قصيدة كذبتك عينك أم رأيت بواسط للشاعر الأَخطَل

البيت العربي

كَذَبَتكَ عَينُكَ أَم رَأَيتَ بِواسِطٍ


عدد ابيات القصيدة:47


كَذَبَتكَ عَينُكَ أَم رَأَيتَ بِواسِطٍ
كَـذَبَـتـكَ عَـيـنُـكَ أَم رَأَيـتَ بِـواسِطٍ
غَـلَسَ الظَـلامِ مِـنَ الرَبـابِ خَيالا
وَتَـعَـرَّضَـت لَكَ بِـالأَبـالِخِ بَـعدَ ما
قَــطَــعَــت بِــأَبــرَقَ خُــلَّةً وَوِصــالا
وَتَـــغَـــوَّلَت لِتَـــروعَـــنــا جِــنِّيــَّةٌ
وَالغــانِـيـاتُ يُـريـنَـكَ الأَهـوالا
يَـمـدُدنَ مِـن هَـفَواتِهِنَّ إِلى الصِبا
سَـبَـبـاً يَـصِـدنَ بِهِ الغُـواةُ طُوالا
مـا إِن رَأَيـتُ كَـمَـكـرِهِـنَّ إِذا جَرى
فــيــنــا وَلا كَـحِـبـالِهِـنَّ حِـبـالا
المُهــدِيــاتُ لِمَــن هَــوَيــنَ مَـسَـبَّةً
وَالمُـحـسِـنـاتُ لِمَـن قَـلَيـنَ مَـقالا
يَـرعَـيـنَ عَهـدَكَ مـا رَأَيـنَكَ شاهِداً
وَإِذا مَــذِلتَ يَــصِـرنَ عَـنـكَ مِـذالا
وَإِذا وَعَــدنَــكَ نــائِلاً أَخــلَفــنَهُ
وَوَجَــدتَ عِــنــدَ عِــداتِهِــنَّ مِـطـالا
وَإِذا دَعَــــونَـــكَ عَـــمَّهـــُنَّ فَـــإِنَّهُ
نَــسَــبٌ يَــزيــدُكَ عِــنـدَهُـنَّ خَـبـالا
وَإِذا وَزَنـتَ حُـلومَهُـنَّ إِلى الصِـبا
رَجَــحَ الصِــبـا بِـحُـلومِهِـنَّ فَـمـالا
أَهِــيَ الصَــريـمَـةُ مِـنـكَ أُمَّ مُـحَـلِّمٍ
أَم ذا الدَلالُ فَـطـالَ ذاكِ دَلالا
وَلَقَـد عَـلِمـتِ إِذا العِـشارُ تَرَوَّحَت
هَــدَجَ الرِئالِ تَــكُــبُّهــُنَّ شَــمــالا
تَـرمـي العِـضـاةَ بِحاصِبٍ مِن ثَلجِها
حَـتّـى يَـبـيـتَ عَـلى العِضاهِ جُفالا
أَنّـا نُـعَـجِّلـُ بِـالعَـبـيـطِ لِضَـيـفِنا
قَـبـلَ العِـيـالِ وَنَـقـتُلُ الأَبطالا
أَبَــنــي كُــلَيــبٍ إِنَّ عَــمَّيــَّ اللَذا
قَـتَـلا المُـلوكَ وَفَـكَّكا الأَغلالا
وَأَخــوهُـمـا السَـفّـاحُ ظَـمَّأـَ خَـيـلَهُ
حَـتّـى وَرَدنَ جِـبـى الكِـلابِ نِهـالا
يَـخـرُجـنَ مِـن ثَـغـرِ الكُلابِ عَلَيهِمِ
خَـبَـبَ السِـبـاعِ تَـبـادَرُ الأَوشالا
مِــن كُــلِّ مُــجــتَــنَـبٍ شَـديـدٍ أَسـرُهُ
سَــلِسِ القِــيـادِ تَـخـالُهُ مُـخـتـالا
وَمُــمَــرَّةٍ أَثَـرُ السِـلاحِ بِـنَـحـرِهـا
فَــكَــأَنَّ فَــوقَ لَبــانِهــا جِـريـالا
قُبَّ البُطونِ قَدِ اِنطَوَينَ مِنَ السُرى
وَطِــرادِهِــنَّ إِذا لَقَــيــنَ قِــتــالا
مُـلحَ المُـتـونِ كَـأَنَّمـا أَلبَـسـتَهـا
بِـالمـاءِ إِذ يَـبِـسَ النَضيحُ جِلالا
وَلَقَــلَّمــا يُــصــبِــحــنَ إِلّا شُـزَّبـاً
يَـركَـبـنَ مِـن عَـرَضِ الحَـوادِثِ حالا
فَــطَــحَـنَّ حـائِرَةَ المُـلوكِ بِـكَـلكَـلٍ
حَـتّـى اِحـتَـذَينَ مِنَ الدِماءِ نِعالا
وَأَبَـرنَ قَـومَـكَ يـاجَـريـرُ وَغَـيـرَهُم
وَأَبَــرنَ مِـن حَـلَقِ الرِبـابِ حِـلالا
وَلَقَــد دَخَــلنَ عَـلى شَـقـيـقٍ بَـيـتَهُ
وَلَقَــد رَأَيـنَ بِـسـاقِ نَـضـرَةَ خـالا
وَبَــنـو غُـدانَـةَ شـاخِـصٌ أَبـصـارُهُـم
