قصيدة فسل عنه أحشاء ابن ذي النون هل سرى للشاعر الوزير ابن القصيرة الإشبيلي

البيت العربي

فسل عنه أحشاء ابن ذي النون هل سرى


عدد ابيات القصيدة:18


فسل عنه أحشاء ابن ذي النون هل سرى
فسل عنه أحشاء ابن ذي النون هل سرى
إليــهــا ســكــون مـنـذ زلزلهـا الذعـر
وهــل قــدرت مــذ أوحــشـتـه طـلايـع ال
ظــهــور عــليــه أن تــؤنــســه الخــمــر
ألم يــجــن يــحـيـى مـن تـعـاطـيـك ظـله
سـجـا لك هـيـهـات السـهـى مـنك يا بدر
لجــاراك واســتــوفــيــت أبــعــد غـايـة
وأخّـــره عـــن شـــأوك الكـــف والعــثــر
فــأحــرزت فـضـل السـبـق عـفـواً وكـفـه
عـــلى رغـــمــه مــمــا تــوهــمــه صــفــر
ويــا شــد مــا أغــرتــه قــرطــبـة وقـد
أبــشــرتــهــا خــيـلنـا فـكـان لك الدر
أتــتــك وقــد أزرى بــبــهـجـة حـسـنـهـا
ولألائهــا مــن جــور مــالكــهــا طـمـر
فــألبــســتــهـا مـن سـابـغ العـدل حـلة
زهــاهــا بــهــا تــيــهٌ وغـازلهـا كـبـر
وجــاءتــك مــتــفــالا فــضــمّــخ حــيـهـا
وأردانَهــا مــن ذكـرك المـعـتـلى عـطـر
وأجــريــت مــاء الجـود فـي عـرصـاتـهـا
فــروض حــتــى كــاد أن يــورق الصــخــر
وطـــاب هـــواءً أفـــقُهـــا فـــكـــأنــهــا
تــهــب نــسـيـمـاً فـيـه أخـلاقُـك الزهـر
ومـــا أدركـــتــهــم فــي هــواك هــوادة
ومــا أثــتــمـروا إلا لمـا أمـر البـر
ومــــا قــــلدوك الأمــــر إلا لواجــــب
جـــئتـــه فـــيـــه المـــجـــر والغـــمـــر
وبــوأهــم فــي ذروة المــجــد مــعـقـلا
حــرام عــلى الأيــام إلمــامــه حــجــر
وأوردهــم مــن فــضــل ســيــبــك مــورداً
عــلى كــثــرة الوارد مــشــرعــه غــمــر
فـلولاك لم تـفـصـل عـرى الإصـر عـنـهم
ولا انــفــك مـن ربـق الأذى لهـم أسـر
أعـــدت نـــهـــاراً ليـــلهــم ولطــالمــا
أراهـم نـجـومَ الليـل فـي أفـقه الظهر
ولا زلت تـــؤويـــهـــم إلى ظـــل دوحــة
مـن العـز فـي أرجـائهـا النـعـم لخـضر
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

محمد بن سليمان أبو بكر الكلاعي الأشبيلي المعروف بابن القصيرة:: الوزير الكاتب: كاتب المعتمد ابن عباد ويوسف بن تاشفين من بعده نعته ابن بسام بذي الوزارتين.
مولده في ولبة من عمل أونبة في اشبيلية، ويعود الفضل في اكتشافه والتنويه بفضله إلى ابن زيدون فهو الذي قدمه للمعتضد فألحقه بديوان خدمته ثم صار من خاصته ولما مات المعتضد وولي ابنه المعتمد بن عباد كان وزيره وكاتبه وسفيره إلى الملوك، ثم لما وقع ما وقع بين بني عباد وبين يوسف بن تاشفين وزالت دولة بني عباد صار في كتاب ابن تاشفين
ترجم له ابن بشكوال في كتاب الصلة قال: (وهو من أهل اشبيلية ورأس أهل البلاغة في وقته أخذ من أبي مروان بن سراج وغيره وكان من أهل الأدب البارع والتفنن في أنواع العلم 
توفي سنة ثمان وخمسمائة عن سن عالية وخرف أصابه قبيل موته عطّله بحضرة مراكش) وترجم له الفتح بن خاقان في "القلائد" وكان من أصدقائه. وسيأتي كلامه.
