قصيدة عوجا خليلي لقينا حسبا للشاعر بَشّارِ بنِ بُرد

البيت العربي

عوجا خَليلَيَّ لَقينا حَسبا


عدد ابيات القصيدة:43


عوجا خَليلَيَّ لَقينا حَسبا
عـوجـا خَـليـلَيَّ لَقـيـنـا حَـسـبـا
مِـن زَمَـنٍ أَلقـى عَـلَيـنـا شَـغـبا
ما إِن يَرى الناسُ لِقَلبي قَلبا
كَــلَّفَــنــي سَــلمـى غَـداةَ أنـبـا
وَقَــد أَجـازَت عـيـرُهـا الأَجَـبّـا
أَصــبَـحـتُ بَـصـريّـاً وَحَـلَّت غَـربـاً
فَـالعَـينُ لا تُغفي وَفاضَت سَكبا
أَمَّلـتُ مـا مَـنَّيـتُـمـانـي عُـجـبـا
بِـالخِـصـبِ لَو وافَـقتُ مِنهُ خِصبا
فَــلا تَـغُـرّانـي وَغُـرّا الوَطـبـا
إِنّــي وَحَــمـلي حُـبَّ سَـلمـى تَـبّـا
كَـحـامِـلِ العِـبـءِ يُـرَجّـي كَـسـبـا
فَــخـابَ مِـن ذاكَ وَلاقـى تَـعـبـا
وَقَــد أَرانــي أَريَــحِـيّـاً نَـدبـا
أَروي النَـدامـى وَأَجُـرُّ العَـصبا
أَزمـــانَ أَغـــدو غَــزِلاً أَقَــبّــا
لا أَتَّقــي دونَ سُـلَيـمـى خَـطـبـا
وَمـا أُبـالي الدَهَـيـانَ الصَقبا
يـا سَـلمَ يـا سَـلمَ دَعي لي لُبّا
أَو سـاعِـفـيـنا قَد لَقينا حَسبا
مـا هَـكَـذا يَـجزي المُحِبُّ الحِبّا
وَصـــاحِـــبٍ أَغــلَقَ دونــي دَربــا
قُــلتُ لَهُ وَلَم أُحَــمــحِــم رُعـبـا
إِنَّ لَنــا عَــنـكِ مِـسـاحـاً رَحـبـا
فَـأَحـمِ جَـنـبـاً سَـوفَ نَرعى جَنبا
وَفِــتـيَـةٍ مِـثـلِ السَـعـالي شُـبّـا
مِـنَ الحُـماةِ المانِعينَ السَربا
تَلقى شَبا الكَأسِ بِهِم وَالحَربا
كَــلَّفــتُهُــم ذا حــاجَــةٍ وَإِربــا
عِــنــدِيَ يُــسـرٌ فَـعَـبَـبـنـا عَـبّـا
مِــن مَــقَــدِيٍّ يُــرهِــقُ الأَطِــبّــا
أَصـفَـرَ مِـثـلِ الزَعـفَـرانِ ضَـربـا
كَـأسِ اِمـرِىءٍ يَسمو وَيَأبى جُدبا
مـالَ عَـلَيـنـا بِـالغَـريـضِ ضَهـبا
وَالراحِ وَالرَيـحـانِ غَـضّـاً رَطبا
وَالقَـيـنَةِ البِكرِ تُغَنّي الشَربا
وَالعِـرقُ لا نَـدري إِذا ما جَبّى
أَضـاحِـكـاً يَـحـكـي لَنا أَم كَلبا
يَــســجُــدُ لِلكَـأسِ إِذا مـا صُـبّـا
كَـقـارِىءِ السَـجـدَةِ حـيـنَ اِنكَبّا
حَـتّـى إِذا الدِريـاقُ فـينا دَبّا
وَجَــنَّ لَيــلٌ وَقَــضَــيــنـا نَـحـبـا
رُحـنـا مَـعَ اللَيـلِ مُلوكاً غُلبا
مِـن ذا وَمِـن ذاكَ أَصَـبـنا نَهبا
وَحَــلَبَــت كَــفّــي لِقَــومٍ حَــلبــا
فَـــلَم أُرَشِّحـــ لِعَــشــيــرٍ ضَــبّــا
