البيت العربي

لَعَمري لَقَد أَسرَيتُ لا لَيلَ عاجِزٍ
عدد ابيات القصيدة:54

لَعَــمــري لَقَـد أَسـرَيـتُ لا لَيـلَ عـاجِـزٍ
بِــسـاهِـمَـةِ العَـيـنَـيـنِ طـاوِيَـةِ القُـربِ
جُــمــالِيَّةــٍ لا يُــدرِكُ العـيـسُ رَفـعَهـا
إِذا كُـنَّ بِـالرُكـبـانِ كَـالقِـيَـمِ النُـكبِ
مُــعــارِضَــةٍ خــوصــاً حَــراجــيــجَ شَــمَّرَت
بِــنُــجــعَــةِ مَــلكٍ لا ضَــئيـلٍ وَلا جَـأبِ
كَــأَنَّ رِحــالَ المَــيــسِ حــيـنَ تَـزَعـزَعَـت
عَــلى قَــطَــواتٍ مِــن قَــطـا عـالِجٍ حُـقـبِ
أَجَــــدَّت لِوِردٍ مِــــن أُبــــاغَ وَشَـــفَّهـــا
هَـــواجِـــرُ أَيّـــامٍ وَقَـــدنَ لَهـــا شُهـــبِ
إِذا حَـــمَـــلَت مــاءَ الصَــرائِمِ قَــلَّصَــت
رَوايــا لِأَطــفــالٍ بِــمَــعــمِــيَّةــٍ زُغــبُ
تَـــوائِمَ أَشـــبـــاهٍ بِـــأَرضٍ مَـــريـــضَــةٍ
يَــلُذنَ بِــخِــذرافِ المِــتــانِ وَبِـالعِـربِ
إِذا صَــخِــبَ الحــادي عَــلَيــهِــنَّ بَــرَّزَت
بَـعـيـدَةُ مـا بَـيـنَ المَـشـافِـرِ وَالعَـجبِ
فَــكَــم جــاوَزَت بَـحـراً وَلَيـلاً يَـخُـضـنَهُ
إِلَيــكَ أَمــيــرَ المُـؤمِـنـيـنَ وَمِـن سَهـبِ
عَـــوادِلَ عـــوجــاً عَــن أُنــاسٍ كَــأَنَّمــا
تَــرى بِهِــمِ جَــمــعَ الصَـقـالِبَـةِ الصُهـبِ
يُـعـارِضـنَ بَـطـنَ الصَـحـصَـحـانِ وَقَـد بَدَت
بُــيــوتٌ بِــوادٍ مِــن نُــمَـيـرٍ وَمِـن كَـلبِ
وَيــا مَـنَّ عَـن نَـجـدِ العُـقـابِ وَيـاسَـرَت
بِنا العيسُ عَن عَذراءَ دارِ بَني الشَجبِ
يَــحِــدنَ بِــنــا عَــن كُــلِّ شَـيـءٍ كَـأَنَّنـا
أَخــاريـسُ عَـيّـوا بِـالسَـلامِ وَبِـالنَـسـبِ
إِذا طَــلَعَ العَــيّــوقُ وَالنَــجـمُ أَولَجَـت
سَــوالِفَهـا بَـيـنَ السِـمـاكَـيـنِ وَالقَـلبِ
إِلَيــكَ أَمــيــرَ المُــؤمِــنـيـنَ رَحَـلتُهـا
عَلى الطائِرِ المَيمونِ وَالمَنزِلِ الرَحبِ
إِلى مُــؤمِــنٍ تَــجــلو صَــفــيــحَـةُ وَجـهِهِ
بَــلابِــلَ تَـغـشـى مِـن هُـمـومٍ وَمِـن كَـربِ
مُــنــاخِ ذَوي الحــاجـاتِ يَـسـتَـمـطِـرونَهُ
عَــطــاءَ كَــريــمٍ مِـن أُسـارى وَمِـن نَهـبِ
تَــرى الحَــلَقَ المــاذِيَّ تَـجـري فُـضـولُهُ
عَــلى مُــســتَــخِــفٍّ بِــالنَـوائِبِ وَالحَـربِ
أَخـوهـا إِذا شـالَت عَـضـوضـاً سَـمـا لَها
عَــلى كُــلِّ حــالٍ مِــن ذَلولٍ وَمِــن صَـعـبِ