ونعته لسان الدين الخطيب بكاتب الدولة اللمتونية وعلم وقته. قال: (وظل في ركب يوسف بن تاشفين يشرف على دواوينه ويراسل أنداده ويكتب عهوده كعهد توليه قاضي الجماعة بقرطبة عبد الله بن حمدين وعهد البيعة لولي عهده ولده علي الى أن توفي سنة 508 هجرية عن سن عالية وخرف أصابه قبل موته عطله بحضرة مراكش).
قال ابن بسام:
وهو في وقتنا جمهور البراعة، وبقية أئمة الصناعة، وعذبة اللسان العربي، وسويداء قلب هذا الإقليم الغربي، بحر علمٍ لا ينزح، وجبل حلمٍ لا يزحزح، من بعض كور إشبيلية، نشأ في دولة المعتضد، شهر بالعفاف فلزمه، ويسر للعلم فتعلمه وعلمه، وكانت له نفس تأبى إلا مزاحمة الأعلام، والخروج على الأيام، وهو دائباً يغض عنانها فتجمح، ويطأطئ من غلوائها فتتطاول وتطمح، ممتنعاً من خدمة السلطان، قاعداً بنفسه عن مرتبة نظرائه من الأعيان، بين عفة تزهده، وهيبة من المعتضد تقعده، حتى فطن له ذو الوزارتين ابن زيدون، فلم يزل يضرح قذى العطله عن مائه، ويعلي رماد تلك الهيبة عن نار ذكائه، إلى أن نبه عليه المعتضد آخر دولته، فتصرف فيها قليلاً على تقية من تلك البقية، وتقشف من ذلك التعفف،
إلى أن أفضى الأمر إلى المعتمد، وأحسبه قد كان في أيام أبيه، من بعض من يداخله ويصافيه، فحباه من علاه بنصيب، وسقاه من نداه ببحرٍ لا بذنوب، وأنهضه إلى مثنى الوزارة، وأكثر ما عول عليه في السفارة، فسفر غير ما مرةٍ بينه وبين حلفائه من ملوك الطوائف بأفقنا، حتى انصرفت وجوه آمالهم إلى أمير المسلمين وناصر الدين، أبي يعقوب يوسف بن تاشفين، رحمه الله، فسفر ذو الوزارتين بينهما مراراً فكثر صوابه، واشتهر في ذات الله مجيئه وذهابه، واضطر المعتمد إليه قريباً من آخر دولته، فعظمت حاله، واتسع مجاله، واستولى على الدولة استيلاء قصر عنه أشكاله، إلى أن كان من خلعه ما كان، فكان ذو الوزارتين أحد من حرب، وفي جملة من نكب. وأقام على تلك الحال، نحواً من ثلاثة أحوال، حتى تذكره أمير المسلمين بما كان عهد من حسن خليقته، وسداد طريقته؛ وقد حدثت أن سبب ذلك الذكر، كتاب كان ورد من صاحب مصر، لم يكن بد من الجواب عليه والإنصاف منه، وتفقد يومئذ أعلام المشاهير، فكان ذو الوزارتين أقرب مذكور، فاستدعاه لحينه، وولاه كتبة دواوينه، ورفع شانه، حتى أنساه زمانه، وقد أثبت من كلامه مما أنشأه في الدولتين، ما يملأ ذكره الخافقين. (ثم أورد ابن بسام منتخبا من رسائله السلطانية) أولها رسالة في تهنئة ابن تاشفين بنصره على الطاغية أذفونش في الزلاقة يوم الجمعة 12 رجب 479هـ ووصف تفاصيل الحرب. 
