البيت العربي

فُقِدَت في أَيّامِكَ العُلَماءُ
عدد ابيات القصيدة:41

فُــقِــدَت فــي أَيّــامِــكَ العُــلَمــاءُ
وَاِدلَهَــمَّتــ عَــلَيــهِــمُ الظَــلمــاءُ
وَتَــغَــشّــى دَهــمـاءَنـا الغَـيُّ لَمّـا
عُــطِّلــَت مِــن وُضــوحِهــا الدَهـمـاءُ
لِلمَـــليـــكِ المُـــذَكَّراتُ عَـــبــيــدٌ
وَكَـــــذاكَ المُـــــؤَنَّثــــاتُ إِمــــاءُ
فَـالهِـلالُ المُنيفُ وَالبَدرُ وَالفَر
قَــدُ وَالصُــبــحُ وَالثَــرى وَالمــاءُ
وَالثُـرَيّـا وَالشَمسُ وَالنارُ وَالنَث
رَةُ وَالأَرضُ وَالضُــحــى وَالسَــمــاءُ
هَــــذِهِ كُــــلُّهـــا لِرَبِّكـــَ مـــاعـــا
بَـــكَ فـــي قَــولِ ذَلِكَ الحُــكَــمــاءُ
خَــلِّنــي يــا أَخــيَّ أَسـتَـغـفِـرُ اللَ
هَ فَــلَم يَــبــقَ فِــيَّ إِلّا الذَمــاءُ
وَيُـقـالُ الكِرامُ قَولاً وَما في ال
عَــصــرِ إِلّا الشُــخــوصُ وَالأَسـمـاءُ
وَأَحـــاديـــثُ خَـــبَّرَتـــهـــا غُـــواةٌ
وَاِفــتَـرَتـهـا لِلمَـكـسِـبِ القُـدَمـاءُ
هَــذِهِ الشُهــبُ خِـلتُهـا شَـبَـكَ الدَه
رِ لَهـــا فَـــوقَ أَهـــلِهـــا إِلمــاءُ
عَــجَــبـاً لِلقَـضـاءِ تَـمَّ عَـلى الخَـل
قِ فَهــمَّتــ أَن تُــبــسِــلَ الحَـزمـاءُ
أَو مـا يُـبـصِـرونَ فِـعـلَ الرَدى كَي
فَ يَــبــيــدُ الأَصـهـارُ وَالأَحـمـاءُ
غَـلَبَ المَـيـنُ مُـنذُ كانَ عَلى الخَل
قِ وَمــاتَــت بِــغَـيـظِهـا الحُـكَـمـاءُ
فَـاِرقُـبـي يـا عَصامِ يَوماً وَلَو أَنَّ
كِ فـــي رَأسِ شـــاهِـــقٍ عَـــصـــمـــاءُ
وَأَرى الأَربَــعَ الغَــرائِزَ فــيـنـا
وَهــيَ فــي جُــثَّةـِ الفَـتـى خُـصَـمـاءُ
إِن تَـوافَـقـنَ صَـحَّ أَو لا فَـمـا يَن
فَــكُّ عَـنـهـا الإِمـراضُ وَالإِغـمـاءُ
وَوَجَـــدتُ الزَمـــانَ أَعــجَــمَ فَــظّــاً
وَجُــبــارٌ فــي حُـكـمِهـا العَـجـمـاءُ
إِنَّ دُنـــيـــاكَ مِـــن نَهـــارٍ وَلَيــلٍ
وَهـــيَ فـــي ذاكَ حَـــيَّةـــٌ عَــرمــاءُ
وَالبَـرايـا حـازوا دُيـونَ مَـنـايا
سَــوفَ تُــقــضـى وَيَـحـضُـرُ الغُـرَمـاءُ
وَرَدَ القَــومَ بَــعــدَمـا مـاتَ كَـعـبٌ
وَاِرتَــوى بِــالنُـمَـيـرِ وَفـدٌ ظِـمـاءُ
حَـــيـــوانٌ وَجـــامِـــدٌ غَــيــرُ نــامٍ
وَنَـــبـــاتٌ لَهُ بِــسُــقــيــا نَــمــاءُ
وَلَو أَنَّ الأَنـامَ خـافوا مِنَ العُق