يَــســعَــونَ تَـحـتَ بُـطـونِهِـنَّ رِجـالا
يَـنـقُـلنَهُـم نَـقـلَ الكِلابِ جِرائَها
حَـــتّـــى وَرَدنَ عُــراعِــراً وَأُثــالا
خُـزرَ العُـيـونِ إِلى رِيـاحٍ بَـعـدَما
جَــعَــلَت لِضَــبَّةـَ بِـالرِمـاحِ ظِـلالا
وَمـا تَـرَكـنَ مِـنَ الغَـواضِـرِ مُعصِراً
إِلّا قَــصَــمــنَ بِــسـاقِهـا خَـلخـالا
وَلَقَـد سَـمـا لَكُـمُ الهُذَيلُ فَنالَكُم
بِــإِرابَ حَــيـثُ يُـقَـسِّمـُ الأَنـفـالا
فـي فَـيلَقٍ يَدعو الأَراقِمَ لَم تَكُن
فُـــرســـانُهُ عُــزلاً وَلا أَكــفــالا
بِـالخَـيـلِ سـاهِـمَـةَ الوُجوهِ كَأَنَّما
خـالَطـنَ مِـن عَـمَـلِ الوَجـيفِ سُلالا
وَلَقَـد عَـطَـفـنَ عَـلى فَـزارَةَ عَـطـفَةً
كَــرَّ المَــنـيـحِ وَجُـلنَ ثُـمَّ مَـجـالا
فَـسَـقَـيـنَ مِـن عـادَيـنَ كَـأسـاً مُـرَّةً
وَأَزَلنَ جَـدَّ بَـنـي الحُـبـابِ فَـزالا
يَـغـشَـيـنَ جـيـفَـةَ كـاهِـلٍ عَـرَّيـنَهـا
وَاِبـنَ المُهَـزَّمِ قَـد تَـرَكـنَ مُـذالا
فَـقَـتَـلنَ مَـن حَمَلَ السِلاحَ وَغَيرَهُم
وَتَــرَكــنَ فَــلَّهُــمُ عَــلَيــكَ عِـيـالا
وَلَقَـد بَـكـى الجَـحّـافُ مِـمّا أَوقَعَت
بِـالشَـرعَـبِـيَّةـِ إِذ رَأى الأَطـفالا
وَلَقَـد جَـشِـمـتَ جَـريـرُ أَمراً عاجِزاً
وَأَرَيـــتَ عَـــورَةَ أُمِّكـــَ الجُهّـــالا
وَإِذا سَــمــا لِلمَـجـدِ فَـرعـا وائِلٍ
وَاِسـتَـجـمَـعَ الوادي عَـلَيـكَ فَسالا
كُـنـتَ القَـذى فـي مَوجِ أَكدَرَ مُزبِدٍ
قَـــذَفَ الأَتِـــيُّ بِهِ فَــضَــلَّ ضَــلالا
وَلَقَد وَطِئنَ عَلى المَشاعِرِ مِن مِنىً
حَـتّـى قَـذَفـنَ عَـلى الجِـبالِ جِبالا
فَـاِنـعَـق بِـضَـأنِـكَ يا جَريرُ فَإِنَّما
مَـنَّتـكَ نَـفـسُـكَ فـي الخَلاءِ ضَلالا
مَـنَّتـكَ نَـفـسُـكَ أَن تُـسـامِـيَ دارِماً
أَو أَن تُــوازِنَ حــاجِـبـاً وَعِـقـالا
وَإِذا وَضَـعـتَ أَبـاكَ فـي مـيـزانِهِم
قَــفَــزَت حَــديــدَتُهُ إِلَيــكَ فَـشـالا
إِنَّ العَـــرارَة وَالنُـــبــوحَ لِدارِمٍ
وَالمُــســتَـخِـفُّ أَخـوهُـمُ الأَثـقـالا
المـانِـعـيـنَ المـاءَ حَـتّى يَشرَبوا
عِـــفَـــواتِهِ وَيُــقَــسِّمــوهُ سِــجــالا
وَاِبــنُ المَـراغَـةِ حـابِـسٌ أَعـيـارَهُ
قَـذفَ الغَـريـبَـةِ مـا يَـذُقنَ بِلالا
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو، أبو مالك، من بني تغلب.
شاعر مصقول الألفاظ، حسن الديباجة، في شعره إبداع. اشتهر في عهد بني أمية بالشام، وأكثر من مدح ملوكهم. وهو أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم: جرير والفرزدق والأخطل.
نشأ على المسيحية في أطراف الحيرة بالعراق واتصل بالأمويين فكان شاعرهم، وتهاجى مع جرير والفرزدق، فتناقل الرواة شعره. وكان معجباً بأدبه، تياهاً، كثير العناية بشعره. وكانت إقامته حيناً في دمشق وحيناً في الجزيرة.
تصنيفات قصيدة كَذَبَتكَ عَينُكَ أَم رَأَيتَ بِواسِطٍ