البيت العربي
فَدَيناكَ مِن رَبعٍ وَإِن زِدتَنا كَربا
عدد ابيات القصيدة:45
فَـدَيـنـاكَ مِـن رَبـعٍ وَإِن زِدتَـنـا كَـربا
فَـإِنَّكـَ كُـنـتَ الشَـرقَ لِلشَـمـسِ وَالغَـربا
وَكَـيـفَ عَـرَفـنـا رَسـمَ مَـن لَم يَـدَع لَنا
فُــؤاداً لِعِــرفــانِ الرُســومِ وَلا لُبّــا
نَــزَلنـا عَـنِ الأَكـوارِ نَـمـشـي كَـرامَـةً
لِمَــن بــانَ عَــنــهُ أَن نُــلِمَّ بِهِ رَكـبـا
نَــذُمُّ السَــحـابَ الغُـرَّ فـي فِـعـلِهـا بِهِ
وَنُــعــرِضُ عَـنـهـا كُـلَّمـا طَـلَعَـت عَـتـبـا
وَمَــن صَــحِـبَ الدُنـيـا طَـويـلاً تَـقَـلَّبَـت
عَـلى عَـيـنِهِ حَـتّـى يَـرى صِـدقَهـا كِـذبـا
وَكَــيـفَ اِلتِـذاذي بِـالأَصـائِلِ وَالضُـحـى
إِذا لَم يَـعُـد ذاكَ النَـسـيمُ الَّذي هَبّا
ذَكَـــرتُ بِهِ وَصـــلاً كَـــأَن لَم أَفُـــز بِهِ
وَعَــيــشــاً كَـأَنّـي كُـنـتُ أَقـطَـعُهُ وَثـبـا
وَفَــتّــانَـةَ العَـيـنَـيـنِ قَـتّـالَةَ الهَـوى
إِذا نَــفَــحَــت شَــيــخـاً رَوائِحُهـا شَـبّـا
لَهــــا بَــــشَـــرُ الدُرِّ الَّذي قُـــلِّدَت بِهِ
وَلَم أَرَ بَــدراً قَـبـلَهـا قُـلِّدَ الشُهـبـا
فَـيـا شَـوقِ مـا أَبقى وَيالي مِنَ النَوى
وَيـا دَمـعِ ما أَجرى وَيا قَلبِ ما أَصبى
لَقَــد لَعِــبَ البَـيـنُ المُـشِـتُّ بِهـا وَبـي
وَزَوَّدَنــي فـي السَـيـرِ مـا زَوَّدَ الضِـبّـا
وَمَــن تَــكُــنِ الأُســدُ الضَـواري جُـدودَهُ
يَــكُــن لَيـلُهُ صُـبـحـاً وَمَـطـعَـمُهُ غَـصـبـا
وَلَســتُ أُبــالي بَــعــدَ إِدراكِـيَ العُـلا
أَكـانَ تُـراثـاً مـا تَـنـاوَلتُ أَم كَـسـبا
فَـــرُبَّ غُـــلامٍ عَـــلَّمَ المَـــجــدَ نَــفــسَهُ
كَـتَـعليمِ سَيفِ الدَولَةِ الطَعنَ وَالضَربا
إِذا الدَولَةُ اِســتَــكـفَـت بِهِ فـي مُـلِمَّةٍ
كَـفـاهـا فَـكانَ السَيفَ وَالكَفَّ وَالقَلبا
تُهــابُ سُــيــوفُ الهِــنــدِ وَهــيَ حَــدائِدٌ
فَــكَــيــفَ إِذا كــانَــت نِـزارِيَّةـً عُـربـا
وَيُــرهَــبُ نــابُ اللَيــثِ وَاللَيـثُ وَحـدَهُ
فَــكَــيـفَ إِذا كـانَ اللُيـوثُ لَهُ صَـحـبـا
وَيُــخــشـى عُـبـابُ البَـحـرِ وَهـوَ مَـكـانَهُ
فَـكَـيـفَ بِـمَـن يَـغـشـى البِلادَ إِذا عَبّا
عَــليــمٌ بِــأَسـرارِ الدِيـانـاتِ وَاللُغـى
لَهُ خَــطَـراتٌ تَـفـضَـحُ النـاسَ وَالكُـتـبـا
فَــبــورِكــتَ مِــن غَــيــثٍ كَــأَنَّ جُـلودَنـا
بِهِ تُـنـبِـتُ الديـباجَ وَالوَشيَ وَالعَصبا
وَمِــن واهِــبٍ جَــزلاً وَمِــن زاجِــرٍ هَــلاً
وَمِـن هـاتِـكٍ دِرعـاً وَمِـن نـاثِـرٍ قُـصـبـا
هَــنــيـئاً لِأَهـلِ الثَـغـرِ رَأيُـكَ فـيـهِـمِ
وَأَنَّكــَ حِــزبَ اللَهِ صِــرتَ لَهُــم حِــزبــا
وَأَنَّكــَ رُعــتَ الدَهــرَ فــيــهــا وَرَيــبَهُ
فَـإِن شَـكَّ فَـليُـحـدِث بِـسـاحَـتِهـا خَـطـبـا
فَــيَـومـاً بِـخَـيـلٍ تَـطـرُدُ الرومَ عَـنـهُـمُ
وَيَـومـاً بِـجـودٍ يَـطـرُدُ الفَقرَ وَالجَدبا
سَــرايــاكَ تَــتــرى وَالدُمُــســتُـقُ هـارِبٌ
