البيت العربي

كمْ أرْقَمِيٍّ مِنْ بَني وائِلٍ
عدد ابيات القصيدة:44

كــمْ أرْقَــمِــيٍّ مِــنْ بَــنــي وائِلٍ
مُــــوائِلٍ فــــي حُـــلّةِ الأرْقَـــمِ
يَــحْــمِـلُ مـنـهـا صـاديـاً سـابـحٌ
مِـثْـلَ غَـديـرِ الدّيـمـةِ المُـفْـعَمِ
قَــضّــاءُ تــحْــتَ اللّمْــسِ قَـضّـاءَةٌ
غـيـرَ قَـضـايـا السّـيْفِ واللّهْذَم
كـبُـرْدَةِ الأيـمِ العَـروسِ ابتَغَى
بـــهـــا جِــلاءَ الحَــيّــةِ الأيِّم
قــد دَرِمَــتْ مــن كِــبَــرِ أُخْـتُهـا
وعُـــمّـــرَتْ عَــصْــراً فــلم تَــدْرَم
كَـسـابِـيـاءِ السّـقْـفِ أوْ سـافِـيا
ءِ الثَّغـْبِ فـي يـوْمِ صَـبـاً مُـرْهِم
مِن أنْجُمِ الدَّرْعاءِ أو نابِتِ ال
فَــقْــعــاءِ بــل مِـنْ زَرَدٍ مُـحْـكَـم
لاقــى بــهـا طـالُوتُ فـي حَـرْبِهِ
جــالوتَ صَــدْرَ الزَّمَــنِ الأقْــدَم
كــانــت لقــابُــوسِ بَـنـي مُـنْـذِرٍ
إرْثَ المُـلوكِ الشُّوسِ مِـن جُـرْهُـم
شَــحّ عــليـهـا قَـيْـنُهـا أنْ تُـرى
مَــجْهــولَةَ الصّــانِــعِ لم تُـوسَـم
فــلاحَ للنّــاظِــرِ فــي سَــرْدِهــا
آثــــــارُ داودَ ولم تَـــــظْـــــلِم
لا تَـنْـتَـمـي كِـبْـراً إلى سـابِـرٍ
لكِــنْ إليــهــا سـابِـرٌ يَـنْـتـمـي
وَهْـيَ إذا المَـوْتُ بَـدا مُـعْـلَمـاً
نِــعْــمَ دِثـارُ الفـارِسِ المُـعْـلَم
لم تَـخْـضِـمِ البِـيـضُ لهـا حَـلْقَـةً
يَــســيــرَةَ الصُّنــْعِ ولم تَــقْـضَـم
تَـــرُدّهـــا أسْـــغَـــبَ مِــنْ جُــذْوَةٍ
وإنْ غَــــدَتْ آكَــــلَ مِــــن خَــــضَّم
أرْدانُهــا أمْــنٌ غَــداةَ الوَغَــى
للكَــفِّ والسّــاعِــدِ والمِــعْــصَــم
لو أنّهــا كــانــت عـلى عِـصْـمَـةٍ
فـي الوَقَـبَـى لم يُـدْعَ بالأجْذَم
إنْ يَــرهــا ظَــمــآنُ فــي مَهْــمَهٍ
يَــسْــأَلْكَ مــنــهـا جُـرْعَـةً للفَـمِ
ضَــمــانُهــا للنّــفْـسِ إحْـصـانَهـا
غــيــرُ ضَــمــانَــاتِ أبـي ضَـمْـضَـم
كــــلُّ حَــــليــــفٍ حَــــدُّهُ حــــالِفٌ
أنْ ســيُــرى مُــخْــتَـضِـبـاً بـالدم
تَــــكْــــذِبُهُ فــــي قـــوْلِهِ عِـــزّةً
فـــلْيَـــتّــقِ اللهَ ولا يُــقْــسِــم
كـــأنّـــمــا حِــرْبــاؤهَــا عــائمٌ
فــــي لُجّـــةٍ ســـالِمَـــةِ العُـــوّم
يَـصْـلى إذا حـارَبَ شـمـسَ الظُّبـى
فِـعْـلَ مَـجـوسـيّ الضّـحـى المُـسلِم
