البيت العربي

قِف بِطوكِيو وَطُف عَلى يوكاهامَه
عدد ابيات القصيدة:33

قِـف بِـطوكِيو وَطُف عَلى يوكاهامَه
وَسَـلِ القَـريَـتَـيـنِ كَـيفَ القِيامَه
دَنَـتِ السـاعَـةُ الَّتـي أُنذِرَ النا
سُ وَحَــلَّت أَشــراطُهــا وَالعَــلامَه
قِـف تَـأَمَّلـ مَـصارِعَ القَومِ وَاِنظُر
هَـــل تَـــرى دِيــارَ عــادٍ دِعــامَه
خُـسِـفَـت بِـالمَـسـاكِنِ الأَرضُ خَسفاً
وَطَــوى أَهــلُهـا بِـسـاطَ الإِقـامَه
طَـوَّفَـت بِـالمَـديـنَـتَـيـنِ المَنايا
وَأَدارَ الرَدى عَـلى القَـومِ جامَه
لا تَرى العَينُ مِنهُما أَينَ جالَت
غَــيـرَ نِـقـضٍ أَو رِمَّةـٍ أَو حُـطـامَه
حـازَهُـم مِـن مَـراجِـلِ الأَرضِ قَـبرٌ
فـي مَـدى الظَـنِّ عُـمقُهُ أَلفُ قامَه
تَـحـسَـبُ المَـيـتَ فـي نَواحيهِ يُعي
نَــفـخَـةَ الصـورِ أَن تَـلُمَّ عِـظـامَه
أَصبَحوا في ذَرا الحَياةِ وَأَمسَوا
ذَهَــبَـت ريـحُهُـم وَشـالوا نَـعـامَه
ثِــق بِـمـا شِـئتَ مِـن زَمـانِـكَ إِلّا
صُـحـبَةَ العَيشِ أَو جِوارَ السَلامَه
دَولَةُ الشَرقِ وَهيَ في ذِروَةِ العِزِّ
تَــحـارُ العُـيـونُ فـيـهـا فَـخـامَه
خانَها الجَيشُ وَهوَ في البَرِّ دِرعٌ
وَالأَساطيلُ وَهيَ في البَحرِ لامَه
لَو تَــأَمَّلــتَهــا عَــشِــيَّةــَ جـاشَـت
خِـلتَهـا فـي يَـدِ القَـضـاءِ حَمامَه
رَجَّهـــا رَجَّةـــً أَكَــبَّتــ عَــلى قَــر
تَـــيـــهِ بــوذا وَزَلزَلَت أَقــدامَه
اِسـتَـعَـذنـا بِاللَهِ مِن ذَلِكَ السَي
لِ الَّذي يَــكـسَـحُ البِـلادَ أَمـامَه
مَــن رَأى جَــلمَــداً يَهُـبُّ هُـبـوبـاً
وَحَــمــيــمـاً يَـسُـحَّ سَـحَّ الغَـمـامَه
وَدُخــانــاً يَــلُفُّ جُــنــحـاً بِـجُـنـحٍ
لا تَـرى فـيهِ مِعصَمَيها اليَمامَه
وَهَـزيـماً كَما عَوى الذِئبُ في كُل
لِ مَــكــانٍ وَزَمــجَــرَ الضِــرغــامَه
أَتَــتِ الأَرضُ وَالسَــمـاءُ بِـطـوفـا
نٍ يُــنَــسّــي طـوفـانَ نـوحٍ وَعـامَه
فَـتَـرى البَـحـرَ جُنَّ حَتّى أَجازَ ال
بَـــرَّ وَاِحـــتَـــلَّ مَـــوجُهُ أَعــلامَه
مُــزبِــداً ثــائِرَ اللُجـاجِ كَـجَـيـشٍ
قَــوَّضَ العـاصِـفُ الهَـبـوبُ خِـيـامَه
فُــلكُ نــوحٍ تَــعــوذُ مِـنـهُ بِـنـوحٍ
لَو رَأَتــهُ وَتَــســتَــجــيـرُ زِمـامَه
قَــد تَـخَـيَّلـتُهُـم مَـتـابـيـلَ سِـحـرٍ
مِـن قِـراعِ القَـضـاءِ صَرعى مُدامَه
وَتَــخَــيَّلــتُ مَــن تَــخَــلَّفَ مِــنـهُـمُ
ظَــنَّ لَيــلَ القِـيـامِ ذاكَ فَـنـامَه
أَبَـــراكـــيـــنُ تِـــلكَ أَم نَــزَواتٌ
مِــن جِــراحٍ قَــديــمَــةٍ مُــلتــامَه
تَــجِــدُ الأَرضَ راحَـةً حَـيـثُ سـالَت
راحَـةُ الجِـسمِ مِن وَراءِ الحَجامَه
مــا لَهــا لا تَــضِـجُّ مِـمّـا أَقَـلَّت
مِــن فَــســادٍ وَحُـمِّلـَت مِـن ظُـلامَه
كُـــلَّمـــا لُبِّســـَت بِـــأَهــلِ زَمــانٍ
شَهِـــدَت مِـــن زَمـــانِهِـــم آثــامَه
اِسـتَـوَوا بِـالأَذى ضِـرِيّاً وَبِالشَر
رِ وُلوعـــاً وَبِـــالدِمــاءِ نَهــامَه
لَبَّســَت هَــذِهِ الحَــيــاةُ عَــلَيـنـا
عـــالَمَ الشَـــرِّ وَحـــشَهُ وَأَنـــامَه
ذاكَ مِـن مُـؤنِساتِهِ الظُفرُ وَالنا
بُ وَهَـــذا سِـــلاحُهُ الصَــمــصــامَه
سَـرَّهُ مِـن أُسـامَـةَ البَـطـشُ وَالفَت
كُ فَـــسَـــمّـــى وَليـــدَهُ بِــأُســامَه
لَؤُمَــت مِــنـهُـمـا الطِـبـاعُ وَلَكِـن
وَلَدُ العـــاصِـــيَـــيـــنِ شَــرٌّ لَآمَه
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أحمد شوقي
مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932