البيت العربي

لايم دع لومي على صبواتي
عدد ابيات القصيدة:39

لايــــم دع لومــــي عـــلى صـــبـــواتـــي
فـــمـــا فـــات يـــمــحــوه الذي هــو آتِ
ومـــا جـــزعــي مــن ســيــئات تــقــدمــت
ذهــابــاً إذا اتــبــعــتــهــا حـسـنـاتـي
ألا أنــنــي أقــلعــت عــن كــل شــبـهـة
وجــانــبــت غــرقــى أبــحــر الشــبـهـات
شــغــلت عــن الدنــيــا بـحـبـي لمـعـشـر
بــهــم يــصـفـح الرحـمـان عـن هـفـواتـي
إليــك فــلا أخــشــى الضـلال لكـونـهـم
هـداتـي وهـم فـي الحـشـر سـفـن نـجـاتي
أئمـــــة حـــــق لا أزال بــــذكــــرهــــم
مـــواصـــل ذكـــر اللّه فـــي صـــلواتـــي
تــجــليــت بــيــن العــالمـيـن بـحـبـهـم
ونــاجــيــتــهــم بــالود فــي خــلواتــي
وبــالســبــب الأقـوى اعـتـلقـت مـؤمـلاً
بـه الفـوز فـي الدنـيـا وبـعـد وفـاتي
تــواليــت مــخــتــصــاً بــحــمــل بــراءة
ويـــمـــمــت قــومــاً غــيــره بــبــراتــي
أرى حــبـه فـي السـلم ديـنـي ومـذهـبـي
وفـــي غـــزواتــي مــرهــفــي وقــنــاتــي
ولم يــك أحــشــاء الطــغــاة لبـغـضـهـم
عــلى الغــل والاضــغــان مــنــطــويــات
فــــمــــالوا عــــلى أولاده ونـــســـائه
وصــــــحـــــب كـــــرام ســـــادة وســـــرات
ولم يـمـنـعـوا هـتـك الحـريـم وسـبـيهم
وهــــن يــــجـــدن الأرض بـــالعـــبـــرات
غــريــب يــبــكــي مــن نــســاءٍ حــواســر
طــــواهــــر مـــن كـــل الأذى خـــفـــرات
كــبــيــرة ذنــب ليــس يــنــفـع عـنـدهـا
دوام صــــــــلاة أو خـــــــروج زكـــــــاة
لعـمـري مـا يـلقـون فـي الحـشـر جـدهـم
بــــغــــيــــر وجــــوه كــــلح خــــجــــلات
إِذا قــال لم ضــيـعـتـمـوا حـق عـتـرتـي
وكــيــف انــتــهــكــتــم جـرأة حـرمـاتـي
أســأتـم صـنـيـعـاً بـعـد مـوتـي فـغـاصـب
لذريـــــتـــــي حـــــقـــــاً وآخــــر عــــات
ومــن خــصــمــه يــوم القــيـامـة أحـمـد
لقـــد حـــلّ فـــي واد مـــن النــقــمــات
فــوا حــزنــي لو أنــنــي فـي زمـانـهـم
وواحــــرةَّ أحــــشـــائي ووا حـــســـرتـــي
لأطــعــن فــيــهــم بــالأســنــة كــلمــا
مـــضـــت حــمــلة جــاءت بــمــؤتــنــفــات
أقـــضَّيـــ زمــانــي زفــرة بــعــد زفــرة
فـــقـــلبـــي لا يـــخــلو مــن الزفــرات
وصـــدري فـــيــه حــرقــة بــعــد حــرقــة
فـــليـــس بـــمـــنـــفـــك عــن الحــرقــات
فــإِن كــل النــصــاب يــومــاً عــثـارهـم
فإن اقالاتي أمير المؤمنين العثرات
لأنــهــم هــدَّوا اعــتــداء بــفــعــلهــم
وظـــلمـــا مـــنـــار الصــوم والصــلوات
لقــد شــبـت لا عـن كـبـرة غـيـر أنـنـي
لكـــثـــرة هــمــي شــبــت قــبــل لداتــي
وإنــي لعــبــد المـصـطـفـى سـيـف ديـنـه
طـــلايـــع مـــوســـوم بـــهـــدي هــداتــي
وليــهــم إن خــاف فــي الحــشــر غـيـره
نــظــى فــهــو مــنــهــا آمـن الجـنـبـات
يــا نــفــس مــن بــعــد الحـيـن وقـتـله
عــلى الطــف هــل أرضـى بـطـول حـيـاتـي
وإنـــي لأخـــزي ظـــالمـــيــه بــلعــنــة
عــــليـــهـــم لدى الآصـــال والغـــدوات
وقــلت وقــد عــانــيــت أهـواء ديـنـهـم
مــــفــــرقـــة مـــعـــدومـــة البـــركـــات
إذا لم يــكــن فــيــكــن ظــل ولا جـنـا
فــــبــــاعــــدكـــن اللّه مـــن شـــجـــرات
عــرضــت ريــاضــاً حـاكـهـا صـوب خـاطـري
لكــي يــرع الأســمــاع فــي نــغــمـاتـي
إذا أنــشــدت فــي كــل نــاد بـدت لهـا
قــــلوب ذوي الآداب فـــي نـــشـــواتـــي
فـلا تـعـجـبـوا مـن سـرعـتي في بديهتي
عــلى وثــبــاتــي فــي الوغـى وثـبـاتـي
فــــــإن مـــــوالاتـــــي لآل مـــــحـــــمَّد
وحــــبــــي مــــرقــــات إلى القـــربـــات
وإنـــي لأرجـــو أن يــكــون ثــوابــهــا
وقـــوفـــي يــوم الجــمــع فــي عــرفــات
أعـــارض مـــن قــول الخــزاعــي دعــبــل
وإن كــنــت قــد قــصــرت فــي مــدحـاتـي
مــــدارس آيــــات خــــلت مــــن تــــلاوة
ومـــنـــزل وحـــي مـــقـــفـــر العــرصــات
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: طلائع بن رزيك
وزير عصامي يعد من الملوك، أَصله من الشيعة الإمامية في العراق، قدم مصر فقيراً، فترقى في الخدم حتّى ولي منية ابن خصيب من أَعمال الصعيد المصري ، وسنحت له الفرصة فدخل القاهرة بقوة فولي وزارة الخليفة الفائز الفاطمي سنة 549 هـ.
واستقل بأمور الدولة دفعت بالملك الصالح فارس المسلمين نصير الدين ومات الفائز (555 هـ ) وولي العاضد فتزوج بنت طلائع.
واستمر هذا في الوزارة فكرهت عمة العاضد استيلاؤه على أمور الدولة واموالها فأكمنت له جماعة من السودان في دهليز القصر فقتلوه وهو خارج من مجلس العاضد.
وكان شجاعاً حازماً مدبراً جواداً صادق العزيمة عارفاً بالأدب.
شاعراً له ديوان (شعر ـ ط) صغير، ووقف أَوقافاً حسنة ومن أثاره جامع على باب زويلة بظاهر القاهرة وكان لا يترك غزو الفرنج في البر والبحر ولعمارة اليمني وغيره مدائح فيه ومراث.
له كتاب سماه (الاعتماد في الرد عَلى أهل العناد).