قصيدة عودي مع الأطيار عودي للشاعر سلامة علي عبيد

البيت العربي

عودي مع الأطيار عودي


عدد ابيات القصيدة:52


عودي  مع  الأطيار عودي
عودي مع الأطيار عودي
لماه رشفا
فترنّحت نشوى،
وداعبها النسيم فكان عزفا
والنرجس الوسنان
بين شقائق النعمان أغفى
فتململ الورد الحسود
وأفعم الآفاق عرفا
فالروض في عرس الربيع
يفيض إغراء ولطفا
عودي مع الأزهار عودي
من ثغر الصباح
أو تذكرين الغاب
والبدر يلهو ضاحكا
بين النجوم السافرات
وصدى لحون العندليب
وأنسَ مزمار الرعاة
ونضارةَ الوادي ،
وأفياءَ الغصون الباسقات
عادت، فلم لا ترجعين
وأنت إكسير الحياة ؟..
عاد الربيع، ولم تعودي
يا بسمة الأمل الشرود
في تلك الليالي الساحرات
رشفت زهور الحقل
عودي مع الأنهار عودي
بعد أكفان الصقيع
يا بسمة الأمل الشرود
كادت تذوب حُشاشتي
وتقطّعت أوتار عودي
نثر الربيع على جبين الأرض
أحلاماً وسحرا
فتململت وتثاءبت
واستيقظتْ تختال كِبرا
لبست وشاح البدر
واتخذت من الأزهار عطرا
فترنمت زمر الطيور
ورفرفت في الجو سكرى
عادت تذيب الحب والالهام
في الأجواء شعرا
عودي مع الأطيار عودي
راح الشتاء،
وعادت الأنهار تجري في الربيعْ
رقراقةً هدّارة،
صدّاحة لو تستطيع
الشهب راحت تستحم
بمائها الصافي البديع
والأرض أَنعشها البلال
ومبسم الشمس الوديع
فتقمَّصت ثوب الشبيبة
كادت تذوب حُشاشتي
وتقطّعت أوتار عودي
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

سلامة علي عبيد (1921-1984) من السويداء في سورية، شاعر وناثر ومؤرخ ومترجم ، وواضع لأول قاموس صيني -عربي . هو ابن الشاعر والمجاهد علي حسين عبيد أحد أركان الثورة السورية الكبرى، رافق والده ومجموعة من الثوار منهم سلطان باشا الأطرش إلى صحراء النبك السعودية حيث عاشوا سنوات عانوا فيها مرارة الجوع والعطش والحرمان في صحراء بالغة القسوة، كان في الخامسة عندما استشهد أخوه نايف، ثم استشهد أخوه رشيد مقتولاً بالسم والتعذيب على يد الفرنسيين ، و قدمت الأسرة شهيدا ثالثا هو كمال الذي استشهد في حرب تشرين1973 . درس في لبنان وتتلمذ في المراحل الدراسية الأولى على يد الأديب مارون عبود حتى تخرجه في الجامعة الأميركية، حيث حصل على الماجستير بدرجة الشرف الممتازة. أثناء وجوده في الجامعة الأميركية انتسب الى جمعية العروة الوثقى وعمل رئيسا لتحرير مجلة العروة الوثقى. عاد بعدها إلى السويداء عام 1951 ليعمل في التدريس والإدارة، ثم مديراً للتربية شمل عمله إدارة بيت اليتيم ، بعدها انتُخب عضواً في مجلس الأمة إبان الوحدة بين مصر وسورية. شارك في عدد كبير من المؤتمرات والندوات والمهرجانات الشعرية العربية والعالمية، منها مؤتمر الأدباء الآسيويين - الافريقيين في بكين عام 1966. سافر إلى الصين، حيث أشرف على تأسيس قسم اللغة العربية في جامعة بكين، وعمل بالتدريس في الجامعة، كما قام بوضع عددٍ كبيرٍ من الكتب التعليمية للطلاب الصينيين. أثناء عمله في الصين أمضى ما يزيد على عشر سنوات في عمل يومي دؤوب لإنجاز القاموس الصيني- العربي الكبير والأول من نوعه.  
للأديب ما يزيد على ثلاثين مؤلفٍ في الشعر، والمسرح ، والأعمال النثرية من رواية وقصص قصيرة وأدب رحلات، وفي التاريخ ، والتراث وأدب الأطفال، والترجمة، والكتب الجامعية.
في الشعر كان رائدا لشعر التفعيلة في المشرق العربي إذ كتب عدة قصائد بشعر التفعيلة قبل عام 1947، منها قصيدة "لست أدري" 1940 وكان في التاسعة عشرة من العمر ، "يا بلادي" عام 1943، وقصيدة "إلى ابنتي" عام 1946 .
أدرجت قصائده في المنهاج المدرسي في الكويت وسوريا.
مثلت مسرحيته الشعرية " اليرموك" في القاهرة عام 1947.
في الرواية نالت روايته التاريخية " أبو صابر" جائزة من وزارة الثقافة في سورية .
اهتم بالبيئة وبالآثار وبالتصوير الضوئي حيث وثق من خلال عدسة الكاميرا الأمكنة والأشخاص والمناسبات.
 نال العديد من التكريمات منها فيلم وثائقي عنه بعنوان "عناد السنديان" ، وكتابين عن حياته وأعماله، وعددين خاصين عنه من مجلة الثقافة، وعدد من الندوات أهمها ندوة تكريمية في عام 2007 استمرت عدة أيام وشارك فيها نخبة من أدباء ومثقفي الوطن العربي.
كتب قصيدة " الله والغريب" يدعو فيها الله أن يتوفّاه في بلده.. 
"يا ربِّ، لا تُغمض جفوني هنا
هنا، قلوب الناسِ بيضاءُ
وأرضُهُمْ ماءٌ وأفياءُ
لكنَّ بي شوقاٌ إلى أرضي
لجبل الريّانِ والساحل
ألقي عليه نظرةَ الراحل"
واستجاب الله لدعائه، وتوفّي بعد يوم واحد من وصوله إلى أرض الوطن ..
 للمزيد يمكن زيارة الموقع الخاص بالأديب.
www.salamaobeid.com
salamaobeid.com