البيت العربي

قيل لي قد نبغت قلت دعوني
عدد ابيات القصيدة:23

قــيـل لي قـد نـبـغـت قـلت دعـونـي
فــأنــا ذاك مــا تــغــيــرت شــيــا
كـــل مـــا قــلتــه ومــا لم أقــله
كـان عـنـدي واليـوم مـا زدت شـيا
ليـس شـدو الهـزار فـي الروض حرا
مـثـله فـي الأقـفـاص نـوحـا شـجيا
لن تـهـيـمـوا الا بـمـعـنـى سـجـين
كــل مــا راقــكــم لســجــن تــهـيـا
ويـحـكـم ويـحـكـم عـبـيـد القـوافي
تـدفـنـون الشـعـور فـي الوزن حيا
أدخــلوه بــيــن القـوافـي أسـيـرا
وهــو يــبــكـي ولا يـراهـم بـكـيـا
كــم تــرامــت مــن روحــه قــطـعـات
وأضــافــوا روحــا له أجــنــبــيــا
رب مــعــنــى لا يـدخـل الوزن الا
بـعـد أن يـخـنـقـوه بـالوزن غـيا
قلت معنى في النظم من ألف معنى
ظــل حــرا عـلى القـوافـي عـصـيـا
رب شـــعـــر ســـام رأى قـــيــد وزن
فــر لمــا رأى القــيــود قــصــيــا
أنــا أمـشـي ولم أزل فـي مـكـانـي
أنـا كـهـلا مـا زلت مـثـلي صـبـيا
صـار شـعري في النظم للوزن عبدا
كـان شـعـري فـي النثر حرا أبيا
وأرانـــي مـــتـــى نـــظــرت لذاتــي
لم أشــاهــد شــيـئا جـديـدا لديـا
صــرتــم تــلهــجـون حـيـنـا بـذكـرى
كــنــت نــســيــا لديــكــم مـنـسـيـا
كــنــت لاعـن شـيـء لديـكـم غـبـيـا
صــرت لاعــن فــضــل لديـكـم ذكـيـا
هــل نــبــوغـي بـصـنـع مـرآة روحـي
أو بـأنـي كـشـفـت عـنـهـا المـحـيا
أنــا أعــطــيــتــكــم لنـفـسـي مـرآ
ة ونــفــســي تــشــع مــن نــاظـريـا
قـد نـبـغـتـم بـأن عـرفـتـم صـفاتي
ونــبــغــتــم بــان وصــلتــم إليــا
فـمـتـى تـبـصـروا نـبـوغـي فـمـنـكم
جــاء ذاك النــبـوغ لا مـن يـديـا
لي مـــنـــكـــم تـــغــيــرت نــظــرات
مــثــلمــا رأيــكــم تــغــيــر فـيـا
غــيــر أنــي أرى التـغـيـر فـيـكـم
ليَ أصــبــحــتــمُ وكــنــتــمْ عــليــا
كــل مــا قــد جـلوتـه فـي قـريـضـي
كــنــت قــدمــا أقــوله مــحــكــيــا
ان رضــيـتـم عـنـي فـزدتـم ثـنـائي
فــأنــا لســت قــط عــنــي رضــيــا
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أحمد الصافي النجفي
ولد أحمد الصافي النجفي في مدينة النجف 1897 وتوفي في بغداد، وعاش في إيران وسوريا ولبنان وتنحدر أصوله من اسرة علمية دينية يتصل نسبها بـ الإمام موسى الكاظم تعرف بآل السيد عبد العزيز، توفي والده بوباء الكوليرا الذي انتشر في العالم في تلك الفترة عندما بلغ عمره 11 عاما, فكفله أخوه الأكبر محمد رضا.
ثم توفيت والدته سنة 1912 وتلقى علومه الأدبية والدينية وبقية العلوم الطبيعية ومحاضرات عن الفلك والكواكب والطب الإسلامي في مجالس الدرس من خلال جهود علماء الدين ثم أخذ يدرس قواعد اللغة والمنطق وعلم الكلام والمعاني والبيان والأصول وشيئا من الفقه على يد الاساتذة المرموقين في النجف وبدأ يقول الشعر في سن مبكرة، عند بلوغه سن العشرين وابان الحرب العالمية الأولى انتقل من النجف إلى البصرة بحثا عن العمل, ولكنه لم يحظى بتلك الفرصة لضعف بنيته واعتلال صحته, فتركها إلى عبادان ومنها إلى الكويت.
- من أهم دواوينه ديوان هواجس
قام بترجمة العديد من الكتب والمؤلفات من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية ومن أثاره النادرة في هذا المجال ترجمته الرباعيات.
رحل عن الحياة في السابع والعشرين من شهر يونيو (حزيران) سنة 1977 في وهج الحرب الاهلية اللبنانية حيث اصابته رصاصة أطلقها عليه قناص في منتصف يناير 1976 وهو يبحث عن رغيف خبز يأكله بعد أن أمضى ثلاثة أيام لم يذق فيها الطعام, فحمله بعض المارة إلى مستشفى المقاصد, ولم يطل بها مكوثه لصعوبة الوضع القائم انذاك, فنقل إلى بغداد وقد كف بصره قبل عودته وأصبح مقعداً لابستطيع الحراك فلما وصلها انشد قائلا:
يا عودةً للدارِ ما أقساها *** أسمعُ بغدادَ ولا أراها.
وقال بعدها:
بين الرصاصِ نفدتُّ ضمنَ معاركٍ *** فبرغمِ أنفِ الموتِ ها أنا سالمُ
ولها ثقوبٌ في جداري خمسةٌ *** قد أخطأتْ جسمي وهنّ علائمُ
وهناك اجريت له عملية جراحية ناجحة لإخراج الرصاصة من صدره، ولكن العملية زادت جسده نحولا وضعفا فاسلم الروح بعد عدة أيام لبارئها وهو في "80" من عمره، بعد أن ترك تراثاً شعرياً خصباً، وترجمة دقيقة لـ رباعيات الخيام الخالدة