وَرُبَّمــا قُــلتُ لِعَــمــري نَــسـبـا
العَـضـبُ أَشـهـى فَأَذِقني القَضبا
فَـالآنَ وَدَّعـتُ الفُـتُـوَّ الحُـزبـا
أَعـتَـبـتُ مَـن عـاتَـبَـنـي أَو سَبّا
وَراجَـعَـت نَـفـسـي حِـجـاهـا عُقبا
فَـــالحَـــمــدُ لِلَّهِ الَّذي أَهَــبّــا
مِـن فُـرقَـةٍ كـانَـت عَـلَينا قَضباً
أَتـى بِهـا الغِـيُّ فَـأَغضى الرَبّا
وَمَـلِكٍ يَـجـبـي القُـرى لا يُـجبى
نَــزورُهُ غِــبّــاً وَنُــؤتــي رَهـبـا
ضَـخـمِ الرَواقَـيـنِ إِذا اِجـلَعَـبّا
يَــخــافُهُ النــاسُ عِـدىً وَصَـحـبـا
كَــمـا يَـخـافُ الصَـيـدَنُ الأَزَبّـا
صَــبَّ لَنــا مِــن وُدِّهِ وَاِصــطَــبّــا
وُدّاً فَــمــا خُــنــتُ وَلا أَسَــبّــا
ثَــبَّتــَ عَهــداً بَــيــنَـنـا وَثَـبّـا
حَـتّـى اِفـتَـرَقنا لَم نُفَرِّق شَعبا
كَــذاكَ مَــن رَبَّ كَــريــمــاً رَبّــا
وَالنــاسُ أَخــيــافٌ نَــدىً وَزَبّــا
فَــصــافِ ذا وُدٍّ وَجــانِــب خِــبّــا
يـا صـاحِ قَـد كُـنتَ زُلالاً عَذبا
ثُـمَّ اِنـقَـلَبـتَ بَـعـدَ ليـنٍ صَـعبا
مــالي وَقَــد كُـنـتُ لَكُـم مُـحِـبّـاً
أُقـصـى وَمـا جـاوَزتُ نُصحاً قَصبا
يـا صـاحِ هَـل بُـلِّغـتَ عَـنّي ذَنبا
وَهَــل عَــلِمــتَ خُــلُقــي مُـنـكَـبّـا
وَهَـل رَأَيـتَ فـي خِـلاطـي عَـتـبـا
أَلَم أُزَيِّنـــ تـــاجَــكَ الذَهَــبّــا
بِـالبـاقِـيـاتِ الصـالِحـاتِ تُحبى
أَضَـأنَ فـي الحُـبِّ وَجُـزنَ الحُـبّـا
مِـثـلَ نُـجـومِ اللَيـلِ شُـبَّتـ شَـبّا
أَحــيـنَ شـاعَ الشِـعـرُ وَاِتـلَأَبّـا
وَنَــــظَــــرَ النـــاسُ إِلَيَّ أَلبـــا
أَبـدَلتَـنـي مِـن بَـعـدِ إِذنٍ حَجبا
بِـئسَ جَـزاءُ المَـرءِ يَـأتي رَغبا
لَمّــــا رَأَيــــتَ زائِراً مُـــرِبّـــا
بـاعَـدتَّهـُ وَكـانَ يَـرجـو القُربا
فَــزارَ غِــبّــاً كَــي يُــزادَ حُـبّـا
كَـذَلِكَ المَـحـفـوظُ يَـطـوي سَـربـا
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

بشار بن برد العُقيلي، أبو معاذ.
أشعر المولدين على الإطلاق. أصله من طخارستان غربي نهر جيحون ونسبته إلى امرأة عقيلية قيل أنها أعتقته من الرق. كان ضريراً.
نشأ في البصرة وقدم بغداد، وأدرك الدولتين الأموية والعباسية، وشعره كثير متفرق من الطبقة الأولى، جمع بعضه في ديوان. اتهم بالزندقة فمات ضرباً بالسياط، ودفن بالبصرة