البيت العربي
قِف بِروما وَشاهِدِ الأَمرَ وَاِشهَد
عدد ابيات القصيدة:29
قِـف بِـرومـا وَشـاهِـدِ الأَمـرَ وَاِشهَد
أَنَّ لِلمُـــلكِ مـــالِكـــاً سُـــبــحــانَه
دَولَةٌ فــي الثَــرى وَأَنــقــاضُ مُــلكٍ
هَــدَمَ الدَهـرُ فـي العُـلا بُـنـيـانَه
مَـــزَّقَـــت تــاجَهُ الخُــطــوبُ وَأَلقَــت
فــي التُــرابِ الَّذي أَرى صَـولَجـانَه
طَـــلَلٌ عِـــنــدَ دِمــنَــةٍ عِــنــدَ رَســمٍ
كَــكِــتــابٍ مَــحــا البِــلى عُـنـوانَه
وَتَــمــاثــيــلُ كَــالحَــقــائِقِ تَــزدا
دُ وُضــوحــاً عَــلى المَــدى وَإِبّــانَه
مَـــن رَآهـــا يَـــقـــولُ هَــذي مُــلوكُ
الدَهــرِ هَــذا وَقــارُهُــم وَالرَزانَه
وَبَـــقـــايـــا هَـــيـــاكِـــلٍ وَقُــصــورٍ
بَـيـنَ أَخـذِ البِـلى وَدَفـعِ المَـتانَه
عَــبَــثَ الدَهــرُ بِــالحَـوارِيِّ فـيـهـا
وَبَـــيـــلَيـــوسَ لَم يَهَـــب أُرجُــوانَه
وَجَـــرَت هـــاهُـــنـــا أُمــورٌ كِــبــارٌ
واصَــلَ الدَهــرُ بَــعــدَهــا جَـرَيـانَه
راحَ ديــــــنٌ وَجـــــاءَ ديـــــنٌ وَوَلّى
مُـــلكُ قَـــومٍ وَحَـــلَّ مَـــلِكٌ مَــكــانَه
وَالَّذي حَـــصَّلـــَ المُـــجِـــدّونَ إِهــرا
قُ دِمـــاءٍ خَـــليــقَــةٍ بِــالصِــيــانَه
لَيــتَ شِــعـري إِلامَ يَـقـتَـتِـلُ النـا
سُ عَـــلى ذي الدَنِـــيَّةــِ الفَــتّــانَه
بَـــلَدٌ كـــانَ لِلنَـــصـــارى قَــتــاداً
صـارَ مُـلكَ القُـسـوسِ عَـرشُ الدِيـانَه
وَشُــعــوبٌ يَــمــحــونَ آيَــةَ عــيــســى
ثُــمَّ يُــعــلونَ فــي البَــرِيَّةـِ شـانَه
وَيُهــيــنــونَ صــاحِـبَ الروحِ مَـيـتـاً
وَيُــــعِــــزّونَ بَــــعــــدَهُ أَكـــفـــانَه
عـــــالَمٌ قُـــــلَّبٌ وَأَحـــــلامُ خَـــــلقٍ
تَـــتَـــبـــارى غَـــبـــاوَةً وَفَـــطــانَه
رَومَـةُ الزَهـوِ فـي الشَـرائِعِ وَالحِك
مَـةِ فـي الحُـكـمِ وَالهَوى وَالمَجانَه
وَالتَــنــاهــي فَـمـا تَـعَـدّى عَـزيـزاً
فــيــكِ عِــزٌّ وَلا مَهــيــنــاً مَهــانَه
مــا لِحَــيٍّ لَم يُــمــسِ مِــنـكِ قَـبـيـلٌ
أَو بِــــلادٌ يُــــعِــــدُّهـــا أَوطـــانَه
يُـصـبِـحُ النـاسُ فـيـكِ مَـولى وَعَـبداً
وَيَـــرى عَـــبـــدُكِ الوَرى غِـــلمــانَه
أَيـنَ مُـلكٌ فـي الشَـرقِ وَالغَربِ عالٍ
تَـحـسُـدُ الشَـمـسُ فـي الضُحى سُلطانَه
قــادِرٌ يَــمــسَــخُ المَــمــالِكَ أَعـمـا
لاً وَيُــعــطــي وَســيــعَهــا أَعــوانَه
أَيـــنَ مـــالٌ جَـــبَـــيــتِهِ وَرَعــايــا
كُـــلُّهُـــم خـــازِنٌ وَأَنـــتِ الخَــزانَه
أَينَ أَشرَافُكِ الَّذينَ طَغَوا في الدَه
رِ حَــــتّــــى أَذاقَهُـــم طُـــغـــيـــانَه
أَيــنَ قــاضــيــكِ مــا أَنــاخَ عَـلَيـهِ
أَيــنَ نــاديــكِ مــا دَهـى شَـيـخـانَه
قَــد رَأَيــنــا عَــلَيــكِ آثــارَ حُــزنٍ
وَمِـــنَ الدورِ مـــا تَـــرى أَحـــزانَه
اِقـصِـري وَاِسـأَلي عَـنِ الدَهـرِ مِـصراً
هَــل قَـضَـت مَـرَّتَـيـنِ مِـنـهُ اللُبـانَه
إِنَّ مَــن فَــرَّقَ العِــبــادَ شُــعــوبــاً
جَــعَــلَ القِــســطَ بَــيـنَهـا مـيـزانَه
هَـبـكِ أَفـنَـيـتِ بِـالحِـدادِ اللَيـالي
لَن تَــــرَدّى عَـــلى الوَرى رومـــانَه
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أحمد شوقي
مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932