قصيدة لا تلمني فليس يجدي الملام للشاعر ابن الساعاتي

البيت العربي

لا تلمني فليس يجدي الملامُ


عدد ابيات القصيدة:20


لا تلمني فليس يجدي الملامُ
لا تـلمـنـي فـليـس يـجدي الملامُ
إن لوم المــــتـــيَّمـــيـــن حـــرامُ
حــسـنَ الزهـر مـنـه واخـضـرَّت الآ
فــاق خــصــبــاً وابـيـضـت الأيّـام
فــلمـاذا أهـدت شـمـائلهـا البـا
ن وقـامـت تـدعـو عـليـها الحمام
وإذا أنــت لم تــزرهــا عــروســاً
عــاتــق السـنِّ مـهـرهـا الأفـهـام
تكتم الأرض تربها عن سُطى السح
ب وتــبــدي أســرارهــا الأكـمـام
وتـرى الدوح كـالعـقـود فإن هـب
ب نــســيــمٌ فــللعــقـود انـفـصـام
حـيـث وجه الربيع طلقٌ وثغر الـ
كــأس وضـحٌ قـد فـضَّ عـنـهُ الفـدام
قـم نـديـمـي فاجلُ المدام وللغي
ث بـــكـــاء وللريــاض ابــتــســام
يـا فـؤادي أيـن التـسلّي كما قل
تَ ويــا مــقــلتــيَّ أيــن المـنـام
ســقــمٌ فــيـه مـذهـبٌ سـقـم جـسـمـي
كـيـف يـشـفـي مـن السقام السقام
خــدَّه والقـوام والظَـلم لولا ال
ظـــــلم ورد وبـــــانــــة ومــــدام
خــوَّفــتــنــي فــي حــبّه نـارُ خـدَّي
ه وفـــيـــهــا بــرد لنــا وســلام
وجــهــهُ كــعـبـةٌ ومـن خـالهِ الرك
نُ فـــمـــاذا يــضــرّه الاســتــلام
فـارسـيُّ الأنساب ما عهدهُ في ال
حـــبّ عـــهــدٌ ولا الذمــام ذمــام
يـتـثـنَّى كـرمـحـه اللحـظُ فـي عش
شــاقــه النــصــلُ والقـوام قـوام
ســيّــئ عــن جــمــاله طــلبُ الصــب
ر جــمـيـلٌ فـيـه الأسـى والغـرام
وبـروحـي غـضـبـان مـازال فـي حـب
بــيــه يــعــصـىَ العـذال واللّوام
فبجسمي لا جسمك السُّقم في الحب
ب وقـلبـي لا قـلبـك المـسـتـهـامُ
وكــــــأن الغـــــدران صـــــفّ دروع
وقــطــار الســحـاب فـيـهـا سـهـام
دائم جــــوده كــــجــــود صــــلاحٍ
لك فــي الخــلق مــســتــهـلٍّ ركـامُ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

على بن محمد بن رستم بن هَردوز أبو الحسن بهاء الدين المعروف بابن الساعاتى: الشاعر الدمشقي، نعته الذهبي ب(عين الشعراء) وفد والده من خراسان إلى دمشق وعمل في خدمة نور الدين الشهيد، ونبغ في صناعة الساعات وعلوم الفلك وهو الذي عمل الساعة المعلقة عند باب الجامع بدمشق وولد له في دمشث ولدان أحدهما بهاء الدين أبو الحسن صاحب هذا الديوان والثاني فخر الدين رضوان الطبيب الوزير الذي استوزره الملك الفائز ابن الملك العادل الأيوبي والملك المعظم عيسى بن الملك العادل. وانتقل بهاء الدين من دمشق إلى القاهرة وخدم صلاح الدين وتوفي فيها وهو في الحادية والخمسين وكل قصائده المؤرخة بعد 585 نظمت في وادي النيل. كما يقول الأستاذ أنيس المقدسي محقق ديوانه قال: ويوجد من المدائح ما يرجع عهده الى سنة 583 هجرية وقد ذكر أنه أنشدها في دمشق ومنها قصيدة في تهنئة صلاح الدين الايوبي بفتحه القدس. والظاهر أنه لم يرحل عن وطنه دمشق الا كارها مدفوعا الى الرحيل بطلب المال وحسن الحال أو كما يقول:
قال ابن خلكان: شاعر مبرز في حلبة المتأخرين، له ديوان شعر يدخل في مجلدين، أجاد فيه كل الإجادة، وديوان أخر لطيف سماه " مقطعات النيل " نقلت منه قوله: (ثم أورد قطعتين ثم قال): وله كل معنى مليح. أخبرني ولده بالقاهرة المحروسة أن أباه توفي يوم الخميس الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة أربع وستمائة بالقاهرة، ودفن بسفح المقطم وعمره إحدى وخمسون سنة وستة أشهر وأثنا عشر يوماً. ورأيت بخط بعض المشايخ وقد وافق في تاريخ الوفاة ولكنه قال: عاش ثمانياً وأربعين سنة وسبعة أشهر واثني عشر يوما وأنه ولد بدمشق، رحمه الله تعالى. والله أعلم بالصواب. وهردوز: بفتح الهاء وسكون الراء وضم الدال وسكون الواو وبعدها زاي.
تصنيفات قصيدة لا تلمني فليس يجدي الملامُ