البيت العربي
فيك برحت للعذول إباء
عدد ابيات القصيدة:43
فـــيـــك بـــرحـــت للعــذول إبــاء
وعـــصـــيــت اللوام والنــصــحــاء
أنــا أشــكــو اليــك جـور زمـان
دأبـــه أن يـــعـــارض الأدبـــاء
مـــال عـــنــي بــمــا أومــل دهــر
كــلمــا قــلت ســوف يــأسـو أسـاء
أهــمــلتــنــي صــروفــه فــكــأنــي
ألف الوصــــل ألغــــيـــت إلغـــاء
رهـن بـيـت لو اسـتـقـر بـه اليـر
بـــوع لم يـــرضــه له نــافــقــاء
كــل يــوم يــأتـي كـأمـس كـأن ال
دهـــر كـــانــت أيــامــه ايــطــاء
مـنـعـتـنـي مـن التـصـرف مـنـع ال
عــلل الســبـع صـرفـهـا الأسـمـاء
نــقــصــتـنـي نـقـص المـرخـم حـتـى
خــلتــنــي فـي فـم الزمـان نـداء
يــا أبــا حــمـيـر وحـرمـة إحـسـا
نــك عــنــدي مــا كـان ودي ريـاء
شــرفـاً شـامـخـاً ومـجـداً مـنـيـفـاً
عــــدمـــليـــاً وعـــزة قـــعـــســـاء
مـا ظـننت الزمان أن يبعدني عن
ك الى أن أفــــارق الأحــــيــــاء
ضـاع سـمـعـي وخـبـت خـابـت أعادي
ك ومـــن يـــرتــجــي لك الأســواء
و احتملت الزمان والنقص والأع
داء والذل والعــنــا والجــفــاء
وتــجــمــلت و اصــطـبـرت فـمـا أب
قــى عــلى عــودي الزمــان لحــاء
فـــعـــلى هــذه القــضــيــة صــبــر
لا ولو كـــنـــت صـــخـــرة صــمــاء
ولو أنـي لم اعـتـمـد دون غيري
لتــــأســـيـــت أن أمـــوات وفـــاء
غــيــر أن التـصـريـح ليـس بـخـاف
عــنــد مـن كـان يـعـرف الايـمـاء
مــع انــي مـثـن عـليـكـم ومـا لم
ت عــلى مــا لقـيـت الا القـضـاء
و سـيـأتيك في البعاد وفي القر
ب مـــديـــح يـــخـــجــل الشــعــراء
غـيـر أنـي فـدتـك نـفسي من السو
ء وان قــــل أن تــــكـــون فـــداء
فــبــشــكـر رحـلت عـنـكـم و ألقـا
كــم بــه إن قــضــى الإله لقــاء
فـأبـى البـخـل أن يـكـون أمـامـاً
و أبــى الجــود أن يــكــون وراء
يــا أبــا حــمــيــر دعـوتـك للده
ر وكــنــت امــرأ تـجـيـب النـداء
وانـثـنـى العـاذلون أخـيـب مـنـي
يــوم أزمــعــتــم الفــراق رجــاء
مـن مـجيري من ساحر الطرف ألمى
جــــمـــع النـــار خـــده والمـــاء
فــيــه لليــل والنــهــار صــفــات
فــــلهـــذا ســـر القـــلوب وســـاء
لازم شــيــمــة الخــلاف فــإن لن
ت قــســا أو دنــوت مـنـه تـنـاءى
يــا غــريـب الحـمـى حـق لمـن كـا
ن غــريــبــا أن يـرحـم الغـربـاء
حـــربـــي مـــن صـــدوده وتــجــنــي
ه وإشـــمـــاتـــه بـــي الأعــداء
فـإذا مـا كـتـمت ما بي من الوج
د أذاعـــتـــه مــقــلتــاي بــكــاء
كـعـطـايـا سـبـأ بـن أحـمـد يـخفي
هـــا فـــتــزداد شــهــرة ونــمــاء
