البيت العربي

قلت لك مرة: أحلم بأن أفتح باب بيتك معك
عدد ابيات القصيدة:60

قلت لك مرة: أحلم بأن أفتح باب بيتك معك
وربطات عنقك وثيابك الداخلية
على مناشفك وأدوات حلاقتك
وأشيائك الفائقة الترتيب كأكاذيب نسائية
تروقني وشاية أشيائك
مطالعاتك الفلسفية
وكتب عن تاريخ المعتقلات العربية
وأخرى في القانون
فقبلك كنت أجهل أن نيرون
أن يحترف العدالة
كنت أتجسس على مغطس حمامك
على مكر الماركات الكثيرة لعطورك
وأتساءل: أعاجز أنت حتى عن الوفاء لعطر
على جواربك وأحزمتك الجلدية
كم يسعدني استغفال أشيائك..
انتعال خفيك
الجلوس على مقعدك الشاغر منك
آه لو استطعت لبسطت أشيائي في بيتك
وبعثرت أوراقي على مكتبك
في انتظار أن تفتح الباب
فيشهق قلبك بي حين يراني!
أن أحتسي قهوتي في فناجينك
على موسيقاك الصباحية
أن أسهر برفقة برنامجك السياسي..
ذلك الذي تتناتف فيه الديكة..
ثم أغفو منهكة
على شراشف نومك
ارتداء عباءتك
أحب التجسس على جواريرك
وقمصان مواعيدنا المطوية بأيدي غريبة
المعلقة في خزانتك
أجبت وأحلم بأن أفتح بيتي فألقاكِ
من يومها
وأنا أفكر في طريقة أرشو بها بوّابك
كي ينساني مرة عندك
أن أنتحل صفة
تجيز لي في غيبتك دخول أدغالك الرجالية
فأنا أحب أن أحتل بيتك
بذريعة الأشغال المنزلية
أن أنفض سجاد غرفة نومك من غبار النساء
أن أبحث خلف عنكبوت الذكريات
عن أسرارك القديمة المخبأة في الزوايا
أن أتفقد حالة أريكتك في شبهة
جلستها المريحة..
أن أمسح الغبار عن تحفك التذكارية
عسى على رف المصادفة تفضحك
شفاه الأشياء
أريد أن أكون ليوم شغّالتك
لأعقّم أدوات جرائمك العشقية
وأذيب برّادك من دموعي المجلدة
مكعبات لثلج سهرتك
أن أستجوب أحذيتك الفاخرة
المحفوظة في أكياسها القطنية
عمّا علق بنعالها من خطى خطاياك
أن أخفيها عنك كي أمنعك من السفر
في غيبتك
أحب أن أختلي بعالمك
أن أتفرج على بدلات خلافاتنا
دع لي بيتك وامض لا حاجتي إليك.
إني أتطابق معك بحواس الغياب
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أحلام مستغانمي
كاتبة وروائية جزائرية، كان والدها محمد الشريف مشاركا في الثورة الجزائرية.
عرف السجون الفرنسية, بسبب مشاركته في مظاهرات 8 ماي 1945.
وبعد أن أطلق سراحه سنة 1947 كان قد فقد عمله بالبلدية
ومع ذلك فإنه يعتبر محظوظاً إذ لم يلق حتفه مع من مات آنذاك (45 ألف شهيد سقطوا خلال تلك المظاهرات)
وأصبح ملاحقًا من قبل الشرطة الفرنسية, بسبب نشاطه السياسي بعد حلّ حزب الشعب الجزائري.
الذي أدّى إلى ولادة حزب جبهة التحرير الوطني FLN.
عملت في الإذاعة الوطنية مما خلق لها شهرة كشاعرة، انتقلت إلى فرنسا في سبعينات القرن الماضي،
حيث تزوجت من صحفي لبناني، وفي الثمانينات نالت شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون.
تقطن حاليا في بيروت. وهي حائزة على جائزة نجيب محفوظ للعام 1998 عن روايتها ذاكرة الجسد 1993وتم تمثيلها
في مسلسل سمي بنفس اسم الرواية للمخرج السوري نجدة أنزور
وفوضى الحواس 1997 وهي الرواية الثانية في ثلاثيتها (ذاكرة الجسد، فوضى الحواس، عابر سرير) تتحدث عن خالد الرسام جزائري وعلاقته
بابنه رفيقه المناضل سي الشريف
وعابر سبيل 2003
نسيان 2013
قلوبهم معنا وقنابلهم علينا أصدرته أحلام تزامنا مع نسيان
الأسود يليق بك 2012
ديوان عليك اللهفة 2014 بمشاركة مع الملحن مروان خوري
كتاب شهيقا كفراق2018
ديوان عليك اللهفة صدر عام 2015 عن نوفل دمغة الناشر هاشيت أنطوان