قصيدة لذاذة سمعي في قراع الكتائب للشاعر طلائع بن رزيك

البيت العربي

لذاذة سمعي في قراع الكتائب


عدد ابيات القصيدة:37


لذاذة سمعي في قراع الكتائب
لذاذة ســمــعــي فــي قــراع الكـتـائب
ألذُّ وأشــهــى مــن عــتــاب الحــبـايـب
وأحـسـن في عيني من البرق في الدجى
ومـيـض المـواضـي فـي غـبـار المـواكب
وبـيـض الضـبـى أحـلى بـقـلبـي عـلاقـة
لدى النـهـر من بيض الظباء الكواعب
أفــضِّلــ عـطـف الريـح فـي رهـج الوغـى
عـلى مـعـطـف السـمـر الضخام المناكب
ومــا أربــي جــود الســحـاب بـمـا بـه
إذا امــحـلت سـحـب الدمـاء السـواكـب
ويــعــجـبـنـي أنـي أبـيـت عـلى السـرى
تــقــلقــلنـي فـيـهـا ظـهـور السـلاهـب
ومــا شــغـفـي بـالمـال أبـغـي بـقـاءه
ولكـــن اريـــه حــتــفــه بــالمــواهــب
وإنــي لأنــفـي البـخـل عـنـي لبـغـضـه
إلي كــمــا أنــفــي إمــام النــواصــب
ألا إنــنــي أمــســكــت أغــصـان دوحـة
أتــت بــأفــانـيـن الثـمـار الأطـايـب
لقـد لاح لي بـرق اليـقـيـن ولم يـكن
ليــخــدعـنـي بـرق الأمـانـي الكـواذب
وما تتساوى الأرض في المجد والسما
وكــل عــلا تــرتــيــبـه فـي المـراتـب
بــآل رســول اللّه نــاجــيــت خــالقــي
بــصــدق فـيـنـجـى مـن يـنـوب النـوائب
وبـــوأنـــي مـــنـــه أمــانــاً مــوسَّعــاً
وقــد كــنـت أخـشـى أن تـسـد مـذاهـبـي
قــصـدت بـهـم بـيـن المـسـالك مـطـلبـاً
فــمــا خــبــت لكــنـي بـلغـت مـطـالبـي
بــهــم تــبــلغ الآمــال مــن كـل آمـل
بـهـم تـقـبـل التـوبـات مـن كـل تـائب
أئمــة حــق لو يــســيــرون فـي الدجـى
بـلا قـمـر لاسـتـصـبـحـوا بـالمـنـاسـب
أئمــة ديــنــي قــد كــســبــت ودادهــم
ومــا تــاركٍ مـن ديـنـهـم مـثـل كـاسـب
إذا رمــت أحــصــي فــضــل آل مــحــمــد
أردت مــعــي فــي حــصــرهـا كـل حـاسـب
فـمـا كـتـبـت بـل ليس تكتب في الورى
بــأحــســن مــن أوصــافــهـم يـد كـاتـب
لســانــي رطــب بــالثــنــاء عــليــهــم
وفـي ظـالمـيـهـم فـهـو عـضـب المـضارب
يــخــيِّلــ لي لمــا امــتــدحـتـهـم عـلا
بــأنــي بــهـم أخـتـال فـوق الكـواكـب
وحـــبـــي لهــم آل العــبــاء لأنــهــم
بــريـئون مـن كـل الخـنـا والمـعـايـب
رغــــبـــت إلى آل الرســـول وإنـــنـــي
إلى غـيـرهـم فـليـعـلمـوا غـيـر راغـب
فــســنــهــم إمـام الحـق حـيـدرة الذي
أبــان غــمــوض المــشـكـلات الغـرايـب
عـــليَّ أمـــيـــر المـــؤمــنــيــن ولاؤه
يـــراه ذوو الأحـــســاب ضــربــة لازب
عـليـه تـرى الاجـمـاع لا شـك واقـعـاً
ولم تـــره بـــعـــد النـــبــي لصــاحــب
وزوجَّهــ الرحــمــن بــالطــهـر فـاطـمـاً
وقــد رد عــنــهــا راغــمـاً كـل خـاطـب
عـليَّ هـو الشـمـس المـنـيرة في الضحى
هـو البـدر تـمـاً فـي سـمـاء المـناقب
عــليُّ الذي قــد كـان ان حـضـر الوغـى
قـليـل احـتـفـاء بـالقـنـا والقـواضـب
عــليُّ الذي قــد كــان يــضــرب قــرنــه
بـمـاضـي الشـيـابـين الطلى والترائب
إذا طــلعــت أسـيـافـه فـي مـشـارق ال
أكــف هــوت مــن هــامــهـم فـي مـغـارب
عــليَّ الذي قــد كــان أفــرس مـن عـلا
عــلى صــهــوات الصــافــنـات الشـوارب
أخــذتـم عـلى القـربـى خـلافـة أحـمـد
وصــيــرتــمــوهـا بـعـده فـي الأجـانـب
وأيـن عـلى التـحـقـيـق تـيـم بـن مـرة
لو أخــرتــم الانــصــاف مـن آل طـالب
ولســـت أبـــالي ان أفـــارق كـــاذبــاً
إذا كـنـت فـي حـوز امـرء غـيـر كـاذب
فــخــذ لبــنــي رزيـك المـظـفـر مـدحـة
إذا أنـــشـــدت ازرت بـــدَّر التـــرائب
يــعــارض مــن شــعــر المــقــلد قــوله
دراك المــعـالي فـي شـفـار القـواضـب
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

طلائع بن رزيك الملقب بالملك الصالح أَبي الغارات.
وزير عصامي يعد من الملوك، أَصله من الشيعة الإمامية في العراق، قدم مصر فقيراً، فترقى في الخدم حتّى ولي منية ابن خصيب من أَعمال الصعيد المصري ، وسنحت له الفرصة فدخل القاهرة بقوة فولي وزارة الخليفة الفائز الفاطمي سنة 549 هـ.
واستقل بأمور الدولة دفعت بالملك الصالح فارس المسلمين نصير الدين ومات الفائز (555 هـ ) وولي العاضد فتزوج بنت طلائع.
واستمر هذا في الوزارة فكرهت عمة العاضد استيلاؤه على أمور الدولة واموالها فأكمنت له جماعة من السودان في دهليز القصر فقتلوه وهو خارج من مجلس العاضد.
وكان شجاعاً حازماً مدبراً جواداً صادق العزيمة عارفاً بالأدب.
شاعراً له ديوان (شعر ـ ط) صغير، ووقف أَوقافاً حسنة ومن أثاره جامع على باب زويلة بظاهر القاهرة وكان لا يترك غزو الفرنج في البر والبحر ولعمارة اليمني وغيره مدائح فيه ومراث.
له كتاب سماه (الاعتماد في الرد عَلى أهل العناد).