قـد تـعـاطـى في المجد شأوك قوم
عـجـزوا واحـتـمـلت فـيـه العـناء
أريـــحـــي يــهــزه المــدح للجــو
د فـإن لم تـمـدحـه جـاد ابـتداء
واذا أخــــلف الســــمـــاء بـــأرض
أخــلفــت راحــتــاه ذاك السـمـاء
بـنـدى يـخـجـل الغـيـوث انـهمالاً
وشــذا يــنــهـل الرمـاح الظـمـاء
مـا أبـالي إذ أحـسـن الدهر فيه
أحـسـن الدهر في الورى أم أساء
أيـهـا الطـالب الغـنى زره تظفر
بـــعـــطـــاء يـــخـــجـــل الأنــواء
تـلق مـنـه المـهذب الماجد الند
ب الســــــمــــــيــــــدع الأبــــــاء
ان سـطـا أرغـم الضـراغم في الآ
جــام أو جــاد بــخَّلــَ الكــرمــاء
راحـه فـي النـدى تـنـيـل نـضـاراً
وحــسـام فـي الروع يـهـمـي دمـاء
شــيــم مــن أبــيــه أحـمـد مـايـن
فــكُّ عــنــهــا تـفـيـؤأ واقـتـفـاء
ألمــعــي يــكــاد يــنــبـيْـك عـمّـا
كــان فــي الغـيـب فـطـنـة وذكـاء
ليـس يـبـقـى في الدهر غير ثناء
فـاكـتسب ما استطعت فيه الثناء
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: ابن القم اليمني
أبو عبد الله المعروف بابن القم من أهل اليمن، مولده بزبيد، من شعراء العصر الأقرب عصره متقدم، وكان معاصر ابن سنان الخفاجي أو بعده بقريب، وكان الأمير المفضل نجم الدين أبو محمد ابن مصال ينشدني شعره ونحن على الخيل سائرون إلى بعلبك تحت رايات الملك الناصر صلاح الدين يوسف في آخر شعبان سنة سبعين... إلخ.
وفي موسوعة أعلام اليمن ترجمة موسعة له وهي عمدتي في ذكر تاريخ وفاته وميلاده، وفيها:
أبو عبد الله، المعروف بابن قُمٍّ؛ من أهل زبيد. ولد، ونشأ، وتوفي فيها.
أديب، شاعر، تولى رئاسة الإنشاء عند (الصليحيين)، وكان أبوه صاحب ديوان الخراج في تهامة.
قال عنه المؤرخ (ياقوت الحموي) في كتابه (معجم الأدباء): "كان أديباً، كاتباً، شاعراً، من أفاضل أهل اليمن، المبرّزِينَ في النَّظْم، والنثر، والكتابة".
وقال عنه (بامخرمة): "كان أهل اليمن يعدون (الحسين)، كـ (المتنبي) في الشام والعراق".
من مؤلفاته: 1 - مجموع رسائل-خ، ومنه رسالة كتبها إلى (سبأ ابن أبي السعود الصليحي)، بعد انفصاله عن اليمن، رواها عنه الحافظ (أبو طاهر السِّلَفي). 2 - ديوان شعر. منه أوراق منتزعة في المتحف البريطاني، وشعره في الطبقة الأولى من الجودة، رقيق، عذبٌ، من السهل الممتنع.
وشعره في الطبقة الأولى من الجودة، رقيق عذبٌ، من السهل الممتنع.
المراجع: الأعلام (ج2، ص246، ط6.)
تاريخ اليمن الفكري (ج2، ص89، ط1.)
المفيد لعمارة (ص147، 257، ط2.)
تحفة الزمن (ص203، ط1.)
طراز أعلام الزمن (ج1، ص453 - خ.)
فوات الوفيات (ج1، ص381.)
المصادر للحبشي (ص315.)
معجم الأدباء (ج10، ص130، ط3.)