البيت العربي

كم قلتُ فيك معرِّضاً ومصرّحاً
عدد ابيات القصيدة:20

كـم قـلتُ فـيـك مـعـرِّضـاً ومـصـرّحـاً
أكـــذا عـــلقــت ضــلالة بــفــلان
هـاك اغـتـنـمها من زمانك خلسة
تـشـفـي غـليـل فـؤادك الهـيـمان
ويــقــول إشـفـاقـا عـلي ورحـمـة
مــتــلجـلج الألفـاظ بـعـد بـيـان
أهــوى يــقــبــل راحــتـيَّ تـودداً
ويــشـدُّ عـقـد بـنـانـه بـبـنـانـي
حـتـى إذا نـشـر السـرور بـساطه
وطــوى بــســاط شــكــيـتـي لأوان
والبـدر يـرمـيـنـي بـمـقـلة حاسد
لو يـسـتـطـيـع لكـان حيث يراني
ثـم احـتـللنـا والوشـاة بـمـعـزل
وقـد التـقـت فـي جـفـنـه سـنتان
ويـروم قـول أبـي الوليـد وربما
كـتـبـت مـكـانـة لامه الواوان
مـلنـا نـؤمـل غـيـر ذلك مـنـزلا
والراح تـقـصـر خـطـوه فـيـدانـي
والراح إذ ضـرب الظـلام رواقه
وخــشــيـت فـيـه طـوارق الحـدثـان
والشـمـسُ تـرمـق من محاجر أرمد
والظـلُّ يـركض في النسيم الواني
إذ نـجـتـنـي في ظله ثمرَ المنى
والطـيـرُ سـاجـعـة عـلى الأغـصـان
لله أيـــام عـــلى وادي القــرى
ســلفــت لنـا والدهـر ذو ألوان
ونبذت حلمي والتفت إلى الصبا
ويـد العـفـاف تـضـم مـن أرادني
فـجـعـلت ثـوب الصـبـر فيه بصيرة
وثــنـيـت عـن عـلم إليـه عـنـانـي
ولقد بعثتَ على السلوِّ لو أن لي
قـلبـاً يـطـاوعـنـي على السلوان
هـيـهـات لولا غـنـج لحـظ مـحـمد
مـا كـنـت نـهـزة أعـيـن الغـزلان
ومـنـيـتُ مـن خـلطـائه بـعـصـابـة
خَـلطـتْ بـهـا شـبـهـاً مـن البهتان
فـلثـمـتُ فـاه والتـزمـتُ عـنـاقه
ويـد الوصـال عـلى قـفا الهجران
ومــرقـتُ مـن ظـن الأعـادي عـفـة
والليـل مـشـتـمـل عـلى الكتمان
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: الوزير أبو الوليد ابن حزم
ومدحه ابن بسام بقوله:
ولم يترجم الزركلي في الأعلام لا لأبي الحكم ولا لأبي الوليد.
وختم ابن شاكر ترجمة أبي الوليد بقوله: توفي بعد الخمسمائة
قال ابن بسام: (أحد أعيان أهل الأدب، وأحلى الناس شعرا لاسيما إذا عاتب أو عتب،
جعل هذا الغرض هجيراه، فقلما يتجاوزه إلى سواه، وكلما أبدأ فيه وأعاد، أحسن ما شاء وأجاد، وفي كل معنى يحسن، أكثر ما يمكن، ولكن رأيته في باب العتاب يعلن بأمره، ويعرب عن ذات صدره. وقد أجريت من شعره في هذا المعنى وسواه. ما يصرح عن مغزاه، ويشهد على بعد مداه).
وقد ترجم له ابن بسام ولابن عمه الوزير أبي الحكم ابن حزم في فصل واحد، وأورد من أخبارهما ما يفهم منه أنهما لم يلتقيا قط ولم تجمع بينهما إلا الرسائل. انظر في ذلك قصيدة أبي الحكم التي مطلعها:
قال ابن بسام: فصل في ذكر الوزير أبي الحكم عمرو بن مذحج وأبي الوليد ابن عمه، ابني حزم، وإيراد بعض ما لهما من ملح النظم ثم سرد أخبار أبي الحكم ثم قال: ومن أبناء هذه القبيلة، وشعراء هذه البيتة الأصلية، ابن عمه أبو الوليد محمد بن يحيى بن حزم ...إاخ.
وترجم له الفتح بن خاقان في "مطمح الأنفس" قال:
(واحد دونه الجمع، وهو للجلالة بصر وسمع، روضة علاه رائقة السنا، ودوحة بهاه طيّبة الجنى، لم يتّزر بغير الصّون، ولم يشتهر بفسادٍ بعد الكون، مع نفس برئت من الكبر، وخلصت خلوص التبر، مع عفاف التحف به بروداً، وما ارتشف به ثغراً بروداً، فعفّت مواطنه، وما استرابت ظواهره ولا بواطنه، وأمّا شعره ففي قالب الإحسان أفرغ، وعلى وجه الاستحسان يلقى ويبلغ) ثم أورد منتخبا من شعره (انظر القصيدة 24)