسُلوانِ حَربٌ
وَبَـيـنَ الجَـفـنِ وَالعَبَراتِ صُلحُ
مَـزَحـتَ بِـحُـبِّكـُم يـا قَلبُ جَهلاً
وَكَـم جَـلَبَ الهَـوانُ عَـليكَ مَزحُ
وَقالوا قَد جُنِنتَ بِها وَظَنَّ ال
عَــواذِل فـيـكِ أَنَّ اللَومَ نُـصـحُ
وَمـا بـي مِـن جُـنـونٍ غَـيرَ أَنّي
أَحِـنُّ هَـوىً بِـقَـلبـي مِـنـهُ بَـرحُ
وَلَمّـا فَـلَّ جَـيـشَ الشَـوقِ صَـبري
وَعــادَ رَذاذُ دَمــعــي وَهـوَ سَـحُّ
وَلَم أَملِك إِلى الشَكوى سَبيلاً
كَـتَـبـتُ إِلَيـكَ وَالعَبَراتُ تَمحو
وَلولا الشَوقُ لَم يَسفَح دُموعي
لِدارِكِ مِـن لَوى العَـلَمينِ سَفحُ
وَلولا جـودُ قَـيـمـازَ المُـرَجّـى
نَـداهُ مـا زَكى في الناسِ مَدحُ
وَخابَ ذَوو الرَجاءِ فَلَم يُقارِن
بَني الآمالِ في الحاجاتِ نُجحُ
فَــتــىً سَــمُـحَـت بِهِ أَيّـامُ دَهـرٍ
بَـخـيلٍ أَن يُرى في الناسِ سَمحُ
مُــجـيـرٌ لا يُـضـامُ لَديـهِ جـارٌ
وَراعٍ لا يُـــراعُ لَدَيـــهِ سَــرحُ
فَــلِلعــافــيــنَ إِعـطـاءٌ وَبِـشـرٌ
وَلِلجــانــيــنَ إِغــضــاءٌ وَصَـفـحُ
إِلَيـكَ مُـجاهِدَ الدينِ اِستَقامَت
بِــنـا مـيـلٌ مِـنَ الآمـالِ طِـلحُ
إِذا أَمَّتــ سِــواكَ عَــلى ضَــلالٍ
هَـداهـا مِـن نَـسـيـمِ ثَراكَ نَفحُ
فَـأَنـتَ إِذا اِقشَعَرَّ العامُ غَيثٌ
وَأَنـتَ إِذا اِدلَهَـمَّ الخَطبُ صُبحُ
فِـداكَ مُـقَـصِّرونَ عَـنِ المَـسـاعي
إِذا سَــحَّتـ نَـدا كَـفَّيـكَ شَـحّـوا
وُجــوهُهُــمُ إِذا سُـئِلوا نَـوالاً
مُــعَــبَّســَةٌ إِلى السُــؤّالِ كُــلحُ
يُعَدُّ البُخلُ في الحَسناءِ ذاماً
فَــكَـيـفَ بِـمَـن لَهُ بُـخـلٌ وَقُـبـحُ
لَئِن سَـمُـحَـت بِـزَورَتِكَ اللَيالي
وَأَعــهُــدُهــا بِـحـاجـاتـي تَـشُـحُّ
لَأَغـتَـفِـرَنَّ مـا أَبـقَـتـهُ عِـندي
إِسـاءَتُهُـنَّ وَالحَـسَـنـاتُ تَـمـحـو
فَـدونَـكَ مُـجـمَلاً مِن وَصفِ حالي
إِذا لَم يُــجــدِ تَـصـريـحٌ وَشَـرحُ
أَتَــتــكَ بِهِ قَــوافٍ مُــحــكَـمـاتٌ
عِــرابٌ حــيــنَ أَنــسِـبُهُـنَّ فُـصـحُ
خُــلِقـنـا لِلشَـقـاوَةِ فـي زَمـانٍ
تَــســاوى فـيـهِ تَـقـريـظٌ وَقَـدحُ
يُـرى أَنَّ الخُـمـولَ لَديـهِ نُـبـلٌ
وَنَــيـلٌ وَالسَـلامَـةَ فـيـهِ رِبـحُ
فَكَيفَ يَفوزُ لِلفُضَلاءِ فيهِ وَقَد
وُرِيَـــت زِنـــادُ الفَــضــلِ قِــدحُ
سَـــجـــايــا أَهــلِهِ غَــدرٌ وَلُؤمٌ
لا عَهــــدٌ وَلا وَعــــدٌ يَـــصِـــجُّ
سَـأَنـفُضُ مِن جُدى البُخَلاءِ كَفّي
وَإِن لَم يُــلفَ مِــنـهُ لَدَيَّ رَشـحُ
وَأُمـسـي لِلقَـنـاعَـةِ حِـلسَ بَيتي
إِذا لَم يُــغــنِــنــي كَـدٌّ وَكَـدحُ
فَــيـا مَـن بَـحـرُ نـائِلِهِ عِـذابٌ
مَـــوارِدُهُ وَمـــاءُ الوَردِ مِــلحُ
مَـدَدتَ عَـلى البِلادِ جَناحَ عَدلِ
فَـعِـش مـا اِمـتَدَّ لِلظَلماءِ جُنحُ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

محمد بن عبيد الله بن عبدالله، أبو الفتح، المعروف بابن التعاويذي أو سبط ابن التعاويذي.
شاعر العراق في عصره، من أهل بغداد مولداً ووفاةً، ولي فيها الكتابة في ديوان المقاطعات، وعمي سنة 579 هـ وهو سبط الزاهد أبي محمد ابن التعاويذي، كان أبوه مولى اسمه (نُشتكين) فسمي عبيد الله.