البيت العربي
قصدت الطبيعة مستنجدا
عدد ابيات القصيدة:15
قـصـدت الطـبـيـعـة مـسـتنجدا
بها هاربا من جميع البشر
فـــجـــئت الى روضـــة غـــضــة
تـعـانـق فـيها قدود الزهر
يــســامـرهـا بـالغـنـا طـائر
يـسـاجـله بـالنـشـيـد النـهر
فــأصــغــي لاعــذب أنــشــودة
مــقــطــعــة بـحـفـيـف الشـجـر
دخــــلت كـــآدم فـــي جـــنـــة
ومــالي كــآدم عــنـهـا سـفـر
فــخـبـزي خـبـازهـا إذ أجـوع
ومــائي نـمـيـر كـذوب الدرر
ســلافــي مــن طــل أزهـارهـا
ونـقـلي مـن دانـيـات الثـمر
غـطـائي بها حانيات الغصون
وفـرشـي بها الورق المنتثر
ومـن حـسـن حـظـي لم أمـتـحـن
بــحــواء تـجـعـل خـلدي سـقـر
أكــفــر عــن ذنــب جـدي بـأن
أقــيـم بـخـلدي طـول العـمـر
رجــعـت لنـفـسـي لمـا نـسـيـت
شـؤون الورى وصـنـوف الكـدر
وأصـبـحـت فـي جـنـتـي هـانئا
أطـالع فـيـهـا بـديـع الصور
فـقـلت سـأبـقى بها ما حييت
فـليـس بـهـا للورى مـن أثـر
فــرحــت أمــتـع نـفـسـي بـهـا
وأجـلو عـلى جانبيها النظر
فـكـانـت قـذي العين قاذورة
هــنــاك تــذكــرنـي بـالبـشـر
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أحمد الصافي النجفي
ولد أحمد الصافي النجفي في مدينة النجف 1897 وتوفي في بغداد، وعاش في إيران وسوريا ولبنان وتنحدر أصوله من اسرة علمية دينية يتصل نسبها بـ الإمام موسى الكاظم تعرف بآل السيد عبد العزيز، توفي والده بوباء الكوليرا الذي انتشر في العالم في تلك الفترة عندما بلغ عمره 11 عاما, فكفله أخوه الأكبر محمد رضا.
ثم توفيت والدته سنة 1912 وتلقى علومه الأدبية والدينية وبقية العلوم الطبيعية ومحاضرات عن الفلك والكواكب والطب الإسلامي في مجالس الدرس من خلال جهود علماء الدين ثم أخذ يدرس قواعد اللغة والمنطق وعلم الكلام والمعاني والبيان والأصول وشيئا من الفقه على يد الاساتذة المرموقين في النجف وبدأ يقول الشعر في سن مبكرة، عند بلوغه سن العشرين وابان الحرب العالمية الأولى انتقل من النجف إلى البصرة بحثا عن العمل, ولكنه لم يحظى بتلك الفرصة لضعف بنيته واعتلال صحته, فتركها إلى عبادان ومنها إلى الكويت.
- من أهم دواوينه ديوان هواجس
قام بترجمة العديد من الكتب والمؤلفات من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية ومن أثاره النادرة في هذا المجال ترجمته الرباعيات.
رحل عن الحياة في السابع والعشرين من شهر يونيو (حزيران) سنة 1977 في وهج الحرب الاهلية اللبنانية حيث اصابته رصاصة أطلقها عليه قناص في منتصف يناير 1976 وهو يبحث عن رغيف خبز يأكله بعد أن أمضى ثلاثة أيام لم يذق فيها الطعام, فحمله بعض المارة إلى مستشفى المقاصد, ولم يطل بها مكوثه لصعوبة الوضع القائم انذاك, فنقل إلى بغداد وقد كف بصره قبل عودته وأصبح مقعداً لابستطيع الحراك فلما وصلها انشد قائلا:
يا عودةً للدارِ ما أقساها *** أسمعُ بغدادَ ولا أراها.
وقال بعدها:
بين الرصاصِ نفدتُّ ضمنَ معاركٍ *** فبرغمِ أنفِ الموتِ ها أنا سالمُ
ولها ثقوبٌ في جداري خمسةٌ *** قد أخطأتْ جسمي وهنّ علائمُ
وهناك اجريت له عملية جراحية ناجحة لإخراج الرصاصة من صدره، ولكن العملية زادت جسده نحولا وضعفا فاسلم الروح بعد عدة أيام لبارئها وهو في "80" من عمره، بعد أن ترك تراثاً شعرياً خصباً، وترجمة دقيقة لـ رباعيات الخيام الخالدة