البيت العربي

قَتْلِي لحُبِّكمُ شَهادَة
عدد ابيات القصيدة:54

قَـــتْـــلِي لحُـــبِّكـــمُ شَهــادَة
وشَــقَــاوَتـي فـيـكُـمْ سَـعَـادَه
وكَـــذَاكَ كُـــفْــري بــالعــذُو
لِ عَــلى مــحــبَّتـكُـم عِـبَـادَه
ويـــحَ العـــذولِ إِذا مــضــى
مِــــنْ عَــــذْلِه فـــنٌّ أَعَـــادَه
والنَّفــْسُ تُــغْــرقُ فــي مُـعـا
دَاةِ الأَحــادِيــثِ المُـعَـاده
تَـــمَّ الْغَـــرامُ بِــكُــمْ فــلا
نــقــضٌ عَــليــه ولا زِيَــادَه
بــــأَبــــي وأُمِّيــــ أَغـــيـــدٌ
وإِذا اعْـتَـبَـرتَ وجـدت غاده
خــفــر الشــمــائل ليــن ال
أعـطـاف مُـسْـتَـعْـصِي المَقَادَه
مــــتــــقــــلِّدٌ لِدَمِـــي ومـــا
نَــزعــت حــواضـنُه الْقِـلاده
ســـلَبَ الجـــليــدَ أَخــصَّ شــي
ءٍ عِـــنـــده وهُــو الجَــلاَدَه
وكَـــذَاك مَـــا لِلمــســك عِــنْ
دَ نــســيــم نـكـهـتِه هَـوادَه
يُهْـــدِي إِليـــه المــرءُ عِــش
قــاً قــبــل رُؤيــتـه فُـؤَاده
ويـــكـــاد يــســبــقُ ســرعــةً
عـشـقُ المـريـدِ له الإِرَاده
أَخــذ الحَــشَـا حـتـى الجـوا
نـحَ والكَـرى حـتـى الوِسَاده
فــبــكــيــتُ حــتَّى قــال بــع
ضُ الرَّكْـبِ مِـنْ فَتَح المَزَادَه
رَحَــلُوا وَقَــدْ فَــتــحــوا ول
كـن عَـنْ فَم العَيْن السِّداده
فـخـذوا الحـديـثَ عن المدا
مِـع فَهْـي تَـرْوي عـن قَـتَـاده
إِنــــي بـــديـــهـــيُّ الدمـــو
عِ وإِنَّ دَمْــعــيَ لا يُــبَــادَه
دَمــعــي كَــذِهــنــي فـي مـدا
ئح ســــيِّدٍ ولدتــــه سَــــادَه
وهُــــو الَّذي يـــجـــدي ولمَّا
جـــادَ عـــلَّمــنــي الإِجَــاده
مــــا قُــــلتُ أَجْـــرى مـــاءَه
أَو قُــلتُ قَــدْ أَوْرَى زِنَــاده
أَذْكَـــى ذكَـــائِي بِهْ كَـــمـــا
أُخْــرِجْـتُ مِـنْ بَـلَدِ الْبَـلادَه
الفـــــاضِـــــل البــــرّ الَّذي
أَحْــيــا الإِلَهُ بــهِ عِـبَـادَه
وأَرادَ إِبــــقــــاءَ الوجــــو
دِ بــه فــكــان كَـمـا أَرَادَه
مــــــتَــــــبـــــتِّلـــــٌ لِله أَدّ
ى كُـــلَّ شَـــيـــءٍ فـــيــه آدَه
ومـــجـــاهِــدٌ فــي الله قَــدْ
شَــكَــرَ الإِلَهُ لَهُ اجْـتِهـادَه
ومُـــجَـــمِّعـــُ الأَضْـــدادِ قَــد
جَــمَــع الوزَارةَ والزَّهَــادَه
ومُـــــقَـــــدِّسُ الخَــــلَواتِ زا
كـي الغـيب مَعْصُومُ الشَّهاده
حِــلْفُ التَّهــجُّدِ ليـس يـنـبـذُ
جــــــنــــــبُه إِلاَّ مِهــــــادَه
حِــــلْسُ السُّهــــادِ فــــليــــس
يــعــرف طــرفُه إِلاَّ سُهــادَه
ومـــفـــرِّقُ الخــيــراتِ وهــي
الكــنـزُ لا يَـخـشـى نـفـادَه
جــــــارٍ عــــــلى عــــــاداتِه
