البيت العربي
قُم حَيِّ هَذي النَيِّراتِ
عدد ابيات القصيدة:43

قُــم حَــيِّ هَـذي النَـيِّراتِ
حَــيِّ الحِــسـانَ الخَـيِّراتِ
وَاِخـفِـض جَـبـيـنَـكَ هَـيـبَةً
لِلخُـــرَّدِ المُـــتَــخَــفِّراتِ
زَيـنِ المَـقـاصِـرِ وَالحِجا
لِ وَزَيـنِ مِـحرابِ الصَلاةِ
هَـــذا مَـــقــامُ الأُمَّهــا
تِ فَهَــل قَـدَرتَ الأُمَّهـاتِ
لا تَـلغُ فـيـهِ وَلا تَـقُل
غَـيـرَ الفَـواصِـلِ مُحكَماتِ
وَإِذا خَـطَـبـتَ فَـلا تَـكُـن
خَـطـباً عَلى مِصرَ الفَتاةِ
اُذكُـر لَهـا اليابانَ لا
أُمَـمَ الهَـوى المُتَهَتِّكاتِ
مـاذا لَقـيـتَ مِـنَ الحَضا
رَةِ يــا أُخَــيَّ التُـرَّهـاتِ
لَم تَـلقَ غَـيـرَ الرِقِّ مِـن
عُـسـرٍ عَـلى الشَـرقِيِّ عاتِ
خُـذ بِـالكِـتـابِ وَبِالحَدي
ثِ وَسيرَةِ السَلَفِ الثِقاةِ
وَاِرجِــع إِلى سِـنِّ الخَـلي
قَـةِ وَاِتَّبـِع نُظمَ الحَياةِ
هَــــذا رَســــولُ اللَهِ لَم
يُـنـقِـص حُـقوقَ المُؤمِناتِ
العِــلمُ كــانَ شَــريــعَــةً
لِنِــســائِهِ المُـتَـفَـقِّهـاتِ
رُضـنَ التِـجـارَةَ وَالسِـيا
سَـةَ وَالشُـؤونَ الأُخرَياتِ
وَلَقَــد عَــلَت بِــبَــنــاتِهِ
لُجَـجُ العُـلومِ الزاخِراتِ
كانَت سُكَينَةُ تَملَأُ الدُن
يـــا وَتَهـــزَأُ بِــالرُواةِ
رَوَتِ الحَـــديـــثُ وَفَــسَّرَت
آيَ الكِــتــابِ البَـيِّنـاتِ
وَحَــضــارَةُ الإِسـلامِ تَـن
طِـقُ عَـن مَكانِ المُسلِماتِ
بَــغــدادُ دارُ العـالِمـا
تِ وَمَــنـزِلُ المُـتَـأَدِّبـاتِ
وَدِمَـــشـــقُ تَــحــتَ أُمَــيَّةٍ
أُمُّ الجَـواري النـابِغاتِ
وَرِيـــاضُ أَنـــدَلُسٍ نَــمَــي
نَ الهـاتِـفاتِ الشاعِراتِ
أُدعُ الرِجـالَ لِيَـنـظُـروا
كَـيـفَ اِتِّحـادُ الغـانِياتِ
وَالنَـفـعَ كَـيـفَ أَخَذنَ في
أَســبــابِهِ مُــتَــعـاوِنـاتِ
لَمّـا رَأَيـنَ نَـدى الرِجـا
لِ تَـفـاخُـراً أَو حَـبَّ ذاتِ
وَرَأَيـنَ عِـنـدَهُـمُ الصَـنـا
ئِعَ وَالفُــنـونَ مُـضَـيَّعـاتِ
وَالبِـرَّ عِـنـدَ الأَغـنِـيـا
ءِ مِنَ الشُؤونِ المُهمَلاتِ
أَقـبَـلنَ يَـبـنـيـنَ المَنا
ئِرَ لِلنَــجــاحِ مُــوَفَّقــاتِ
لِلصــالِحــاتِ عَـقـائِلِ ال
وادي هَوىً في الصالِحاتِ
اللَهُ أَنـــبَـــتَهُـــنَّ فـــي
طـاعـاتِهِ خَـيـرَ النَـبـاتِ
فَـأَتَـيـنَ أَطـيَـبَ مـا أَتى
زَهَـرُ المَـناقِبِ وَالصِفاتِ
لَم يَــكـفِ أَن أَحـسَـنَّ حَـت
تـى زِدنَ حَـضَّ المُـحـصَناتِ
يَـمـشـيـنَ في سوقِ الثَوا
بِ مُــســاوِمــاتٍ رابِـحـاتِ
يَــلبَــســنَ ذُلَّ الســائِلا
تِ وَمـا ذَكَـرنَ البائِساتِ
فَـــوُجـــوهُهُــنَّ وَمــاؤُهــا
سِـتـرٌ عَـلى المُـتَـجَـمِّلاتِ
مِــصــرٌ تُــجَــدِّدُ مَــجـدَهـا
بِـنِـسـائِهـا المُـتَـجَدِّداتِ
النــافِـراتُ مِـنَ الجُـمـو
دِ كَـأَنَّهـُ شَـبَـحُ المَـمـاتِ
هَــل بَــيــنَهُــنَّ جَـوامِـداً
فَـرقٌ وَبَـيـنَ المـومِـيـاتِ
لَمّـا حَـضَـنَّ لَنـا القَـضِـي
يَـةَ كُـنَّ خَـيـرَ الحاضِناتِ
غَــذَّيــنَهــا فــي مَهـدِهـا
بِــلِبــانِهِــنَّ الطـاهِـراتِ
وَسَـبَـقـنَ فـيها المُعلَمي
نَ إِلى الكَريهَةِ مُعلَماتِ
يَـنـفُثنَ في الفِتيانِ مِن
روحِ الشَـجـاعَةِ وَالثَباتِ
يَهـوَيـنَ تَـقـبـيـلَ المُهَن
نَـدِ أَو مُـعانَقَةَ القَناةِ
وَيَـرَيـنَ حَـتّـى في الكَرى
قُـبَـلَ الرِجـالِ مُـحَـرَّمـاتِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أحمد شوقي
مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932