قصيدة قل للذين طلوه للشاعر خليل مطران

البيت العربي

قُلْ لِلَّذِينَ طَلَوْهُ


عدد ابيات القصيدة:63


قُلْ لِلَّذِينَ طَلَوْهُ
قُـــــلْ لِلَّذِيـــــنَ طَــــلَوْهُ
فَــــــزَيَّفــــــُوهُ طــــــلاَءَ
تِــلْكَ الْجَــلاَلَةُ كَــانَــتْ
صِــدْقــاً فَــصَــارَتْ رِيَــاءَ
يَــا حَــائِنِــيـنَ صَـبَـاحـاً
فَــــبَـــائِدِيـــنَ مَـــسَـــاءَ
وَوَارِدِيـــنَ المَـــنَــايَــا
فِــي الأَعْــجَـلِيـنَ فَـنَـاءَ
بِـــاي شَـــيْـــءٍ إِلَيْـــكــمْ
ذاكَ الْخُـــــلُودُ أَسَـــــاءَ
أَدُمْــيَــةٌ فِــي يَــدَيْــكُــمْ
بِــالصِّبــْغِ تُــعْـطَـى رُوَاءَ
يَــا حَــسْــرَةَ الفَـنِّ مِـمَّنْ
يَــسْــطُــو عَــلَيْه ادْعَــاءَ
وَلاَ يَــرَى الْحُــسْــنَ إِلاَّ
نَــــظَــــافَــــةً رَعْـــنَـــاءَ
وَجِـــــدَّةً تَـــــتَـــــشَـــــظَّى
تَـــــلَمُّعـــــاً وَازْدِهَــــاءَ
تَـفْـدِي التَّلـاَوِيـنُ أَبْقَى
مَــا كَــانَ مِـنْهَـا حَـيَـاءَ
وَمَــا عَــصــى فِـي سَـبـيـلِ
الْحـــصَـــافَــةِ الأَهْــوَاءَ
وَمَــا أَلَى وَفْــقَ أَسْــمَــى
مَـــعْـــنَـــىً أُرِيِـــدَ أَدَاءَ
وَمـــنَ عَـــلَى مَــتَــمــنــىً
سَــــلاَمَـــةِ الذَّوْقِ جَـــاءَ
يَـــا كُـــدْرَةً حَــقَــرُوهَــا
إِذْ حَـــوَّلُوهَـــا صَـــفَـــاءَ
وَغُـــبْـــرَةً يَـــكْـــرَهُ الْفَ
نُّ أَنْ تَـــكُـــونَ نَـــقَـــاءَ
وَصَـــدْأَةً يَـــأْنَــفُ الْحُــسْ
نُ أنْ تَــــعُــــودَ جَــــلاَءَ
لَيْــسَ الْعَـتِـيـقُ إِذَا جَـا
دَ وَالْجَــــدِيــــدُ سَــــوَاءَ
خَــمْــسُــونَ عَـامـاً تَـقَـضَّيْ
نَ ضَــــحْــــوَةً وَعِــــشَــــاءَ
فِــي صُــنْــعِ وَشْــيٍ دَقِـيـقٍ
لَقِــيــنَ فِــيــهِ الْعَـنَـاءَ
وَاهِي النَّسِيلِ دَقِيقِ النَّ
سِــيــجِ مَــا اللُّطْـفُ شَـاءَ
لَكِــنْ مَــتِــيــنٌ عَـلَى كَـوْ
نِهِ يُــــخَــــالُ هَــــبَــــاءَ
يَــزِيــدُهُ الدَّهْــرُ قَــدْراً
بِــقَــدْرِ مَــا يَــتَــنَــاءَى
وَيَــسْـتَـعِـيـرُ لأَبْـقَـى الْ
فَـــــخَـــــارِ مِــــنْهُ رِدَاءَ
نَــــظَــــمْــــنَهُ لُحُـــمَـــاتٍ
وَصُــــــغْــــــنَهُ أسْــــــدَاءَ
وَالنُّورَ سَــخَّرْنَ كَــيْــمَــا
يُــــبْــــدِعْـــنَهُ وَالْمَـــاءَ
وَالحَــرَّ وَالْبَــردَ أَعْـمَـلْ
نَ وَالثَّرَى وَالهَــــــــواءَ
حَــتَّى كَـسَـوْنَ حَـدِيـدَ التِّ
مْـــثَـــالِ ذَاكَ الْغِــشَــاءَ
مُــــزَرْكَـــشـــاً بِـــرُمُـــوزٍ
بَــــدِيَــــعَــــةٍ إِيـــحَـــاءَ
مِــمَّاــ تَــخُــطُّ المَـعَـالِي
عَـــلَى الرِّجَـــالٍِ ثَــنَــاءَ
غَــيْــرَ الْحُــرُوفِ رُسُـومـاً
وَغَــــيْــــرَهُــــنَّ هِـــجَـــاءَ
مَــا زِلْنَ يَــأْبَــيْــنَ إِلاَّ
أُولِي النُّهـــــَى قُـــــرَّاءَ
ذَاكَ الْغِـــشَـــاءُ وَقَــدْ تَ
مَّ حُــسْــنُهُ اسْــتِــيــفَــاءَ
بِــمَــا تَــخَــيَّلــَهُ مُــنْــكِ
رُ الحُـــــــلَى أَقْـــــــذَاءَ
عَـــــــلاَ غُـــــــلاَمٌ إِلَيْهِ