وَأَصــحــابُهُ قَــتــلى وَأَمــوالُهُ نُهــبــى
أَرى مَـرعَـشـاً يَـسـتَـقـرِبُ البُـعدَ مُقبِلاً
وَأَدبَـرَ إِذ أَقـبَـلتَ يَـسـتَـبـعِـدُ القُربا
كَـذا يَـتـرُكُ الأَعـداءَ مَن يَكرَهُ القَنا
وَيَــقــفُـلُ مَـن كـانَـت غَـنـيـمَـتُهُ رُعـبـا
وَهَـــل رَدَّ عَـــنـــهُ بِـــاللُقــانِ وُقــوفُهُ
صُــدورَ العَــوالي وَالمُــطَهَّمــَةَ القُـبّـا
مَـضـى بَـعـدَمـا اِلتَـفَّ الرِمـاحـانِ ساعَةً
كَما يَتَلَقّى الهُدبُ في الرَقدَةِ الهُدبا
وَلَكِـــــنَّهـــــُ وَلّى وَلِلطَــــعــــنِ سَــــورَةٌ
إِذا ذَكَــرَتــهــا نَـفـسُهُ لَمَـسَ الجُـنـبـا
وَخَـلّى العَـذارى وَالبَـطـاريـقَ وَالقُـرى
وَشُـعـثَ النَـصـارى وَالقَرابينَ وَالصُلبا
أَرى كُــلَّنــا يَــبـغـي الحَـيـاةَ لِنَـفـسِهِ
حَـريـصـاً عَـلَيـهـا مُـسـتَهـامـاً بِها صَبّا
فَـحُـبُّ الجَـبـانِ النَـفـسَ أَورَدَهُ التُـقـى
وَحُـبُّ الشُـجـاعِ النَـفـسَ أَورَدَهُ الحَـربا
وَيَــخــتَــلِفُ الرِزقــانِ وَالفِــعـلُ واحِـدٌ
إِلى أَن يُـرى إِحـسـانُ هَـذا لِذا ذَنـبـا
فَــأَضــحَـت كَـأَنَّ السـورَ مِـن فَـوقِ بَـدئِهِ
إِلى الأَرضِ قَـد شَـقَّ الكَواكِبَ وَالتُربا
تَـصُـدُّ الرِيـاحُ الهـوجُ عَـنـهـا مَـخـافَـةً
وَتَـفـزَعُ مِـنـها الطَيرُ أَن تَلقُطَ الحَبّا
وَتَـردي الجِـيـادُ الجُـردُ فَـوقَ جِـبالِها
وَقَـد نَـدَفَ الصِـنَّبـرُ في طُرقِها العُطبا
كَــفــى عَــجَـبـاً أَن يَـعـجَـبَ النـاسُ أَنَّهُ
بَــنــى مَــرعَــشـاً تَـبّـاً لِآرائِهِـم تَـبّـا
وَمـا الفَـرقُ مـا بَـيـنَ الأَنـامِ وَبَينَهُ
إِذا حَـذِرَ المَـحـذورَ وَاِسـتَصعَبَ الصَعبا
لِأَمـــرٍ أَعَـــدَّتـــهُ الخِـــلافَــةُ لِلعِــدا
وَسَـمَّتـهُ دونَ العـالَمِ الصـارِمَ العَضبا
وَلَم تَــفــتَــرِق عَــنــهُ الأَسِـنَّةـُ رَحـمَـةً
وَلَم يَـتـرُكِ الشـامَ الأَعـادي لَهُ حُـبّـا
وَلَكِــن نَــفــاهــا عَــنـهُ غَـيـرَ كَـريـمَـةٍ
كَــريـمُ الثَـنـا مـا سُـبَّ قَـطُّ وَلا سَـبّـا
وَجَـــيـــشٌ يُـــثَـــنّـــي كُـــلَّ طَــودٍ كَــأَنَّهُ
خَــريــقُ رِيــاحٍ واجَهَــت غُــصُـنـاً رَطـبـا
كَــأَنَّ نُــجــومَ اللَيــلِ خــافَــت مُـغـارَهُ
فَــمَــدَّت عَـلَيـهـا مِـن عَـجـاجَـتِهِ حُـجـبـا
فَـمَـن كـانَ يُـرضي اللُؤمَ وَالكُفرَ مُلكُهُ
فَهَـذا الَّذي يُـرضـي المَـكـارِمَ وَالرَبّـا
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: المُتَنَبّي
الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.
ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.
قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.
وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.
قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.
عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.
وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.