البيت العربي

قِرانُ المُشتَّري زُحَلاً يُرَجّى
عدد ابيات القصيدة:43

قِــرانُ المُــشــتَّري زُحَــلاً يُـرَجّـى
لِإيــقـاظِ النَـواظِـرِ مِـن كَـراهـا
وَهَــيــهــاتَ البَــريَّةــُ فـي ضِـلالٍ
وَقَـد فَـطَنَ اللَبيبُ لِما اِعتَراها
وَكَــم رَأَتِ الفَــراقِــدُ وَالثُـرَيّـا
قَــبــائِلَ ثُـمَّ أَضـحَـت فـي ثَـراهـا
تَـقَـضّـى النـاسُ جـيـلاً بَـعـدَ جيلٍ
وَخُــلِّفَــتِ النُـجـومُ كَـمـا تَـراهـا
قَــراءُ الوَحــشِ وَهــيَ مُــسَــوَّمــاتٌ
بِــرَبّــاتِ المَـعـاطِـفِ مِـن قِـراهـا
وَمــا ظَــلَمَ العَـشـيـرَ وَلا قِـراهُ
ظَــليـمُ المُـقـفِـراتِ وَلا قُـراهـا
إِذا رَجَــعَ الحَــصـيـفُ إِلى حِـجـاهُ
تَهــاوَنَ بِــالمَــذاهِـبِ وَاِزدَراهـا
فَــخُــذ مِــنــهــا بِــمــا أَدّاهُ لُبٌّ
وَلا يَــغــمِـسـكَ جَهـلٌ فـي صَـراهـا
وَهَــت أَديــانُهُــم مِــن كُــلِّ وَجــهٍ
فَهَــل عَــقــلٌ يُــشَــدُّ بِهِ عُــراهــا
أَتَــعــلَمُ جــارِســاتٌ فــي جِــبــالٍ
أَراهــا قَــبــلَهــا سَــلَفٌ أَراهــا
بِـمـا فـيـهِ المَـعـاشِـرُ مِـن فَسادٍ
تَـوارى فـي الجَـوانِـحِ أَو وَراها
قَـــضـــاءٌ مِــن إِلَهِــكَ مُــســتَــمِــرٌّ
غَـدَت مِـنـهُ المَـعـاطِـسُ في بُراها
يَــحُــطُّ إِلى الفَــوادِرِ كُــلَّ حـيـنٍ
مَــنـيـعـاتُ الفَـوادِرِ مِـن ذَراهـا
وَمـا تَـبـقـى الأَراقِمُ في حِماها
وَلا الأُسـدُ الضَـراغِمُ في شَراها
تَــقَــدَّمَ صــاحِـبُ التَـوراةِ مـوسـى
وَأَوقَـعَ فـي الخَسارِ مَنِ اِفتَراها
وَقــــالَ رِجــــالُهُ وَحــــيٌ أَتــــاهُ
وَقـالَ الظـالِمـونَ بَـلِ اِفـتَـراها
أَعِـــبـــرِيٌّ تَهَـــوَّكَ فـــي حَـــديـــثٍ
فَـبـاعَ المُـشـكِلاتِ كَما اِشتَراها
وَغـــايـــاتٌ بُــسِــطــنَ إِلى أُمــورٍ
جَــراهـا الآجِـرونَ كَـمـا جَـراهـا
أَرى أُمَّ القُـــرى خُـــصَّتــ بِهَــجــرٍ
وَســارَت نَــمـلُ مَـكَّةـَ عَـن قِـراهـا
وَكَــم سَــرَتِ الرِفــاقُ إِلى صَــلاحٍ
فَــمـارَسَـتِ الشَـدائِدَ فـي سُـراهـا
يُــوافــونَ البَــنِــيَّةــَ كُــلَّ عــامٍ
لِيُـلقـوا المُـخـزِياتِ عَلى قُراها
ضُــيـوفٌ مـا قَـراهـا اللَهُ عَـفـواً
وَلَكِــن مِــن نَــوائِبِهــا قَــراهــا
وَمــا سَــيــري إِلى أَحـجـارِ بَـيـتٍ