ثم رسالة كتبها عن ابن تاشفين إلى صاحب القلعة، قال فيها: (ورد كتابك الذي أنقذته من وادي منى منصرفك من الوجهة التي استظهرت عليها ...) وهذه الرسالة نفسها أوردها العماد الكاتب في الخريدة نقلا عن قلائد العقيان (انظرها كاملة في صفحة القصيدة الأولى)
وتليها رسالة عن المعتمد ابن عباد إلى ابن صمادح في وصف الزلاقة وخط مسير ابن عباد إليها.
وتليها قطعة من رسالة في تقريع بعض الثائرين
ثم رسالة في مقتل عباد ابن المعتمد سنة 467هـ وهي من الرسائل الطوال قدم لها ابن بسام بقوله:
(وله عنه من أخرى، إثر دخول ابن عكاشة قرطبة، وقتله لابنه عباد، وقد وجدت هذه الرقعة في بعض التعاليق منسوبة لابن الباجي: كتبت على أثر النازل الشنيع، والرزء الفظيع ...)
ثم رسالة عن المعتمد بعود قرطبة إليه، وقتل ابن عكاشة على يديه رقعة منها: وأنفذته عندما عادت الحضرة إلى يدي، وانتظمت ببلدي، على صورةٍ من التيسير ضاعفت حسن مواقع العارفة بها، وبشرت بلواحق النصر المترادف بعقبها، (قال ابن بسام بعدما أورد الرسالة: وفي هذا الفتح أنشده حسان بن المصيصي قصيدته التي يقول فيها، ووصف إشارة الناس يومئذ من سور المدينة:
وتليها رسالة عن ابن عباد إثر فتح مرسية على يدي ابن عمار، وإخراج بني طاهرٍ 
وتليها رسالة في وصف نهاية خارج على المعتمد ابن عباد أولها: ( ومن أحدث نعم الله الممنوحة عهداً، وأبعدها في التمام والوفور حداً، ما أتاحه الله في المغالط المعجب، القوي المجيء والمذهب، فلان - ضاعف الله إذلاله وإخزاءه، 
وتليها رسالة عن المعتمد أيضا أولها: وقد كانت نشأت بيننا وبين فلان، النطف الود، السيء العهد - جزاه الله جزاء من خاس بذمامه، ونثر عقد الوفاء بعد انتظامه - مداخلة توسطها رؤساء، وتقلدها وزراء، طالت زمناً لا ينتهج فيها إلى السلم سبيل، ولا يبدو من الوفاق دليل
وتليها رسالة عنه في مهادنة غرناطة أولها: (كنت قد هادنت أهل غرناطة - لا زالوا في أذيال مكرهم عاثرين، وفي أيدي غوائلهم مستأسرين - مهادنةً دعوني إليها فأجبت، واستدنوني نحوها فدنوت) 
وتليها رسالة عن المعتضد يصف فيها غدر بعض عماله به. أولها: (شر الناس لنفسه من جهل مقدارها، ولم يتهم اختيارها)
وتليها رسالة في خائن آخر أولها: (وإن فلاناً جارنا - لا أجاره الله من ريب الزمان، ولا صرف عنه صروف الحدثان - يأبى الله أن يراه حائداً عن فسادٍ، وعائداً إلى رشاد، ومقلعاً عن قبيح، ومستمعاً من نصيح)
ويليها فصل من رسالة أخرى عن المعتضد أوله: ((ورد كتابك مبيناً عن ود كماء المزن، وعهد كروض الحزن)
وتليه رسالة عن المعتضد إلى صاحب المهدية أولها: إنني - أيدك الله - على ما بيننا من لججٍ خضرٍ، وفياف غير، لمستكثر من إخائك، مستظهر بوفائك، متوفر على إجمال ذكرك وثنائك،) وهي آخر ما أورده ابن بسام من رسائل هذا الوزير ثم قال:
(ومحاسن ذي الوزارتين أبي بكر أكثر من أن تحصى، وآياته أبين وأبهر من أن نستقصي، وإنما ظفرت منها بطرف، وحصلت منها على نتفٍ، ولم يقع إليّ من شعره ما أوشح هذا المجموع بذكره، ولا بأس باثباته إن حصل، وبالله أستعين وعليه أتوكل).
