قصيدة لع م ري لق د ذهب الأطي ب ان للشاعر عامر بن الظرب العدواني

البيت العربي

لَعَـمــري لَقَـد ذَهَبَ الأَطيـبـانِ


عدد ابيات القصيدة:12


لَعَـمــري لَقَـد ذَهَبَ الأَطيـبـانِ
لَعَـــمــــري لَقَـــد ذَهَـبَ الأَطـيــبــانِ
شَــبـــابـــي وَلَهــوي فَـعَـدّوا المَـلامـا
أَلَم تَـــرَ أَنّـــي إِذا مـــا مَـــشَــيــتُ
أُخَـــطــــرِفُ خَـطــوي وَأَمـشــي أَمـامــا
وَأَكــــرَهُ شَــــيـءٍ إِلى مُهـــجَـــتـــي
إِذا مــا جَــلَســـتُ أُريــدُ القِــيـــامــا
وَأَشــــهَــــرُ لَيـــلي عَـــلى أَنَّنــي
أُراعــي الدُجــى مــا أَذوقُ المَــنــامــا
وَأَرمـــي بِــطَـــرفـــي إِذا مــا نَـظَــرتُ
كَــأَنَّ عَــلى الطَــرفِ مِــنّـــي غَــمــامــا
عَـــدُوُّ النِـــســــاءِ قَـــليــلُ العَـزاءِ
كَـثــيــرُ الأَسـى مـا أَلَذُّ الطَـعــامــا
أَرى شَــعـــراتٍ عَــلى حــاجِــبَــيـ
ـي بــيــضــاً رقـاقـاً طِوالاً قِيـامـا
أَظَــــلُّ أُراعـــي بِهِـــنَّ النُـــجـــوم
أَراهــا هِــلالاً عَــلا فَــاِســـتَـــقـامـا
وَأَحــسَـــبُ أَنــفـــي إِذا مــا مَـشَـيـ
ـتُ شَــخــصــاً أَمـامــي رَآنـي فَـقــامـا
أُرَجّـــي الحَـــيـــاةَ وَطــولَ البَــقـــاءِ
وعَــفـــوَ السَــلامَــةِ عـامــاً فَـعــامـا
وَهَـــيـــهـــاتَ هَـيــهــاتَ هَـذا الرَدى
يُـريــدُ صُـروفــاً لِيَـقــضــي حِـمــامــا
وَلا بُــــدَّ لي مِــــن بُــــلوغِ المَــــدى
وَأَلحـــقَ عـــاداً وَنـــوحــــاً وَسـامــا
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

