البيت العربي

لأغلاط المطابع في قريضي
عدد ابيات القصيدة:20

لأغـلاط المـطـابـع في قريضي
جــروح وســط قــلبـي لا تـزول
أسـب مـغـلطـي شـعـري انتقاما
وهـل يـطـفـى من السب الغليل
أفــر مــن الأنــام له كـأنـي
بـمـا لم أجـن مـفـتـضـح خـجول
كـأنـي إذ أرى غـلطـا بـشـعري
بـريـء النـفـس مـتـهـم قـتـيـل
تـشـوه لي المطابع وجه شعري
ووجـه الشـعـر لولاهـا جميل
ليــظــهــر للورى أنــي غــبــي
وفـكـري إن يـرم نـظـمـا كليل
وكــم مـن حـاسـد يـومـا رآهـا
فــراح وقــلبــه مـنـهـا جـذول
إذا حـصـلت بـالأغـلاط صـيـتا
فـخـيـر لي مـن الصيت الخمول
أود بــأنـنـي مـا قـلت شـعـرا
ولم يـنـشـر ولا شـمت العذول
وكـم كـسرت لي الأغلاط وزنا
كـأنـي مـنـه مـنـكـسـر عـليـل
وليـس يـفيدني التصحيح يوما
فـمـا يـرنـو له الا القـليـل
أرى تــصــحـيـحـه أمـراً جـليـا
وليــس يــحــســه الا الفـحـول
وهـل للنـاس وقـت لاسـتـمـاعي
كــأنـي بـيـنـهـم ضـيـف ثـقـيـل
فهل أبقى أطوف على البرايا
بــأجـمـعـهـم أصـحـح مـا أقـول
وإن أبـصـرتـه يـومـا بـشـعـري
أثــور له ويـعـرونـي الذهـول
إذا نـظـر الورى غلطي تراني
كــأنــي بــيــنـهـم جـان ذليـل
فـشـوهـت المـطـابـع منه وجها
وعــدتُ كــأنـمـا شـعـري فـضـول
فـكـم اجـهـدت فـكـري في قصيد
إذا مـا قـيـل تـعشقه العقول
وأغـدو تـائبـا عـن نشر شعري
وتــوبـة ذي شـعـور تـسـتـحـيـل
إذا مـا ثـار مـنـدفعا شعوري
فـليـس يـصـده السيف الصقيل
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أحمد الصافي النجفي
ولد أحمد الصافي النجفي في مدينة النجف 1897 وتوفي في بغداد، وعاش في إيران وسوريا ولبنان وتنحدر أصوله من اسرة علمية دينية يتصل نسبها بـ الإمام موسى الكاظم تعرف بآل السيد عبد العزيز، توفي والده بوباء الكوليرا الذي انتشر في العالم في تلك الفترة عندما بلغ عمره 11 عاما, فكفله أخوه الأكبر محمد رضا.
ثم توفيت والدته سنة 1912 وتلقى علومه الأدبية والدينية وبقية العلوم الطبيعية ومحاضرات عن الفلك والكواكب والطب الإسلامي في مجالس الدرس من خلال جهود علماء الدين ثم أخذ يدرس قواعد اللغة والمنطق وعلم الكلام والمعاني والبيان والأصول وشيئا من الفقه على يد الاساتذة المرموقين في النجف وبدأ يقول الشعر في سن مبكرة، عند بلوغه سن العشرين وابان الحرب العالمية الأولى انتقل من النجف إلى البصرة بحثا عن العمل, ولكنه لم يحظى بتلك الفرصة لضعف بنيته واعتلال صحته, فتركها إلى عبادان ومنها إلى الكويت.
- من أهم دواوينه ديوان هواجس
قام بترجمة العديد من الكتب والمؤلفات من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية ومن أثاره النادرة في هذا المجال ترجمته الرباعيات.
رحل عن الحياة في السابع والعشرين من شهر يونيو (حزيران) سنة 1977 في وهج الحرب الاهلية اللبنانية حيث اصابته رصاصة أطلقها عليه قناص في منتصف يناير 1976 وهو يبحث عن رغيف خبز يأكله بعد أن أمضى ثلاثة أيام لم يذق فيها الطعام, فحمله بعض المارة إلى مستشفى المقاصد, ولم يطل بها مكوثه لصعوبة الوضع القائم انذاك, فنقل إلى بغداد وقد كف بصره قبل عودته وأصبح مقعداً لابستطيع الحراك فلما وصلها انشد قائلا:
يا عودةً للدارِ ما أقساها *** أسمعُ بغدادَ ولا أراها.
وقال بعدها:
بين الرصاصِ نفدتُّ ضمنَ معاركٍ *** فبرغمِ أنفِ الموتِ ها أنا سالمُ
ولها ثقوبٌ في جداري خمسةٌ *** قد أخطأتْ جسمي وهنّ علائمُ
وهناك اجريت له عملية جراحية ناجحة لإخراج الرصاصة من صدره، ولكن العملية زادت جسده نحولا وضعفا فاسلم الروح بعد عدة أيام لبارئها وهو في "80" من عمره، بعد أن ترك تراثاً شعرياً خصباً، وترجمة دقيقة لـ رباعيات الخيام الخالدة