البيت العربي

كَأَنَّني بِالدِيارِ قَد خَرِبَت
عدد ابيات القصيدة:18

كَــأَنَّنــي بِــالدِيــارِ قَــد خَـرِبَـت
وَبِــالدُمـوعِ الغِـزارِ قَـد سُـكِـبَـت
فَـضَـحـتِ لا بَـل جَرَحتِ وَاِجتَحتِ يا
دُنـيـا رِجـالاً عَـلَيـكِ قَـد كَـلِبَـت
المَـــوتُ حَـــقٌّ وَالدارُ فــانِــيَــةٌ
وَكُــلُّ نَــفـسٍ تُـجـزى بِـمـا كَـسَـبَـت
يــا لَكَ مِــن جــيــفَــةٍ مُــعَــفَّنــَةٍ
أَيُّ اِمــتِــنــاعٍ لَهــا إِذا طُـلِبَـت
ظَــلَّت عَــلَيـهـا الغُـواةُ عـاكِـفَـةً
وَمـا تُـبـالي الغُـواةُ مـا رَكِـبَت
هِـــيَ الَّتـــي لَم تَــزَل مُــنَــغَّصــَةً
لا دَرَّ دَرُّ الدُنـيـا إِذا اِحتُلِبَت
وَالنـاسُ فـي غَـفـلَةٍ وَقَد حَلَّتِ ال
آجــالُ فــي وَقــتِهـا وَقَـد قَـرُبَـت
مــا كُــلُّ ذي حــاجَــةٍ بِــمُـدرِكِهـا
كَـم مِـن يَـدٍ لا تَـنـالُ مـا طَلَبَت
فـي انـاسِ مَن تَسهُلُ المَطالِبُ أَح
يــانــاً عَــلَيــهِ وَرُبَّمــا صَــعُـبَـت
وَشِــرَّةُ النَــفــسِ رُبَّمــا جَــمَــحَــت
وَشَهــوَةُ النَــفــسِ رُبَّمــا غَــلَبَــت
مَـن لَم يَـسَـعـهُ الكَـفـافُ مُقتَنِعاً
ضـاقَـت عَـلَيـهِ الدُنيا بِما رَحُبَت
وَبَـيـنَـمـا المَرءُ تَستَقيمُ لَهُ ال
دُنيا عَلى ما اِشتَهى إِذِ اِنقَلَبَت
مـا كَـذَّبَـتـني عَينٌ رَأَيتُ بِها ال
أَمــواتَ وَالعَــيــنُ رُبَّمــا كَـذَبَـت
وَأَيُّ عَــيــشٍ وَالعَــيــشُ مُــنــقَـطِـعٌ
وَأَيُّ طَـــــعـــــمٍ لِلَذَّةٍ ذَهَـــــبَـــــت
وَيـحَ عُـقـولِ المُـسـتَـعـصِـمينَ بِدا
رِ الذُلِّ فــي أَيِّ مَــنــشَـبٍ نَـشِـبَـت
مَـن يَـبـرِمُ الإِنـتِقاضَ مِنها وَمَن
يُـخـمِـدُ نـيـرانَهـا إِذا اِلتَهَـبَـت
وَمَــن يُــعَــزّيــهِ مِــن مَــصـائِبِهـا
وَمَـن يُـقـيـلُ الدُنـيـا إِذا نَكَبَت
يـــا رُبَّ عَـــيــنٍ لِلشَــرِّ جــالِبَــةٍ
فَـتِـلكَ عَـيـنٌ تَـشـقـى بِـمـا جَـلَبَت
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أبو العَتاهِيَة
شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.
كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.