إِمــامٌ سَـمـا بِـالخَـيـلِ حَـتّـى تَـقَـلقَـلَت
قَــلائِدُ فــي أَعــنــاقِ مُــعــمَــلَةٍ حُــدبِ
شَــواخِــصُ بِــالأَبــصــارِ مِـن كُـلِّ مُـقـرَبٍ
أُعِــدَّ لِهَــيــجــا أَو مُــواقَــفَـةِ الرَكـبِ
سِــواهِــمَ قَــد عــاوَدنَ كُــلَّ عَــظــيــمَــةٍ
مُـــجَـــلَّلَةَ الشَـــطِّيـــِّ طَــيِّبــَةَ الكَــســبِ
يُـعـانِـدنَ عَـن صُـلبِ الطَـريقِ مِنَ الوَجى
وَهُــنَّ عَــلى العِـلّاتِ يَـرديـنَ كَـالنُـكـبِ
إِذا كَـــلَّفـــوهُــنَّ التَــنــائِيَ لَم يَــزَل
غُــرابٌ عَــلى عَــوجـاءَ مِـنـهُـنَّ أَو سَـقـبِ
وَفـــي كُـــلِّ عــامٍ مِــنــكَ لِلرومِ غَــزوَةٌ
بَــعــيــدَةُ آثــارِ السَــنــابِـكِ وَالسَـربِ
يُــطَــرِّحــنَ بِــالدَربِ السِــخــالِ كَـأَنَّمـا
يُــشَــقِّقــنَ بِــالأَسـلاءِ أَردِيَـةَ العَـصـبِ
بَــنــاتُ غُــرابٍ لَم تُــكَــمَّلــ شُهــورُهــا
تَـقَـلقَـلنَ مِـن طـولِ المَـفـاوِزِ وَالجَـذبِ
وَإِنَّ لَهـــا يَـــومَـــيـــنِ يَــومَ إِقــامَــةٍ
وَيَـومـاً تَـشَـكّـى القَـضَّ مِـن حَـذَرِ الدَربِ
غَــمــوسُ الدُجــى تَــنــشَــقُّ عَـن مُـتَـضَـرِّمٍ
طَــلوبِ الأَعــادي لا سَــؤومٍ وَلا وَجــبِ
عَـلى اِبـنِ أَبـي العـاصـي قُـرَيشٌ تَعَطَّفَت
لَهُ صُــلبُهــا لَيــسَ الوَشــائِظُ كَـالصُـلبِ
وَقَــد جَــعَــلَ اللَهُ الخِــلافَــةَ فــيـكُـمُ
لِأَبــيَــضَ لا عــاري الخِـوانِ وَلا جَـدبِ
عَـتَـبـتُـم عَـلَيـنـا قَـيـسَ عَـيـلانَ كُـلُّكُم
وَأَيُّ عَـــدُوٍّ لَم نُـــبِـــتـــهُ عَــلى عَــتــبِ
لَقَــد عَــلِمَــت تِــلكَ القَــبــائِلُ أَنَّنــا
مَــصــاليــتُ جَــذّامــونَ آخِــيَّةــَ الشَـغـبِ
فَــإِن تَـكُ حَـربُ اِبـنَـي نِـزارٍ تَـواضَـعَـت
فَــقَــد عَـذَرَتـنـا مِـن كِـلابٍ وَمِـن كَـعـبِ
وَفـي الحُـقـبِ مِـن أَفـنـاءِ قَـيـسٍ كَأَنَّهُم
بِــمُـنـعَـرَجِ الثَـرثـارِ خُـشـبٌ عَـلى خُـشـبِ
وَهُــنَ أَذَقــنَ المَــوتَ جَــزءَ بــنَ ظــالِمٍ
بِــمـاضِـيَـةٍ بَـيـنَ الشَـراسـيـفِ وَالقُـصـبِ
وَظَـلَّت بَـنـو الصَـمـعـاءِ تَـأوي فُـلولُهُم
إِلى كُــلِّ دَسـمـاءِ الذِراعَـيـنِ وَالعَـقـبِ
وَقَــد كــانَ يَـومـا راهِـطٍ مِـن ضَـلالِكُـم
فَــنــاءً لِأَقــوامٍ وَخَـطـبـاً مِـنَ الخَـطـبِ
تُـسـامـونَ أَهـلَ الحَـقِّ بِـاِبـنَـي مُـحـارِبٍ
