البيت العربي

قَلبي في حُبِّكِ مَعمودُ
عدد ابيات القصيدة:68

قَـــلبـــي فــي حُــبِّكــِ مَــعــمــودُ
وَحَــظُّ عَــيــنــي مِــنــكِ تَـسـهـيـدُ
مــا لِدُيــونــي فــيـكَ مَـمـطـولَةً
أُقـضـى وَلا تُـقـضـى المَـواعـيـدُ
مَــنــهَــلُ وَصــلٍ أَنــا عَــن وِردِهِ
مُـــــحَـــــلَّأٌ دَهــــري مَــــصــــدودُ
يـاعـاذِلي فـي الحُـبِّ وَالصَبُّ لا
يَــــردَعُهُ لَومٌ وَتَــــفــــنــــيــــدُ
حَـــرَّقَـــنـــي عَـــذلُكَ فــي شــادِنٍ
بـــابُ سُـــلُوّي عَـــنـــهُ مَــســدودُ
أَغــيَــدَ يَــقــتــادُ زِمــامــي لَهُ
قَـــدٌّ كَـــخــوطِ البــانِ مَــقــدودُ
قَــد بَــيَّضــَت قَــلبــي مِــن حُــبِّهِ
غَــــدائِرٌ مِــــن شَــــعـــرِهِ ســـودُ
وَمِـــن أَعـــاجــيــبِ الهَــوى أَنَّهُ
يَـــطـــلُبُ قَــتــلي وَهــوَ مَــودودُ
وَلَيـــلَةٍ بـــاتَ سَــمــيــري بِهــا
وَنــاظِــري بِــالنَــجــمِ مَــعـقـودُ
يُــديــرُ لي مِــن لَحــظِهِ أَكـؤُسـاً
مــا نَــتَــجَــتــهُــنَّ العَـنـاقـيـدُ
حَتّى اِنجَلى صِبغُ الدُجى وَاِغتَدَت
كَــأسُ الثُــرَيّــا وَهــيَ عُــنـقـودُ
وَنــاحَ فــي البــانِ هَــتــوفٌ لَهُ
عَــلى فُــروعِ البــانِ تَــغــريــدُ
مـــا هـــاجَهُ شَـــوقٌ وَلا عـــادَهُ
مِـن ذِكـرِ جـيـرانِ الغَـضـا عـيـدُ
بَــكــى وَلَم يَــدرِ دُمــوعـاً وَفـي
خَـــدّي مِـــنَ الدَمـــعَـــةِ أُخــدودُ
لا وَجــــدُهُ وَجـــدي وَلا قَـــلبُهُ
مِــثــلي بِــالأَشــواقِ مَــعــمــودُ
هَـبـهُ إَدَّعـى الوَجـدَ فَـمـا بالُهُ
يَـــنـــدُبُ إِلفـــا وَهـــوَ غِــرّيــدُ
لِلَّهِ عَهــــــدُ الوَصــــــلِ لَو أَنَّهُ
دامَ وَأَيّـــامُ الهَـــوى العــيــدُ
هَـيـهـاتَ لا عَهـدُ الصِـبـى راجِعٌ
وَلا زَمــــانُ الوَصــــلِ مَــــردودُ
حَـــتّـــامَ دَهــري بِــتَــصــاريــفِهِ
يَــقــصِــدُنــي وَالحُــرُّ مَــقــصــودُ
عَـــطـــاؤُهُ جَـــمٌّ فَـــمـــا بـــالُهُ
عِـــنـــدي تَــقــليــلٌ وَتَــصــريــدُ
كَـــأَنَّهـــُ أَقـــسَـــمَ أَن لا يُــرى
ذو أَدَب فـــي النـــاسِ مَــجــدودُ
وَلا أَرى الأَيّـــامَ مَـــذمــومَــةً
وَيــوسُــفُ السُــلطــانُ مَــحــمــودُ
المَـــلِكُ العـــادِلُ فــي حُــكــمِهِ
فَهـــوَ مِـــنَ الأَمــلاكِ مَــعــدودُ