عامر بن الظرب بن عمرو بن عياذ بن يشكر بن الحارث، وهو عدوان بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
لقب جده (الحارث) بـ(عدوان) لأنه عدا على أخيه فهم فقتله، وأمهما جديلة بنت مر بن أد، وبنو عدوان يقولون: هي جديلة بنت مدركة بن الياس بن مضر.
وكان عامر متزوجا بامرأتين؛ إحداهما ماوية بنت عوف بن فهر، وقد تفرد أبو حاتم السجستاني بذكرها، والثانية شقيقة بنت معن بن مالك من باهلة؛ وهي من أمهات النبي صلى الله عليه وسلم.
ولم تذكر المصادر أبناء ذكورا لعامر، وإنما وقفت على أسماء خمسة من بناته؛ هن: عاتكة وزينب وعمرة وفعمة وخصيلة.
فابنته عاتكة أمها شقيقة بنت معن؛ وهي مثلها من أمهات النبي صلى الله عليه وسلم. وزينب هي زوج قسي بن منبه (وهو ثقيف)، وقد أنجبت له جشم وعوفا، ولما ماتت تزوج أختها عمرة فولدت له سلامة ودارسا، وكانت عمرة من قبل تحت صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، فأنجبت له عامر بن صعصعة، وهي أم عامر بن عوف أيضا من بطون كلب؛ قيل: إنها ولدت عامر بن صعصعة على رمل، وولدت عامر بن عوف على أصل جبل، فأخبرها الكاهن بأنه سيعظم أمرها وعددهما، وليس في العرب أكثر منهما عددا، فقد كان عدد بني عامر بن عوف بن بكر الكلبي في الديوان حين مات هشام بن عبد الملك أربعين ألفا.
أما فعمة فهي التي زوجها عامر بابن أخيه عامر بن الحارث بن الظرب، وهي التي قال لأمها ماوية عند زواجها: "مري ابنتك فلا تنزلن فلاة إلا معها ماء، وأن تكثر استعمال الماء فلا طيب أطيب منه، إن الماء جعل للأعلى جلاء، وللأسفل نقاء..".
في وصية أطول من هذا؛ فلما دخلت عليه نفرت منه ولم ترده، فشكا ابن أخيه ذلك، فكان من جواب عامر له: "إن كانت نفرت منك من غير إنفار فذلك الداء الذي ليس له دواء، وإلا يكن وفاق ففراق، وأجمل القبيح الطلاق... وقد خلعتها منك بما أعطيتها، وهي فعلت ذلك بنفسها".
وتزعم العرب أن هذا أول خلع كان في العرب، وثبت بعد ذلك في الإسلام.
وأما خصيلة فقد تفرد الفيروزأبادي بالقول إنها ابنة عامر بن الظرب، وذهبت المصادر الأخرى إلى أنها جارية له، وليست ابنته.
وذكر أبو حاتم السجستاني عامر بن الظرب في المعمرين وقال: إنه عاش مئتي سنة، وقالوا ثلاثمئة سنة.
وكان عامر أحد حكام العرب، وقضاتهم في الجاهلية، وقد اجتمع له أمر الموسم وقضاء عكاظ، وكانت العرب لا تعدل بفهمه فهما، ولا بحكمه حكما، وقد حكم في أمور عدة في الجاهلية فوافق حكم الإسلام وجرى به؛ من ذلك حكمه في الخنثى، وحكمه في الدية مئة من الإبل، وحكمه في الخلع، وفيه يقول ذو الإصبع العدواني: 
فلما أسن واعتراه النسيان أمر ابنته أو جاريته أن تقرع له بالعصا إذا هو سها بالحكم، ويقال إن لقبه (ذو الحلم)، وإنه المعني بقول المتلمس:
ولم يكن عامر حكما وقاضيا فحسب، بل كان حكيما؛ حرم الخمر على نفسه في الجاهلية لما رأى ما تفعله في العقل، وكان خطيبا بليغا، وحفظت المصادر بعضا من خطبه ووصاياه، فمن ذلك قوله: "الرأي نائم والهوى يقظان، ولذلك يغلب الرأي الهوى"، وقوله: "رب زارع لنفسه حاصد سواه" وقوله: "إن عليك كما أن لك، وللكثرة الرعب، وللصبر الغلبة، ومن طلب شيئا وجده، وإن لم يجده يوشك أن يقع قريبا منه".
وكان فارسا وقائدا جرارا، ولم يكن الرجل يسمى جرارا حتى يرأس ألفا، فقد قاد ربيعة ومضر وقضاعة كلها يوم البيداء لليمن، حين تمذحجت مذحج وسارت إلى تهامة، وهي أول وقعة كانت بين تهامة واليمن، فكان واحدا من ثلاثة لم تجتمع معد كلها إلا عليهم؛ وهم: عامر بن الظرب يوم البيداء، وربيعة بن الحارث بن جشم يوم السلان – وهو يوم بين أهل تهامة واليمن – وكليب بن ربيعة التغلبي قاد معدا يوم خزاز، ففض جموع اليمن وهزمهم.
شعره:
وقفت له على (43) ثلاثة وأربعين بيتا، تنوعت موضوعاتها بين الفخر والهجاء والمدح والحكمة ووصف الخمر ووصف الهرم والشكوى من الكبر.
(عن كتاب : الشعراء المعمرون: للدكتورة شمس الإسلام أحمد حالو)