ولم يورد ابن بسام شيئا من شعره إلا أن الصفدي ترجم له في الوافي فنقل عن الذخيرة ما لم يصلنا من شعره قال: (توفي عن سن عالية سنة ثمان وخمس ماية وقد خرف، وكان من أهل التفنن في العلوم وسافر رسولاً عن المعتمد بن عباد إلى الملوك غير مرة، وأورد له صاحب الذخيرة في كتابه رسايل وشعراً ) ثم أورد القطعتين الأولى والثانية (انظرهما في الديوان ولم أجد لهما أثرا في الذخيرة ؟!)
وافتتح الفتح بن خاقان ترجمته بقوله:
(غرّة في جبين المُلك ودرّة لا تصلح إلا لذلك السّلك باهت به الأيام وتاهت في يمينه الأقلام واشتملت عليه الدول اشتمال الكمام على النور وانسربت اليه الأماني انسراب الغمام الى الغور وأتت الدولة اليوسفية ففازت به قداحها وأورى زنده اقتداحها فقال فيها ما شاء وأقال من عثاره الانشاء بعد خطوب أصارته طريدا وقطعت منه وريدا وما زال يرتضع أخلافها وينتجع أكنافها ويسم ببيانه غفلها ويتمم فرضها ونفلها حتى طواه ضريحه وركدت ريحه فسقط بسقوطه نجم البيان وأضحى داثر الأثر خفي العيان وقد أثبت في هذا التصنيف من كلامه العالي المنيف ما تتخذه سميرا وتجعله على الكلام أميراً فمن ذلك رقعة راجعني بها: ...إلخ
وهو من شعراء الخريدة نقل العماد أخباره عن قلائد العقيان قال:
لم يورد القيسي مصنف قلائد العقيان شيئا من شعره، لكنه وشح كتابه بنثره، ووصفه بترجح الأقلام في بيانه، وتبجح الأيام بمكانه، وأنه كان في سماء العلى وتاجها دريا ودره، ولمشرفي الشرف وجهة الوجاهة غرارا وغرة، واشتملت عليه دولة أمير المسلمين يوسف بن تاشفين اشتمال الجفن على البصر، والأكمام على الثمر، والهالة على القمر، إلى أن أضمر رمسه، وكورت شمسه. (ثم أورد منتخبا من رسائله انظر ذلك في صفحة القصيدة الأولى)
وفي الذخيرة في ترجمة الوزير أبي القاسم ابن الجد رسالة له يرد بها على رسالة وصلته من ابن الجد أولها: 
(كتبت ولسان القلم يتلعثم، وقدم الكلم يتأخر أكثر مما يتقدم، هيبة لانتقادك، وعجزاً عن مواقع إصدارك وإيرادك،)
وفي "معجم أصحاب القاضي أبي علي الصدفي" لابن الأبار في ترجمة أبي العلا بن صهيب الأديب من أهل مرسية ... وله يخاطب أبا بكر بن القصيرة
يعني أصدرت مرسوما بتعييني في ديوان الإنشاء برا بطالب من طلابك وتفضلا منك وكانت أحرفا معدودات باهيت بها عبد الحميد مضرب المثل في البلاغة وحملتها كما يحمل الطلبة كتاب الغريب المصنف لأبي عبيد القاسم بن سلّام 
وفي الحلة السيراء لابن الأبار نقل من كتاب في التاريخ ألفه تلميذ ابن قصيرة: الكاتب أبو بكر محمد بن يوسف بن قاسم الشلبي