وَكــيــفَ نَــخـشـى جَـورَ أَيّـامِـنـا
فــي عَــصــرِهِ وَالجَــورُ مَــفـقـودُ
وَمــا لِآمــالي تَــشـكـو الظَـمـا
وَبَــــحــــرُهُ الزاخِــــرُ مَــــورودُ
أَصـــبَـــحَ ظِـــلَّ اللَهِ فـــي أَرضِهِ
فَهـــوَ عَـــلى الأَفــاقِ مَــمــدودُ
سَـيـفُ أَمـيـرَ المُـؤمِـنـيـنَ الَّذي
لِواؤُهُ بِـــالنَـــصـــرِ مَـــعــقــودُ
مَـــلَّكَهُ الدُنـــيــا فَــفــي كَــفِّهِ
نِــيــابَــةً عَــنــهُ المَــقــاليــدُ
نِــيــابَــةً فــي راحَــتَــيـهِ بِهـا
عَهــــدٌ مِـــنَ اللَهِ وَتَـــقـــليـــدُ
تَــكــادُ أَن تُــعــبَــدَ أَفــعــالُهُ
لَو كــانَ فــي العـالَمِ مَـعـبـودُ
عَــدلٌ وَجــودٌ وَكَــذا المُــلكُ لا
يُــنــمـيـهِ إِلّا العَـدلُ وَالجـودُ
لَهُ مِــنَ اللَهِ إِذا مــا اِرتَــأى
وَقـــالَ تَـــوفـــيـــقٌ وَتَــســديــدُ
تُـمـلي عَـلَيـهِ الغَـيـبَ أَفـكـارُهُ
فَـــكُـــلُّهـــا وَحـــيٌ وَتَـــأيِـــيــدُ
لا تَـــتَـــرَقّـــى نَـــحـــوَهُ هِـــمَّةٌ
فَــغــيــرُهُ فــي النـاسِ مَـحـسـودُ
مَـــــــنـــــــزِلُهُ رَحــــــبٌ لِزُوّارِهِ
فَــإِن سَــرى ضــاقَــت بِهِ البـيـدُ
وَالجـــارُ فـــي أَبــيــاتِهِ وادِعٌ
وَهــوَ بِــرَعــيِ الجــارِ مَــكــدودُ
لَو لَمَـــسَ العـــودَ نَـــدى كَـــفِّهِ
أَورَقَ فـــــي راحَـــــتِهِ العــــودُ
القــاتِــلُ المَــحــلَ إِذا صَـرَّحَـت
بِـــجَـــدبِهـــا شَهـــبــاءُ جــارودُ
زُلالُه فـــي السِـــلمِ رَقــراقَــةٌ
وَصَــخــرُهُ فــي الحَــربِ جُــلمــودُ
يَـتـبَـعُ مـا اِستَنَّ لَهُ في النَدى
آبــاؤُهُ الحُــمــسُ الصَــنــاديــدُ
تَـحـمِـلُ آجـامَ القَنا في الوَغى
لَهُ أُســـودُ الغـــابَـــةِ الســـودُ
يَــشــفَــعُهُ فـي صَـفَـحـاتِ الظُـبـا
لا فــي خُــدودِ البـيـضِ تَـوريـدُ
عَــــتــــادُهُ لِلرُعــــبِ عَـــسّـــالَةٌ
سُـــمـــرٌ وَأَبـــطـــالٌ مَـــذاويـــدُ
وَمُــحــكَــمـاتُ النَـسـجِ مَـوضـونَـةٌ
قَـــدَّرَهـــا فـــي السَـــردِ داوُودُ
وَمُـــرهَـــفــاتُ الحَــدِّ مَــطــرورَةٌ
وَضُـــــمَّرٌ أَقـــــرابُهـــــا قـــــودُ
لَمّــا سَــرَت يَــقــدِمُهـا حَـتـفُهـا
عَـــصـــائِبُ التُــركِ الرَعــاديــدُ
وَلّى عَــلى أَعــقــابِهــا كُــلُّهــا
طَــــريـــدَةً وَالكَـــلبُ مَـــطـــرودُ
