قصيدة في جواركم الذليل للشاعر ابن زيدون

البيت العربي

في جِوارِكُم الذَليلُ


عدد ابيات القصيدة:17


في جِوارِكُم الذَليلُ
فـــــي جِـــــوارِكُــــم الذَليــــلُ
وَحَــدّي فــي رَجـائِكُـمُ الكَـليـلُ
نَـصـيـبٌ مِـن وِلايَـتِـكُـم كَـثـيـرٌ
وَحَــظٌّ مِــن عِــنـايَـتِـكُـم قَـليـلُ
لَمُـخـتَـلِفـانِ مِـن حـالَيَّ مَهـمـا
أَجـالَ الفِـكـرَ بَـيـنَهُـما مُجيلُ
أَتَـحـيـا أَنـفُـسُ الآمـالِ فيكُم
وَلي أَثــنــاءَهــا أَمَـلٌ قَـتـيـلُ
وَأَعــجَـبُ حـادِثٍ نَـظَـري لَدَيـكُـم
إِلى غَـلَلِ النَـجـاحِ وَبـي غَليلُ
وَقِــدحــي فــي وِدادِكُــمُ مُـعَـلّىً
وَبـاعـي فـي اِعـتِـمـادِكُمُ طَويلُ
وَكـائِن لي ثَـنـاءٌ راحَ يَـثـنـي
إِلَيـهِ العِـطـفَ مَـجدُكُمُ الأَثيلُ
تُــنــافِــسُهُ الرِيــاضُ مُـنَـوِّراتٍ
تَـنَـفَّسـَ عَـن نَـوافِـحِها الأَصيلُ
أَبا الحَزمِ الزَمانُ بِأَن تُثَنّى
إِذا عُــدَّت فَــواضِــلُكُـم بَـخـيـلُ
عَـلَوتَ النَـجمَ إِذ مَلَّ المُساعي
وَحُـزتَ الخَـصـلَ إِذ كَـلَّ الرَسيلُ
رَأَيـتُ النـاسَ ما أَصبَحتَ فيهِم
بَــلاءُ اللَهِ عِــنــدَهُـمُ جَـمـيـلُ
وَمـاءُ العَـيـشِ بَـيـنَهُـمُ فَـضـيضٌ
وَظِــلُّ الأَمــنِ فَــوقَهُــمُ ظَـليـلُ
وَلَو فَـقَـدوكَ لا فَقَدوا حَواهُم
مَــرادٌ مِــن زَمــانِهِــمِ وَبــيــلُ
وَشــاقَ نُــفـوسَهُـم رَسـمٌ مُـحـيـلٌ
مِـنَ الدُنـيـا وَعَهـدٌ مُـسـتَـحـيلُ
فَـخـاصِـر دَولَةً تَـفنى اللَيالي
وَلَم يُـلمِـم بِـسـاحَـتِهـا مُـديـلُ
وَلا زالَت نِـبـالُ الدَهرِ تُصمي
عُـداتَـكَ أَيُّهـا المَـلِكُ النَبيلُ
أَأَيـأَسُ مِـن مُـسـاعَفَةِ اللَيالي
وَأَنــتَ إِلى نِهـايَـتِهـا سَـبـيـلُ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد.
وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.
فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.
ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين.
وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا.
ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي.
وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.