وَرَكـبِ بَـنـي العَـجـلانِ حَـسـبُـكَ مِن رَكبِ
قُــرومَ أَبــي العــاصــي غَـداةَ تَـخَـمَّطـَت
دِمَــشــقُ بِــأَشــبــاهِ المُهَــنَّأـَةِ الجُـربِ
يَــقــودونَ مَــوجــاً مِـن أُمَـيَّةـَ لَم يَـرِث
دِيــارَ سُــلَيـمٍ بِـالحِـجـازِ وَلا الهَـضـبِ
مُـــلوكٌ وَأَحـــكـــامٌ وَأَصـــحــابُ نَــجــدَةٍ
إِذا شـوغِـبـوا كـانوا عَلَيها أُلي شَغبِ
أَهَـلّوا مِـنَ الشَهـرِ الحَـرامِ فَـأَصـبَحوا
مَـــوالِيَ مُـــلكٍ لا طَــريــفٍ وَلا غَــصــبِ
تَـذودُ القَـنـا وَالخَـيـلُ تُـثـنـى عَلَيهِمِ
وَهُـنَّ بِـأَيـدي المُـسـتَـمـيـتـيـنَ كَالشُهبِ
وَلَم تَــرَ عَــيــنــي مِــثــلَ مُـلكٍ رَأَيـتُهُ
أَتـاكَ بِـلا طَـعـنِ الرِمـاحِ وَلا الضَـربِ
وَبِــالســودِ أَســتــاهــاً فَــوارِسِ مُـسـلِمٍ
غَـداةَ يَـرُدُّ المَـوتَ ذو النَـفسِ بِالكَربِ
وَلَكِـــــن رَآكَ اللَهُ مَـــــوضِـــــعَ حَـــــقِّهِ
عَــــلى رَغـــمِ أَعـــداءٍ وَصَـــدّادَةٍ كُـــذبِ
لَحــى اللَهُ صِــرمـاً مِـن كُـلَيـبٍ كَـأَنَّهـُم
جِــــداءُ حِــــجــــازٍ لاجِــــئاتٌ إِلى زَربِ
أُكــارِعُ لَيــسَــوا بِــالعَــريـضِ مَـحَـلُّهُـم
وَلا بِـالحُـمـاةِ الذائِديـنَ عَـنِ السَـربِ
بَـــنـــي الكَــلبِ لَولا أَنَّ أَولادَ دارِمٍ
تُــذَبِّبـُ عَـنـكُـم فـي الهَـزاهِـزِ وَالحَـربِ
إِذاً لَاِتَّقــَيــتُــم مــالِكــاً بِــضَــريـبَـةٍ
كَـذَلِكَ يُـعـطـيـهـا الذَليـلُ عَـلى العَصبِ
وَإِنَّ الَّتــــي أَدَّت جَـــريـــراً بِـــزَفـــرَةٍ
لَخــائِنَــةُ العَــيـنَـيـنِ صـائِبَـةُ القَـلبِ
وَمـا يَـفـرَحُ الأَضـيافُ أَن يَنزِلوا بِها
إِذا كـانَ أَعـلى الطَلحِ كَالرَمَكِ الشُهبِ
يَــقــولونَ ذَبِّبــ يــا جَــريــرُ وَراءَنــا
وَلَيـسَ جَـريـرٌ بِـالمُـحـامـي وَلا الصُـلبِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: الأَخطَل
شاعر مصقول الألفاظ، حسن الديباجة، في شعره إبداع. اشتهر في عهد بني أمية بالشام، وأكثر من مدح ملوكهم. وهو أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم: جرير والفرزدق والأخطل.
نشأ على المسيحية في أطراف الحيرة بالعراق واتصل بالأمويين فكان شاعرهم، وتهاجى مع جرير والفرزدق، فتناقل الرواة شعره. وكان معجباً بأدبه، تياهاً، كثير العناية بشعره. وكانت إقامته حيناً في دمشق وحيناً في الجزيرة.