فـي الخـير إِنَّ الخيرَ عَاده
تــأْتــي المــلوكُ إِليـه تـر
جُــوه مـن ضَـلاَلتِهـا رَشَـاده
وتــــجـــيـــءُ وافـــدةٍ لتـــق
تــبـس الإِفَـادَةَ بِـالوِفَـاده
وتــــرى السَّدادَ وأَيَّ يــــوم
مٍ مـــا رأَت مـــنــه سَــدَادَه
فـــــرأَتْه ســـــيِّدَهــــا بــــس
دَدِه فــــــولَّتْه السِّيــــــادَه
قِــــيـــدتْ له الأَغـــراضُ إِذ
أَعْــطَـى الزمـانُ له قـيـادَه
واللهُ شــــــرَّفــــــه وفــــــضَّ
لَه وأَعْــــــــطَــــــــاه وزَادَه
وقَــضَــى بــتــشـيـيـد العُـلا
فــــرآهُ أَهْــــلاً للإِشَــــادَه
مـعـتادُ بذل الجودِ للعاني
ولا يَــــنْــــســـى الإِعَـــادَه
وارتـــــادَ وافـــــدُ جــــوده
فـنـدَاه قـد سَـبَـق ارْتِـيادَه
وأَجـــابَ مـــن قــبــلِ النِّدا
وأَعــادَ قَــبْـل الإِسْـتِـعـادَه
أَقْــــنَــــاه ذاك الجــــودَ ح
تــى مــن يــعــانــده وزاده
وأقــــر إيــــمــــانـــاً بـــه
مَـن كَـان قـد أَبْـدى عِـنَـاده
شـــهـــد العـــدوُّ بـــفــضــلِه
طــوعــاً وقـد أَدَّى الشَّهـَادة
فـــبـــبـــأْسِهِ أَسَـــدُ العِــدَى
ذِئبٌ وبَـــازِيـــهـــم جَـــرادَه
يـــا عـــاضــداً للدِّيــن قــد
جـعـلَ الإِلَهُ بـه اعْـتِـضَـادَه
يـــدعـــوك مَــنْ رَفَــض الوَرى
وعـليـكَ قَـدْ جـعـلَ اعْـتِماده
أَشـكـو الكـسَـادَ وإِنَّ مِـثـلِي
مِــنْــك لا يَــخْــشــى كَـسَـاده
وأَذُمُّ مِــن حــالِي تـشـعُّثـَهـا
ومِـــــنْ أَمْـــــري فــــســــاده
وجَــــنــــى الزَّمــــانُ عــــليَّ
بالإخمالِ لا بلْ بالإِبَاده
والبــــحــــر يُــــروى مــــدُّه
غَــيــري ولم أُرزَق ثِــمــاده
والقـــرد بَـــخْـــتـــي لاصِــقٌ
بــي فــهــو قِـرْدٌ أَو قُـرادَه
ولأَنْـــتَ أَخـــبــرُ بــالمــرا
د وأَنــت أَعــلم بــالإِرادة
ولأَنــت مــن لو جــادَ بــال
دُّنــيــا لعــدوه اقْــتِـصـاده
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: ابن سناء الملك
شاعر من النبلاء، مصري المولد والوفاة، كان وافر الفضل، رحب النادي جيد الشعر بديع الإنشاء، كتب في ديوان الإنشاء بمصر مدة، ولاه الملك الكامل ديوان الجيش سنة 606 هـ.وكان ينبز بالضفدع لجحوظ في عينيه
له (دار الطراز- ط) في عمل الموشحات، (وفصوص الفصل- خ) جمع فيه طائفة من إنشاء كتاب عصره ولاسيما القاضي الفاضل، و(روح الحيوان) اختصر به الحيوان للجاحظ و "كتاب مصايد الشوارد"، و(ديوان شعر- ط) بالهند، وفي دار الكتاب الظاهرية بدمشق الجزء الثاني من منظومة في (غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم) يُظن آنها له.
