قصيدة قف بروما وشاهد الأمر واشهد للشاعر أحمد شوقي

البيت العربي

قِف بِروما وَشاهِدِ الأَمرَ وَاِشهَد


عدد ابيات القصيدة:29


قِف بِروما وَشاهِدِ الأَمرَ وَاِشهَد
قِـف بِـرومـا وَشـاهِـدِ الأَمـرَ وَاِشهَد
أَنَّ لِلمُـــلكِ مـــالِكـــاً سُـــبــحــانَه
دَولَةٌ فــي الثَــرى وَأَنــقــاضُ مُــلكٍ
هَــدَمَ الدَهـرُ فـي العُـلا بُـنـيـانَه
مَـــزَّقَـــت تــاجَهُ الخُــطــوبُ وَأَلقَــت
فــي التُــرابِ الَّذي أَرى صَـولَجـانَه
طَـــلَلٌ عِـــنــدَ دِمــنَــةٍ عِــنــدَ رَســمٍ
كَــكِــتــابٍ مَــحــا البِــلى عُـنـوانَه
وَتَــمــاثــيــلُ كَــالحَــقــائِقِ تَــزدا
دُ وُضــوحــاً عَــلى المَــدى وَإِبّــانَه
مَـــن رَآهـــا يَـــقـــولُ هَــذي مُــلوكُ
الدَهــرِ هَــذا وَقــارُهُــم وَالرَزانَه
وَبَـــقـــايـــا هَـــيـــاكِـــلٍ وَقُــصــورٍ
بَـيـنَ أَخـذِ البِـلى وَدَفـعِ المَـتانَه
عَــبَــثَ الدَهــرُ بِــالحَـوارِيِّ فـيـهـا
وَبَـــيـــلَيـــوسَ لَم يَهَـــب أُرجُــوانَه
وَجَـــرَت هـــاهُـــنـــا أُمــورٌ كِــبــارٌ
واصَــلَ الدَهــرُ بَــعــدَهــا جَـرَيـانَه
راحَ ديــــــنٌ وَجـــــاءَ ديـــــنٌ وَوَلّى
مُـــلكُ قَـــومٍ وَحَـــلَّ مَـــلِكٌ مَــكــانَه
وَالَّذي حَـــصَّلـــَ المُـــجِـــدّونَ إِهــرا
قُ دِمـــاءٍ خَـــليــقَــةٍ بِــالصِــيــانَه
لَيــتَ شِــعـري إِلامَ يَـقـتَـتِـلُ النـا
سُ عَـــلى ذي الدَنِـــيَّةــِ الفَــتّــانَه
بَـــلَدٌ كـــانَ لِلنَـــصـــارى قَــتــاداً
صـارَ مُـلكَ القُـسـوسِ عَـرشُ الدِيـانَه
وَشُــعــوبٌ يَــمــحــونَ آيَــةَ عــيــســى
ثُــمَّ يُــعــلونَ فــي البَــرِيَّةـِ شـانَه
وَيُهــيــنــونَ صــاحِـبَ الروحِ مَـيـتـاً
وَيُــــعِــــزّونَ بَــــعــــدَهُ أَكـــفـــانَه
عـــــالَمٌ قُـــــلَّبٌ وَأَحـــــلامُ خَـــــلقٍ
تَـــتَـــبـــارى غَـــبـــاوَةً وَفَـــطــانَه
رَومَـةُ الزَهـوِ فـي الشَـرائِعِ وَالحِك
مَـةِ فـي الحُـكـمِ وَالهَوى وَالمَجانَه
وَالتَــنــاهــي فَـمـا تَـعَـدّى عَـزيـزاً
فــيــكِ عِــزٌّ وَلا مَهــيــنــاً مَهــانَه
مــا لِحَــيٍّ لَم يُــمــسِ مِــنـكِ قَـبـيـلٌ
أَو بِــــلادٌ يُــــعِــــدُّهـــا أَوطـــانَه
يُـصـبِـحُ النـاسُ فـيـكِ مَـولى وَعَـبداً
وَيَـــرى عَـــبـــدُكِ الوَرى غِـــلمــانَه
أَيـنَ مُـلكٌ فـي الشَـرقِ وَالغَربِ عالٍ
تَـحـسُـدُ الشَـمـسُ فـي الضُحى سُلطانَه
قــادِرٌ يَــمــسَــخُ المَــمــالِكَ أَعـمـا
لاً وَيُــعــطــي وَســيــعَهــا أَعــوانَه
أَيـــنَ مـــالٌ جَـــبَـــيــتِهِ وَرَعــايــا
كُـــلُّهُـــم خـــازِنٌ وَأَنـــتِ الخَــزانَه
أَينَ أَشرَافُكِ الَّذينَ طَغَوا في الدَه
رِ حَــــتّــــى أَذاقَهُـــم طُـــغـــيـــانَه
أَيــنَ قــاضــيــكِ مــا أَنــاخَ عَـلَيـهِ
أَيــنَ نــاديــكِ مــا دَهـى شَـيـخـانَه
قَــد رَأَيــنــا عَــلَيــكِ آثــارَ حُــزنٍ
وَمِـــنَ الدورِ مـــا تَـــرى أَحـــزانَه
اِقـصِـري وَاِسـأَلي عَـنِ الدَهـرِ مِـصراً
هَــل قَـضَـت مَـرَّتَـيـنِ مِـنـهُ اللُبـانَه
إِنَّ مَــن فَــرَّقَ العِــبــادَ شُــعــوبــاً
جَــعَــلَ القِــســطَ بَــيـنَهـا مـيـزانَه
هَـبـكِ أَفـنَـيـتِ بِـالحِـدادِ اللَيـالي
لَن تَــــرَدّى عَـــلى الوَرى رومـــانَه
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.
مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932
تصنيفات قصيدة قِف بِروما وَشاهِدِ الأَمرَ وَاِشهَد