لو سَــلَكَــتْ أمُّ حُــبَــيْــنٍ بــهــا
لاسْـتُهْـلِكَـتْ فـيـهـا ولم تَـسْـلَم
هَـيْـنَـمَـةُ الخِـرْصـانِ فـي عِـطْفِها
هَــيْــنَــمَــةُ الأعْــجَــمِ للأعْـجَـم
مُــسْـتَـخْـبِـراتٍ مـا حَـوَى صَـدْرُهـا
فــأعْــرَضَــتْ عــنـهـا ولم تَـفْهَـم
تَــــنِـــمُّ أدْراعٌ بـــأسْـــرارِهـــا
وإنْ تُــسَــلْ عــن سِــرّهـا تَـكْـتُـم
مـا خِـلْتُ هَـمّـامـاً لوِ ابْـتاعَها
يَــفِــرّ مِــن خَــوْفِ أبــي جَهْــضَــم
وحـــاجِـــبٌ لو حَــجَــبَــتْ شَــخْــصَهُ
لم يُـمْـسِ فـي المِـنّـةِ مِـن زَهْدَم
تَـــزَاحَـــمُ الزُّرْقُ عــلى وِرْدِهــا
تَـــزَاحُـــمَ الوِرْدِ عـــلى زَمْـــزَم
لا مُـــرَّةُ الطَّعـــْمِ ولا مِــلْحَــة
وكــيْــفَ بــالذّوْقِ ولم تُــعْــجَــم
مــا هَـمَّ فـي الرّوْعِ بـهـا ذائِقٌ
إلا انْـثَـنـى عـنـهـا بفِي أهْتَم
كَـــلاهِـــمٍ شــيــئاً أبَــى وَشْــكُهُ
إخـبـارَهُ بـالصّـدْقِ فـي المَـطْعَم
فــلْيَــنْـفِـرِ الهِـنْـدِيُّ عـن مَـوْرِدٍ
مَــنْــظَــرُهُ كــاللَّجّــةِ العَــيْــلَم
هــازِئَةٌ بــالبِــيــضِ أرْجــاؤهــا
ســاخِــرَةُ الأثْــنــاءِ بـالأسْهُـم
لو أمْـسَـكَـتْ مـا زَلّ عـن سَـرْدِها
لأُبْـــصِـــرَ الدّارِعُ كــالشَّيــْهَــم
أسْــتَـغْـفِـرُ اللهَ ولا أنْـدُبُ ال
أطْــلالَ فّــذَّ الشَّخــْصُ كـالتّـوْأم
هـل سَـمْـسَـمٌ فـيـمـا مَـضَـى عـالِمٌ
بــوَقْــفَــةِ العَـجّـاجِ فـي سَـمْـسَـم
ولسْــتُ بـالنّـاسِـبِ غَـيْـثـاً هَـمَـى
إلى السِّمــاكَــيْـنِ ولا المِـرْزَم
وليــسَ غِــرْبــانــي بــمَــزْجُــورَة
مـا أنـا من ذي الخِفّةِ الأسْحَم
مِــثْــلَ خُــفــافٍ ســادَ فـي قـوْمِهِ
عـلى اجْـتِـيـابِ الحَـسَـبِ المُظْلِم
يـا مُـلْهِمَ السَّخْلِ ولا أتْبَعُ ال
أظــعــانَ كـالنّـخْـلِ عـلى مَـلْهَـم
مـا ليَ حِـلْسَ الرَّبْعِ كالمَيْتِ بَعْ
دَ السَّبــْعِ لم آسَــفْ ولم أنْــدَم
عــلى أُنــاسٍ مَــنْ يُــعــاشِــرُهُــمُ
تُـعْـوِزْهُ فـيـهِـمْ عِـشْـرَةُ المُـكْرِم
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أَبو العَلاء المَعَرِي
شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.
وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،
من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).