قصيدة لا الدهر مستنفذ ولا عجبه للشاعر البُحتُرِيّ

البيت العربي

لا الدَهرُ مُستَنفَذٌ وَلا عَجَبُه


عدد ابيات القصيدة:29


لا الدَهرُ مُستَنفَذٌ وَلا عَجَبُه
لا الدَهـرُ مُـسـتَـنـفَـذٌ وَلا عَـجَـبُه
تَــســومُــنــا الخَــســفَ كُـلَّهُ نَـوَبُه
نـــالَ الرِضـــا مــادِحٌ وَمُــمــتَــدَحٌ
فَــقُــل لِهَـذا الأَمـيـرِ مـا غَـضَـبُه
مُـــكَـــثِّراً يَـــبـــتَـــغـــي تَهَــضُّمــاً
بِــذي اليَـمـيـنَـيـنِ كـاذِبـاً لَقَـبُه
وَذو اليَــمــيــنَـيـنِ غَـيـرُ نـاصِـرِهِ
مِــن نُـكَـتِ الشِـعـرِ أُثـقِـبَـت شُهُـبُه
إِذا أَخــذتَ العَــصــا تَـواكَـلَكَ ال
أَنــصـارُ إِلّا مـا قُـمـتَ تَـقـتَـضِـبُه
وَنَــحــنُ مَــن لا تُــطــالُ هَــضـبَـتُهُ
وَإِن أَنـــافَـــت بِـــفـــاخِــرٍ رُتَــبُه
لَو أَعــرَبَ النَــجــمُ عَـن مَـنـاقِـبِهِ
لَم يَــتَــجــاوَز أَحـسـابُـنـا حَـسَـبُه
لَولا غَرامي بِالعَفوِ قَد لَقِيَ الظ
الِمُ شَــــرّاً وَســــاءَ مُــــنـــقَـــلَبُه
إِذا أَرابَ الزَمـــانُ مُـــعــتَــمِــداً
إِنـــكـــاسُ حَــذّي سَــأَلتُ مــا أَرَبُه
وَكــــانَ حَــــقّـــاً عَـــلَيَّ أَفـــعَـــلُهُ
إِذا تَــأَبّــى الصَــديــقُ أَجــتَـنِـبُه
وَالنِــصــفُ مِــنّـي مَـتـى سَـمَـحـتُ بِهِ
مَـــعَ اِقـــتِــداري تَــطَــوُّلاً أَهَــبُه
وَخــيــرَتــي عَـقـلُ صـاحِـبـي فَـمَـتـى
سُــقــتُ القَـوافـي فَـخـيـرَتـي أَدَبُه
وَالعَــقــلُ مِــن صَــنــعَـةٍ وَتَـجـرُبَـةٍ
شَـــكـــلانِ مَــولودُهُ وَمُــكــتَــسَــبُه
كَــلَّفــتُــمــونــا حُـدودَ مَـنـطِـقِـكُـم
فـي الشِـعـرِ يُـلغى عَن صِدقِهِ كَذِبُه
وَلَم يَـكُـن ذو القُـروحِ يَـلهَجُ بِال
مَــنــطِــقِ مــا نَــوعُهُ وَمــا سَـبَـبُه
وَالشِــعــرُ لَمــحٌ تَــكــفـي إِشـارَتُهُ
وَلَيـــسَ بِـــالهَــذرِ طُــوِّلَت خُــطَــبُه
لَو أَنَّ ذاكَ الشَـــريـــفَ وازَنَ بَــي
نَ اللَفـظِ وَاِخـتـارَ لَم يَـقُل شَجَبُه
وَاللَفـظَ حُـليُ المَـعـنى لَيسَ يُري
كَ الصُــفــرُ حُـسـنـاً يُـريـكَهُ ذَهَـبُه
أَجــلى لُصــوصَ البِــلادِ يَــطـلُبُهُـم
وَبـــاتَ لِصَّ القَـــريــضِ يَــنــتَهِــبُه
قــاتَــلتَــنــا بِــالسِــلاحِ تَـمـلِكُهُ
مُــعــتَــزِيـاً بِـالعَـديـدِ تَـنـتَـخِـبُه
أُردُد عَـلَيـنـا الَّذي اِسـتَعَرتَ وَقُل
قَــــولُكَ يُـــعـــرَف لِغـــالِبٍ غَـــلَبُه
أَمّـا اِبـنُ بِـسـطامِكَ الَّذي ظَلتَ تُط
ريــهِ فَــغَــيــثٌ يُــغــيـثَـنـا حَـلَبُه
أَزهَــــرُ يَــــتــــلو لِســـانَهُ يَـــدَهُ
سَــومَ جُــمــادى يَــحــدو بِهِ رَجَــبُه
لا يَــرتَـضـي البِـشـرُ يَـومَ سُـؤدُدِهِ
أَو يَــــتَـــعَـــدّى إِشـــراقَهُ لَهَـــبُه
فَــإِن تَــعَــلَّيــتَ فَـالمُـوَفَّقـُ بِـاللَ
هِ مَـــــرادُ النَـــــدى وَمُــــطَّلــــِبُه
كــالِىءُ ثَــغــرِ الإِســلامِ يَـرفِـدُهُ
جِـــدُّ اِمـــرِىءٍ لا يَــشــوبُهُ لَعِــبُه
فَــحــائِنُ الزَنــجِ مُــجــمِــعٌ هَـرَبـاً
إِن كــانَ يُــنــجــو بِــحـائِنٍ هَـرَبُه
لا يَــأمَــنُ البَــرَّ مُـفـضِـيـاً كَـنَـفٌ
مِـنـهُ وَلا البَـحـرَ طـامِـيـاً حَـدَبُه
مــا اِخــتــارَ أَمــراً إِلّا تَـوَهَّمـَهُ
رَداهُ أَو ظَـــــنَّ أَنَّهـــــُ عَــــطَــــبُه
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة البحتري. شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي و أوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.
تصنيفات قصيدة لا الدَهرُ مُستَنفَذٌ وَلا عَجَبُه