بـى لَمـا جـارَت المِـيـاهَ الدِمـاءُ
أَجـدَرُ النـاسِ بِالعَواقِبِ في الرَح
مَــةِ قَــومٌ فــي بَــديِهِــمُ رُحَــمــاءُ
وَغَــضِــبــنــا مِــن قَــولِ زاعِـمِ حَـقٍّ
إِنَّنــــا فـــي أُصـــولِنـــا لُؤَمـــاءُ
أَنــتَ يــا آدَمٌ آدَمُ السِــربِ حَــوّا
ؤُكَ فــــيــــهِ حَــــوّاءُ أَو أَدمــــاءُ
قَـرَمَـتـنـا الأَيّـامُ هَـل رَثَتِ النَحّ
امَ لَمّــــا ثَـــوى بِهـــا قَـــرمـــاءُ
عـــالَمٌ حـــائِرٌ كَـــطَـــيــرِ هَــواءٍ
وَهَــــوافٍ تَــــضُــــمُّهـــا الدَأمـــاءُ
وَكَــأَنَّ الهُـمـامَ عَـمـرو بـنِ دَرمـا
ءَ فَــــلَتــــهُ مِــــن أُمِّهـــِ دَرمـــاءُ
وَالبَهـارُ الشَـمـيـمُ تَحميهِ مِن وَط
ءِ مُــــعــــاديـــكَ أَرنَـــبٌ شَـــمّـــاءُ
وَعَــرانــا عــالى الحُــطـامِّ ضِـرابٌ
وَطِـــعـــانٌ فـــي بـــاطِـــلٍ وَرِمـــاءُ
أَســوَدُ القَــلبِ أَســوَدٌ وَمَــتـى مـا
تُـــصـــغِ أُذنـــي فَـــأُذنُهُ صَـــمّـــاءُ
قَــد رَمـى نـابِـلٌ فَـأَنـمـى وَأَصـمـى
وَلَيـــاليـــكَ مـــا لَهـــا إِنــمــاءُ
إِنَّ رَبَّ الحِـصـنِ المَـشـيـدِ بِـتَـيـما
ءَ تَــــوَلى وَخُــــلِّفَـــت تَـــيـــمـــاءُ
أَو مَــأَت لِلحِــذاءِ كَــفُّ الثُــرَيّــا
ثُـــمَّ صُـــدَّ الحَــديــثُ وَالإيــمــاءُ
شَهَـدَت بِـالمَـليـكِ أَنـجُـمُهـا السِـتَّ
ةُ ثُـــمَّ الخَـــضـــيـــبُ وَالجَــذمــاءُ
فَهِــمُ النــاسِ كَـالجُهـولِ وَمـا يَـظ
فَــرُ إِلا بِــالحَــســرَةِ الفُهَــمــاءُ
تَــلتَـقـي فـي الصَـعـيـدِ أُمٌّ وَبِـنـتٌ
وَتَــســاوى القَــرنــاءُ وَالجَــمّــاءُ
وَأَنــيــقُ الرَبــيــعِ يُـدرِكُهُ القَـي
ظُ وَفــيــهِ البَـيـضـاءُ وَالسَـحـمـاءُ
وَطَــريــقــي إِلى الحِــمــامِ كَـريـهٌ
لَم تُهَــب عِــنــدَ هَــولِهِ اليَهـمـاءُ
وَلَو أَنَّ البَـــيـــداءَ صــارِمُ حَــربٍ
وَهـــيَ مِـــن كُــلِّ جــانِــبٍ صَــرمــاءُ
كَيفَ لا يُشرِكُ المُضيقَينِ في النِع
مَــةِ قَــومٌ عَــلَيــهِــمُ النَــعــمــاءُ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أَبو العَلاء المَعَرِي
شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.
وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،
من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).