البيت العربي

لا تئلُ العُصمُ في الهِضابِ وَلا
عدد ابيات القصيدة:19

لا تـئلُ العُـصمُ في الهِضابِ وَلا
شَـغـواءُ تَـغـذو فَـرخَـيـنِ فـي لُجُفِ
يُـكِـنُّهـا الجَـوُّ فـي النَهـارِ وَيُؤ
وِيــهــا سَــوادُ الدُجـى إِلى شَـرَفِ
تَــحــنــو بِـجُـؤشـوشِهـا عَـلى ضَـرَمٍ
كَــقَـعـدَةِ المُـنـحَـنـي مِـنَ الخَـزَفِ
وَلا شُــبــوبٌ بــاتَــت تُــؤَرِّقُهُ ال
نَــثــرَةُ مِــنــهــا بِــوابِــلٍ قَـصِـفِ
دانٍ عَـــلى أَرضِهِ وَأُســـنِـــدَ فـــي
بَهــوِ أَمــيــنِ الإِيــادِ ذي هَــدَفِ
دَيــــــدَنُهُ ذاكَ طـــــولَ لَيـــــلَتِهِ
حَـتّـى إِذا اِنـجـابَ حـاجِـبُ السَدَفِ
غَـدا كَـوَقـفِ الهَـلوكِ يَـنـهَفِتُ ال
قِــطـقِـطُ عَـن مَـنـبِـتَـيـهِ وَالكَـتِـفِ
كَـــأَنَّ شَـــذراً وَهَـــت مَـــعــاقِــدُهُ
بَــيــنَ صَــلاهُ فَــمَــلعَــبِ الشَـنَـفِ
وَأَخـــدَرِيٍّ صُـــلبِ النَــواهِــقِ صَــل
صــالٍ أَمــيــنِ الفُــصـوصِ وَالوُظُـفِ
مُــنــفَــرِدٌ فــي الفَــلاةِ تـوسِـعُهُ
رَيّــاً وَمــا يَــخــتَـليـهِ مِـن عَـلَفِ
مــا تَــرَكَ المَـوتُ بَـعـدَهُ شَـبَـحـاً
بــادٍ بِــتَــلِّ القِــلالِ وَالشَــعَــفِ
لَمّـــا رَأَيـــتُ المَـــنـــونَ آخِــذَةٌ
كُـــلَّ شَـــديـــدٍ وَكُـــلَّ ذي ضَـــعَـــفِ
بِـــتُّ أُعَـــزّي الفُــؤادَ عَــن خَــلَفٍ
وَبــاتَ دَمـعـي إِن لا يَـفِـض يَـكِـفِ
أَنـسـى الرَزايـا مَـيـتٌ فُـجِعتُ بِهِ
أَمــسـى رَهـيـنَ التُـرابِ فـي جَـدَفِ
كــانَ يُــسَــنّــي بِــرِفــقَــةٍ عَـلَقـاً
فــي غَــيــرِ عِــيٍّ مِـنـهُ وَلا عُـنُـفِ
يَــجـوبُ عَـنـكَ الَّتـي عَـشـيـتَ بِهـا
مِـن قَـبـلُ حَـتّـى يَـشـفـيكَ في لُطُفِ
لا يَهِمُ الحاءَ في القِراءَةِ بِال
حــــاءِ وَلا لامَهـــا مَـــعَ الأَلِفِ
وَلا يُـعَـمّـي مَـعـنـى الكَلامِ وَلا
يَــكــونُ إِنــشــادُهُ عَــنِ الصُــحُــفِ
وَكــانَ مِــمَّنــ مَــضـى لَنـا خَـلَفـاً
فَــلَيــسَ مِــنـهُ إِذ بـانَ مِـن خَـلَفِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أبو نُوّاس
شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها ، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها.
كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة.
هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.