قصيدة لا أرى بالعقيق رسما يجيب للشاعر البُحتُرِيّ

البيت العربي

لا أَرى بِالعَقيقِ رَسماً يُجيبُ


عدد ابيات القصيدة:38


لا أَرى بِالعَقيقِ رَسماً يُجيبُ
لا أَرى بِـالعَـقـيـقِ رَسـمـاً يُجيبُ
أَســكَـنَـت آيَهُ الصَـبـا وَالجَـنـوبُ
واقِـــفٌ يَـــســأَلُ الدِيــارَ وَعَــذلٌ
فــي سُــؤالِ الدِيـارِ أَو تَـأنـيـبُ
وَلَعَـمـرُ الحَـبـيـبِ إِنَّ اِقـتِـرابـاً
مِــنــهُ لَو تَــســتَــطـيـعُهُ لَقَـريـبُ
طَـرَقَـت وَالطُـروقُ مِـن حَـيـثُ أَمسَت
فـي بِـلادٍ أَمـسَـيـتُ فـيـهـا عَجيبُ
نِـــيَّةـــٌ غَــربَــةٌ وَشَــوقٌ مُــقــيــمٌ
وادِعٌ فـــي حِـــجـــالِهِ مَـــحــجــوبُ
بِـتُّ لَيـلَ التَـمـامِ أَسـهَـرُ بِالوَص
لِ بِــطَــيــفِ الخَـيـالِ وَهُـوَ كَـذوبُ
وَأَرانــا عَــلى الوِصــالِ وَلِلهَــج
رِ عَـــلَيـــنـــا سُـــرادِقٌ مَــضــروبُ
وَأَخٍ رابَــنــي فَــأَضــرَبــتُ عَــنــهُ
أَيُّ إِخـــوانَـــكَ الَّذي لا يَــريــبُ
وَرَأَيـتُ الصَـديقَ يَختانُ في الوُدِّ
كَـمـا اِختانَ في الصَفاءِ الحَبيبُ
حَـفِـظَ اللَهُ جَـعـفَـراً حَـيـثُ تَـعرو
مِــن صَــديــقٍ مُــلِمَّةــٍ أَو تَــنــوبُ
مــا أُبــالي إِذا أَخَــذتُ بِــحَـبـلٍ
مِـنـهُ مـا أَجـمَـعَـت عَـلَيَّ الخُـطوبُ
أَريَــحِــيٌّ يَــشــيــدُ نـائِلَهُ البِـش
رُ إِذا مـا نَـعى النَوالُ القُطوبُ
فـي مَـحَـلٍّ مِـن فارِسٍ ما يُصابُ ال
كَــلُّ فــيــهِ وَلا يُــحِــسُّ الغَـريـبُ
دَوحَـةٌ مِـن فُـروعِهـا اِنشَعَبَ المَج
دُ وَفــي ظِـلِّهـا تَـلاقـى الشُـعـوبُ
نُــجُــبــاءٌ وَلَم يَـكُـن يَـلِدُ المَـر
ءُ نَـجـيـبـاً مـا لَم يَـلِدهُ نَـجـيبُ
قَـدَّمَـتـهُـم عَـلى ذَوي مُـنـتَـمـاهُـم
كَــرَمٌ يَــبــهَــرُ النُــجــومَ وَطـيـبُ
مَــجــدٌ لا يَــزالُ مِــنـهُـم صَـريـخٌ
كِــســرَوِيٌّ إِلى المَــعــالي يَـصـوبُ
حَــيــثُ أَلفَــيــتَهُــم فَـثَـمَّ جَـنـابٌ
مُـــمـــرِعٌ حَــولَهُ فِــنــاءٌ رَحــيــبُ
وَإِذا غِــبــتَ عَـنـهُـم أَبـرَحَ الوَج
دُ وَأَربـــى ضَـــرامُهُ المَــشــبــوبُ
بِــأَبــي أَنـتَ لا تَـسَـلنـي بِـحـالٍ
فـي دَخـيـلِ الأَحـشاءِ مِنها وَجيبُ
أَنـا بِـالشـامِ مَـوطِـنـي غَيرَ أَنّي
بَـعـدَ عَهـدِ العِـراقِ فـيـها غَريبُ
نَـــبَـــواتٌ مِــنَ الصَــديــقِ يُــرَوِّع
نَ جَـنـابـي كَـمـا يَـروعُ المَـشـيبُ
وَإِجـــتِهـــادٌ مِــنَ الوَدُوِّ وَدَهــري
طــالِبٌ فــي السِــلاحِ أَو مَـطـلوبُ
لا أَزورُ الشَــــآمَ إِلّا رَقـــيـــبٌ
لي عَــلى الخِــلِّ أَو عَــلَيَّ رَقـيـبُ
يُــصـدِىءُ الدِرعُ بُـردَتَـيَّ وَبُـسـتـا
نـي وَراحـي ذو المَيعَةِ اليَعبوبُ
حَيثُ لا يُصطَفى المَليحُ مِنَ القَو
مِ لِأُنــــسٍ وَلا يُـــرادُ الأَديـــبُ
قَد أَتَتنا الأَنباءُ عَنكَ وَعَن مَن
بِـجَ حـيـنَ المَـحَـلُّ فـيـهـا جَـديـبُ
جِــئتَهـا وَالسَـحـابُ فـيـهـا مُـغِـذٌّ
فَــأَرَيــتَ السَــحــابَ كَـيـفَ يَـصـوبُ
وَتَــغَـوَّلتَ جـانِـبَ اللَيـلِ فـي سِـرِّ
كَ وَاللَيـــلُ فـــاحِـــمٌ غِـــربــيــبُ
وَمِــنَ الحَــدِّ فــي لِقـائِكَ وَالحِـر
مـانِ بُـعـدي عَـنـهـا وَأَنـتَ قَـريبُ
وَعِـنـادٌ مِـن حـادِثِ الدَهرِ أَن يَح
ضُـــرَ أَرضـــي مُــخَــيِّمــاً وَأَغــيــبُ
مَـعَ شَـوقٍ إِلَيـكَ تَـقـدَحُ فـي القَل
بِ عَـــقّـــابـــيـــلُ بَــثِّهــِ وَنُــدوبُ
وَتَـــــــمَـــــــنٍّ لِأَن أَراكَ وَأَن يَه
لِكَ إِذ ذاكَ مِـن بِـلادي الرَغـيـبُ
فَــتُــرانــي يَــكـونُ لي فـيـكَ حَـظٌّ
مِــن دُنُــوٍّ أَحــيــا بِهِ وَنَــصــيــبُ
هُــوَ عَهــدٌ مِــنَ اللَيـالي حَـمـيـدٌ
إِن تَهَــــيّـــا وَنـــائِلٌ مَـــوهـــوبُ
يا اِبنَ عَبدِ الغَفارِ سِرتَ مَسيراً
أَشــرَفَــت رَغــبَــةً إِلَيـهِ القُـلوبُ
إِن دَنــا مُــبـعِـدٌ أَو اِنـقـادَ آبٍ
بِــتَــأَتّــيــكَ أَو أَجــابَ مُــجــيــبُ
أَو جَـرى فـي الَّذي تَـضَـمَّنـتَ نُـجحٌ
فَهُــوَ ظَـنّـي بِـكَ الَّذي لا يَـخـيـبُ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة البحتري. شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي و أوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.
تصنيفات قصيدة لا أَرى بِالعَقيقِ رَسماً يُجيبُ