كُـؤوسُ الخَـمـرِ تُـشـرَبُ فـي ذَراها
وَلَم تَـزَلِ الأَبـاطِـحُ مُـنـذُ كـانَت
يُــدَنَّســُ مِــن فَــواجِـرُهـا بُـراهـا
وَبَـيـنَ يَـدَي جَـمـيـعِ النـاسِ خَـطبٌ
لَهُ نَـــسِـــيَــت مُــوَلَّعَــةٌ غَــراهــا
مَهـالِكُ إِن أَجَـزتَ الخَـرقَ مِـنـهـا
فَــأَنـتَ سُـلَيـكُهـا أَو شَـنـفَـراهـا
بَـــدَت كُـــرَةٌ كَـــأَنَّ الوَقـــتَ لاهٍ
بِهــا عَـزَّ المُهَـيـمِـنُ إِذ كَـراهـا
تَــبــارَكَ مَــن أَدارَ بَـنـاتِ نَـعـشٍ
وَمَـن بَـرَأَ النَـعـائِمَ فـي حَـراها
تَمارى القَومُ في الدَعوى وَهَبّوا
إِلى الدُنــيــا فَــكُـلُّهُـمُ مَـراهـا
وَكَــم جَــمَــعَ النَــفـائِسَ رَبُّ مـالٍ
فَــلَمّــا جَــدَّ مُــرتَــحِــلاً ذَراهــا
تَــظَـلُّ عُـيـونُ هَـذا الدَهـرِ خُـزراً
تَــعُــدُّ المــاشِــيــاتِ وَخَـوزَراهـا
كَـتـائِبُ مِـنـسَـراهـا اللَيلُ يُتلى
بِـــصُـــبــحٍ يُــؤمَــنُ مِــن سَــراهــا
وَأَدواءٌ ثَــوى بُــقــراطُ مَــيــتــاً
وَجــاليــنــوسُ فــادَ وَمـا دَراهـا
وَمـا اِنـفَـكَّ الزَمـانُ بِـغَـيرِ جُرمٍ
طَــوائِفُهُ تُــطــيــعُ مَــنِ اِدَّراهــا
أَهَـــذي الدارُ مُـــلكٌ لِاِبــنِ أَرضٍ
بِهـا رامَ المُـقـامَ أَمِ اِكـتَراها
عَــلى كُــرهٍ تَــيَــمَّمــَهــا فَـأَلقـى
بِهــا رَحــلاً وَعَــن سُـخـطٍ شَـراهـا
وَمـا بَـرِحَ الوَجيفُ عَلى المَطايا
وَتِــلكَ نُــفــوسُـنـا حَـتّـى بَـراهـا
إِذا مــا حُــرَّةٌ هُــرِيَــت وَســيـفَـت
فَـمَـن سـافَ الإِمـاءَ وَمَـن هَـراها
وَنَــحــنُ كَــأَنَّنــا هَــمــلٌ بِــجَــدبٍ
عُــراةٌ لا نُــمَــكِّنــُ مَــن عَـراهـا
شَـبـابُـكَ مِـثلَ جِنحِ اللَيلِ فَاِنظُر
أَعـادَ إِلى الشَـبـيـبَةِ مَن سَراها
وَمـا نـالَ الهَـجـينُ مِنَ المعالي
إِذا خَـطَـبَ الكَـريـمَـةَ وَاِسـتَراها
أَنَــرهَــبُ هَــذِهِ الغَــبـراءَ نـاراً
تُــطَـبِّقـُ مِـثـلَ مـا تَهـوي سَـراهـا
فَــإِنَّ اللَهَ غَــيــرُ مَــلومِ فِــعــلٍ
إِذا أَورى الوَقــودَ عَـلى وَراهـا
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أَبو العَلاء المَعَرِي
شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.
وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،
من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).