البيت العربي

كَم بِالكَثيبِ مِنِ اِعتِراضِ كَثيبِ
عدد ابيات القصيدة:31

كَــم بِـالكَـثـيـبِ مِـنِ اِعـتِـراضِ كَـثـيـبِ
وَقَــوامِ غُــصــنٍ فــي الثِــيــابِ رَطـيـبِ
وَبِــذي الأَراكَــةِ مِــن مَــصــيـفٍ لابِـسٍ
نَـــســـجَ الرِيـــاحِ وَمَـــربَــعٍ مَهــضــوبِ
دِمَــنٌ لِزَيــنَــبَ قَـبـلَ تَـشـريـدِ النَـوى
مِـــن ذي الأَراكِ بِـــزَيـــنَـــبٍ وَلَعــوبِ
تَـأبـى المَـنـازِلُ أَن تُـجـيبَ وَمِن جَوىً
يَــومَ الدِيــارِ دَعَــوتُ غَــيــرَ مُــجـيـبِ
هَـــل تُـــبـــلِغَـــنَّهــُمُ السَــلامَ دُجُــنَّةٌ
وَطـــفـــاءُ ســـارِيَـــةٌ بِــريــحِ جَــنــوبِ
أَو تُــدنِــيَــنَّهــُمُ نَــوازِعُ فـي البُـرى
عُــجُــلٌ كَــوارِدَةِ القَــطــا المَــســروبِ
فَـسَـقـى الغَـضـا وَالنـازِليـهِ وَإِن هُـمُ
شَــــبّـــوهُ بَـــيـــنَ جَـــوانِـــحٍ وَقُـــلوبِ
وَقِـــصـــارَ أَيّـــامٍ بِهِ سُـــرِقَـــت لَنـــا
حَـــسَـــنــاتُهــا مِــن كــاشِــحٍ وَرَقــيــبِ
خُــضــراً يُـسـاقِـطُهـا الصَـبـا وَكَـأَنَّهـا
وَرَقٌ يُــســاقِــطُهــا اِهــتِــزازُ قَــضـيـبِ
كــانَــت فُــنــونَ بَــطــالَةٍ فَــتَــقَـطَّعـَت
عَــن هَــجــرِ غــانِــيَــةٍ وَوَخــطِ مَــشـيـبِ
إِمّـــا دَنَـــوتُ مِـــنَ السُـــلُوِّ مُــرَوِّيــاً
فــيــهِ وَبِــعـتُ مِـنَ الشَـبـابِ نَـصـيـبـي
فَـــلَرُبَّمـــا لَبَّيــتُ داعِــيَــةَ الصِــبــا
وَعَــصَــيــتُ مِــن عَــذَلٍ وَمِــن تَــأنــيــبِ
يَـعـشـى عَـنِ المَـجـدِ الغَـبِـيُّ وَلَن تَرى
فـــي سُـــؤدُدٍ أَرَبـــاً لِغَـــيـــرِ أَريـــبِ
لا تَــغــلُ فــي جــودِ الرِجــالِ فَــإِنَّهُ
لَم أَرضَ جـــوداً غَـــيـــرَ جـــودِ أَديــبِ
وَالأَرضُ تُخرِجُ في الوِهادِ وَفي الرُبى
عَـــفـــوَ النَــبــاتِ وَجُــلُّ ذَلِكَ يــوبــي
وَإِذا أَبــو الفَــضـلِ اسـتَـعـارَ سَـجِـيَّةً
لِلمَــكــرُمــاتِ فَــمِــن أَبــي يَــعــقــوبِ
لا يَــحــتَــذي خُـلُقَ القَـصِـيِّ وَلا يُـرى
مُـــتَـــشَـــبِّهـــاً فــي سُــؤدُدٍ بِــغَــريــبِ
تُـــمـــضــي صَــريــمَــتَهُ وَتــوقِــدُ رَأيَهُ
عَــــزَمــــاتُ جـــوذَرزٍ وَسَـــورَةُ بـــيـــبِ
شَــرَفٌ تَــتــابَــعَ كــابِــراً عَــن كـابِـرٍ
كَــالرُمــحِ أُنــبــوبــاً عَــلى أُنــبــوبِ
وَأَرى النَـجـابَـةَ لا يَـكـونُ تَـمـامُهـا
لِنَــجــيــبِ قَــومٍ لَيــسَ بِــاِبـنِ نَـجـيـبِ
قَــمَــرٌ مِــنَ الفِــتــيـانِ أَبـيَـضُ صـادِعٌ
لِدُجــى الزَمــانِ الفــاحِـمِ الغِـربـيـبِ
أَعــيــى خُــطــوبَ الدَهــرِ حَـتّـى كَـفَّهـا
وَالدَهــــرُ سِــــلكُ حَــــوادِثٍ وَخُـــطـــوبِ
قَــولٌ كَــمــا صَــدَقَــت مَــخــايِـلُ بـارِقٍ
يَهـــمـــي وَفَــضــلٌ نــاصِــعُ التَهــذيــبِ
وَإِذا اجــتَــداهُ المُــجــتَــدونَ فَــإِنَّهُ
يَهَــبُ العُــلا فــي نَــيــلِهِ المَـوهـوبِ
نُــشِــرَت عَــطــايــاهُ فَــصِــرنَ قَـبـائِلاً
لِقَـــــبـــــائِلٍ مِــــن زَورِهِ وَشُــــعــــوبِ
كَــم حُــزنَ مِــن ذِكــرٍ لِغُــفــلٍ خــامِــلٍ
وَبَــنَــيــنَ مِــن حَــسَــبٍ لِغَــيـرِ حَـسـيـبِ
دانٍ عَــلى أَيــدي العُــفــاةِ وَشــاسِــعٌ
عَـــن كُـــلِّ نِــدٍّ فــي العُــلا وَضَــريــبِ
كَــالبَــدرِ أَفــرَطَ فــي العُـلُوِّ وَضَـوءُهُ
لِلعُـــصـــبَــةِ الســاريــنَ جَــدُّ قَــريــبِ
يَهــنــي بَــنــي نَـوبُـخـتَ أَنَّ جِـيـادَهُـم
سَــبَــقَــت إِلى أَمَـدِ العُـلا المَـطـلوبِ
إِن قــيــلَ رِبــعِــيُّ الفَــخــارِ فَـإِنَّهـُم
مُــــطِــــروا بِــــأَوَّلِ ذَلِكَ الشُـــؤبـــوبِ
أَو تُــجــتَــبــى أَقــلامُهُــم لِكِــتـابَـةِ
فَــلَقَــبــلُ مــا كــانَــت رِمــاحَ حُــروبِ