بِــــمَــــسْــــحَـــةٍ سَـــوْدَاءَ
وَجَــــرَّ جَهْــــلاً عَــــلَى آ
يَــةِ الجَــلاَلِ الْعَــفَــاءَ
فَـبَـيْـنَـمَـا النُّصـُبُ الْفَخْ
مُ يُـــبْهِـــجُ الْحُـــوْبـــاءَ
إِذْ عَـادَ بِـالدَّهْنِ وَالصَّقْ
لِ صُــــــورةً جَـــــوْفَـــــاءَ
نَـــضَّاـــحَـــةً مَـــاءَ قَــارٍ
مَــنْــفُــوخَــةً كِــبْــريَــاءَ
لَيْـــلاَءَ تُـــرْسِــلُ مِــنْ كُ
لِّ جَــــــــانِــــــــبٍ لأْلاَءَ
كَـــأّنَّهـــَا لَفَــتَــاتُ التَّ
ارِيــــخِ يَــــرنُــــو وَرَاءَ
وَلَيْــسَ يَــأْلو المُـدَاجِـي
نَ بَــــيْــــنَـــنَـــا إِزْرِاءَ
نَــظَــرْتُ والشَّعــْبُ يـأْسَـى
والْخَـــطْـــبُ عَـــزَّ عَـــزَاءَ
وَالفَــنُّ يَـسْـتَـنْـزِفُ الدَّمْ
عَ حُـــرْقَـــةً وَاسْــتِــيــاءَ
وَمِــصْــرُ فِــرْعَـوْنَ مِـنْ أَوْ
جِ مَـــجْـــدِهَــا تَــتَــرَاءَى
غَـــضْـــبَــى تُــقَــبِّحــُ تِــلْ
كَ الأُفْــعُـولَةَ النَّكـْرَاءَ
فَــــقُـــلْتُ لِلْجَهْـــلِ وَالغَ
مُّ يَـــفْـــطِــرُ الأَحْــشَــاءَ
يَـا قَـاتِلَ الشَّرْقِ بِالتُّرَّ
هَـــــاتِ قُـــــوتِــــلْتَ دَاءَ
أَمَـالِيـءٌ الْكَـوْنِ فِـي وَقْ
تِهِ سِــــنــــىً وَسَــــنَــــاءَ
رَبُّ الْكِــــنَــــانَـــةِ مُـــحْ
يِــي مَــوَاتَهَــا إِحْــيَــاءَ
أَمْـــضَـــى مَــلِيــكٍ تَــوَلّى
إِدَارَةً وَقَـــــــــضَـــــــــاءَ
وخَــيْــرُ مَــنْ رَدَّ بِـالْعَـدْ
لِ أَرْضَ مِـــصْـــرَ سَـــمَـــاءَ
وَكَـــانَ صَـــاعِـــقَـــةَ اللَّ
هِ إِنْ رَمَــــى الأَعْــــدَاءَ
وَكَــــانَ نَــــوْءَ المُــــوَا
لِيـــنَ رَحْـــمَــةٌ وَسَــخَــاءَ
يَـــمُـــدُّ فَـــدْمٌ إِلى شَـــخْ
صِهِ يَــــــداً عَـــــسْـــــرَاءَ
تَـــكْـــسُــوُه حُــلَّةَ عِــيــدٍ
وَالْعِــزُّ يَــبْــكِــي إِبَــاءَ
فَــبَــيْــنَــمَــا كَـانَ مَـرْآ
هُ يَـــبْـــعَــثُ الْخُــيَــلاءَ
إِذاَ الْجَــــــوَادُ وَرَبُّ الْ
جَــوَادِ بِــالْهُــونِ بَــاءَا
فِــي زِيــنَــة لَسْـتَ تَـدْرِي
زَرْقَــــاءَ أَوْ خَــــضْــــرَاءَ
تَـــرُدُّ هَـــيْــبَــةَ ذَاكَ الْ
غَـــضـــنْــفَــرِ اسْــتِهْــزَاءَ
أَكْــبِــرْ بِــذَاكَ افْـتِـرَاءً
عَــلَى الْعُــلَى وَاجْـتِـرَاءَ
ذَنْــبٌ جَــسِــيــمٌ يَـقِـلُّ الْ
تَّأــْنِــيــبُ فِــيــهِ جَــزَاءَ
مِـنْ فِـعْـلِ زُلْفَـى عَلَى الْ
قُــــطْـــرِ جَـــرَّتِ الأَرْزَاءَ
وَالْيَــوْمَ تَــغْــسِـلُ أَعْـلاَ
قَهَـــا الْبِـــلاَدُ بُــكَــاءَ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

خليل بن عبده بن يوسف مطران.
شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.
ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.
ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.
وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.
وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.
تصنيفات قصيدة قُلْ لِلَّذِينَ طَلَوْهُ