فَــأَصــبَــحَــت بِــالدَوِّ أَشـلاؤُهُـم
يَـشـبَـعُ مِـنـهـا النَـسـرُ وَالسيدُ
جُــيــوشُهُــم بِــالرُعــبِ مَـفـلولَةٌ
وَزَرعُهُــم بِــالسَــيــفِ مَــحــصــودُ
جِهــادَ مَــن لَم يَـبـقَ يَـومـاً لَهُ
فــي نَــصــرِ ديـنِ اللَهِ مَـجـهـودُ
وَمَــن تَــبَــقّــاهُ الرَدى مِــنـهُـم
فــي الأَســرِ مَـكـبـوكٌ وَمَـصـفـودُ
فَــاِبــشِــر بِـنَـصـرٍ عـاجِـلٍ يَـومُهُ
بِـالنَـصـرِ فـي الأَعـداءِ مَـشهودُ
وَاِنـصِـت لَها عَذراءَ بَيتُ العُلى
بِــمِــثــلِهــا وَالفَــخـرِ مَـعـمـودُ
تَـفـنـى العَـطـايـا وَلِمَـمـدوحِها
فــي النـاسِ تَـعـمـيـرٌ وَتَـخـليـدُ
يُــخــلِقُ أَثــوابَ اللَيـالي وَفـي
بَـــقـــائِهــا لِلذِكــرِ تَــجــديــدُ
كَـالصـابِ طَعماً في مَذاقِ العِدى
وَفــي فَــمِ العَــليــاءِ قَــنـديـدُ
لَم تَــــتَـــدَنَّســـ بِـــسُـــؤالٍ وَلا
أَخــــلَقَهــــا كَــــرُّ وَتَــــرديــــدُ
تَـرضـى الحَـفـيـظـانِ بِـإِنـشادِها
وَفــيــكَ بَــعــضُ القَـولِ تَـوحـيـدُ
عَـقـائِلٌ مِـنـهـا الحَـصـانُ الَّتـي
لَم تُــبــتَــذَل وَالكـاعِـبُ الرودُ
إِن فـاتَـنـي الحَـظُّ فَـمـا فاتَني
فـــيـــهِــنَّ إِحــســانٌ وَتَــجــويــدُ
أَنــشَــدتُهــا فــيــكَ إِلى مـاجِـدٍ
عَــن مِــثــلِهِ تُـروى الأَسـانـيـدُ
فَـتـىً غَـدا الإِحـسـانُ طَـبعاً لَهُ
وَالخَـيـرُ فـي الإِنـسـانِ مَـولودُ
يَـــلوحُ إِقـــبـــالُكَ فـــي وَجــهِهِ
وَالرَجُــلُ المَــســعــودُ مَــسـعـودُ
عَـــجَـــمـــتُ مِـــن آرائِهِ صُــلَّبــاً
مــا خــارَ فـي العَـجَـمِ لَهُ عـودُ
فَــقــامَ بِـالأَمـرِ ضَـليـعـاً وَقَـد
قــامَــت بِهِ البُـزلُ الجَـلاعـيـدُ
لَهُ وَلاءٌ غَــــــرَسَــــــتــــــهُ لَدى
آبـــــائِهِ آبـــــاؤُكَ الصــــيــــدُ
قَــد جُــبِـلَت قِـدَمـاً عَـلى حُـبِّكـُم
لَهُ طِــــــبــــــاعٌ وَمَـــــواليـــــدُ
لِلمُــلكِ مِــن تَــدبــيـرِهِـم عَـضُـدٌ
كــــافٍ وَلِلدَولَةِ تَــــمــــهـــيـــدُ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: سِبطِ اِبنِ التَعاويذي
شاعر العراق في عصره، من أهل بغداد مولداً ووفاةً، ولي فيها الكتابة في ديوان المقاطعات، وعمي سنة 579 هـ وهو سبط الزاهد أبي محمد ابن التعاويذي، كان أبوه مولى اسمه (نُشتكين) فسمي عبيد الله.