وترجم له الصفدي في الوافي قال:
قال ابن سعيد المَغرِبي": كان غالياً في التشيّع (ثم سمى كتبه ثم قال):
وقال ياقوت الحموي: حدثني الصاحب الوزير جمال الدين الأكرم، قال: كان سناء الملك واسمه رَزين رجلاً يهودياً صيرفيّاً بمصر وكانت له ثروةٌ، فأسلم ثم مات، وخلّف ولدَه الرشيد جعفراً، وكان له مضارَباتٌ وقُروضٌ وتجاراتٌ اكتسب بها أموالاً جمّةً ولم يكن عنده من العلم ما يشتهِر إلا أنه ظفِر بمصر بجزء من كتاب الصِحاح الجَوهري، وهو نِصف الكتاب بخط الجوهري نفسِهِ فاشتراه بشيء يسير، وأقام عنده محروساً عدّة سنين إلى أن ورد إلى مصر رجلٌ أعجمي ومعه النصف الآخر من صحاح الجوهري، فعرضه على كتبيّ بمصر، فقال له: نصف هذا الكتاب الآخر عند الرشيد بن سناء الملك، فجاءه به وقال: هذا نصف الكتاب الذي عندك، فإما أن تُعطِيَني النصفَ الذي عندك وأنا أدفَعُ إليك وزنَه دراهم، فجعل الرشيد يضرب أخماساً لأسداس ويخاصم نفسَه في أحد الأمرين حتى حمل نفسه وأخرج دراهم ووزَن له ما أراد، وكان مقدارها خمسةَ عشر ديناراً، وبقيت النسخة عنده، ونشأ له السعيد ابنهُ هبةُ الله، فتردّد بمصر إلى الشيخ أبي المحاسن البَهنَسي النحوي، وهو والد الوزير البهنسي الذي وزر للأشرف بن العادل، وكان عنده قَبولٌ وذكاء وفطنة، وعاشر في مجلسه رجلاً مغربيّاً كان يتعانى عمل الموشحات المغربية والأزجال، فوقّفه على أسرارها وباحثه فيها وكثّر حتى انقَدَح له في عملها ما زاد على المَغاربة حُسناً، وتعانى البلاغة والكتابة، ولم يكن خَطّه جيّداً، انتهى، قلتُ: وكان يُنبَز بالضفدع لجحوظٍ في عينيه، وفيه يقول ابن الساعاتي، وكتب ذلك على كتابه "مصايد الشوارد":
وفيه يقول أيضاً وقد سقط عن بغل له، كان عالياً جدّاً ويسمَّى الجَمَل:
وهذا دليل على أن ابنَ سناء الملك كان شيعيّاً، ...إلخ
ولم يذكر ابن خلكان أن جده كان يهوديا ولا أنه كان ينبز بالضفدع قال:
ابن سناء الملك القاضي السعيد أبو القاسم هبة الله بن القاضي الرشيد أبي الفضل جعفر بن المعتمد
سناء الملك أبي عبد الله محمد بن هبة الله بن محمد السعدي، الشاعر المشهور، المصري صاحب ديوان الشعر البديع والنظم الرائق، أحد الفضلاء الرؤساء النبلاء، ...إلخ.
وفي السلوك للمقريزي ترجمة نادرة لوالده الرشيد في وفيات سنة 592 ونصها:
وفي خامس ذي الحجة: مات القاضي الرشيد ابن سناء الملك. قال القاضي الفاضل فيه: "ونعم الصاحب الذي لا تخلفه الأيام، ولا يعرف له نظير من الأقوام: أمانة سمينة، وعقيدة ود متينة، ومحاسن ليست بواحدة، ومساع في نفع المعارف جاهدة. وكان حافظا لكتاب الله، مشتغلا بالعلوم الأدبية، كثير الصدقات، نفعه الله، والأعمال الصالحات، عرفه الله بركاتها".
ومن شعر ابن سناء الملك قصيدة في 68 بيتا يودع بها والده القاضي الرشيد في سفرة له إلى دمشق، وفيها قوله:
ومن مدائحه في الرشيد الموشح الذي مطلعه:
أَخْمَلَ ياقوتَ الشفقْ - دُرُّ الدراري
وفيه قوله:
ثم أورد العماد موشحا له في رثاء أمه أوله:
وكلا الموشحين ليسا في ديوانه المنشور في إصدارات الموسوعة السابقة
(1) قلت أنا بيان: انفرد ياقوت بهذه المعلومة الخطيرة وقد فندها الأستاذ محمد إبراهيم نصر في كتابه (ابن سناء الملك) انظر كلامه كاملا في صفحة القصيدة الدالية التي أولها: