قصيدة لقد حازني وجد بمن حازه بعد للشاعر المُتَنَبّي

البيت العربي

لَقَد حازَني وَجدٌ بِمَن حازَهُ بُعدُ


عدد ابيات القصيدة:37


لَقَد حازَني وَجدٌ بِمَن حازَهُ بُعدُ
لَقَــد حــازَنــي وَجــدٌ بِــمَـن حـازَهُ بُـعـدُ
فَــيــا لَيــتَــنـي بُـعـدٌ وَيـا لَيـتَهُ وَجـدُ
أُسَــرُّ بِــتَـجـديـدِ الهَـوى ذِكـرَ مـا مَـضـى
وَإِن كـانَ لا يَـبـقـى لَهُ الحَـجَـرُ الصَلدُ
سُهـادٌ أَتـانـا مِـنـكَ فـي العَـيـنِ عِندَنا
رُقـــادٌ وَقُـــلّامٌ رَعـــى سَـــربُـــكُـــم وَردُ
مُـــمَـــثَّلــَةٌ حَــتّــى كَــأَن لَم تُــفــارِقــي
وَحَــتّــى كَــأَنَّ اليَـأسَ مِـن وَصـلِكِ الوَعـدُ
وَحَــتّــى تَــكــادي تَــمــسَـحـيـنَ مَـدامِـعـي
وَيَــعــبَــقُ فــي ثَـوبَـيَّ مِـن ريـحِـكِ النَـدُّ
إِذا غَــدَرَت حَــســنــاءُ وَفَّتــ بِــعَهــدِهــا
فَــمِــن عَهــدِهـا أَن لا يَـدومَ لَهـا عَهـدُ
وَإِن عَـــشِـــقَــت كــانَــت أَشَــدَّ صَــبــابَــةً
وَإِن فَـرِكَـت فَـاِذهَـب فَـمـا فِـركُهـا قَـصـدُ
وَإِن حَــقَــدَت لَم يَـبـقَ فـي قَـلبِهـا رِضـىً
وَإِن رَضِــيَـت لَم يَـبـقَ فـي قَـلبِهـا حِـقـدُ
كَــــذَلِكَ أَخــــلاقُ النِــــســــاءِ وَرُبَّمــــا
يَـضِـلُّ بِهـا الهـادي وَيَـخـفى بِها الرُشدُ
وَلَكِــنَّ حُـبّـاً خـامَـرَ القَـلبَ فـي الصِـبـا
يَـــزيـــدُ عَــلى مَــرِّ الزَمــانِ وَيَــشــتَــدُّ
سَــقــى اِبــنُ عَــلِيّــاً كُـلَّ مُـزنٍ سَـقَـتـكُـمُ
مُــكــافَــأَةً يَـغـدو إِلَيـهـا كَـمـا تَـغـدو
لِتَــروى كَــمــا تُـروي بِـلاداً سَـكَـنـتَهـا
وَيَـنـبُـتُ فـيـهـا فَـوقَـكَ الفَـخـرُ وَالمَجدُ
بِــمَــن تَــشــخَــصُ الأَبـصـارُ يَـومَ رُكـوبِهِ
وَيَــخــرَقُ مِــن زَحـمٍ عَـلى الرَجُـلِ البُـردُ
وَتُــلقــي وَمـا تَـدري البَـنـانُ سِـلاحَهـا
لِكَـــثـــرَةِ إيــمــاءٍ إِلَيــهِ إِذا يَــبــدو
ضَـروبٌ لِهـامِ الضارِبي الهامِ في الوَغى
خَــفــيـفٌ إِذا مـا أَثـقَـلَ الفَـرَسَ اللِبـدُ
بَــصــيــرٌ بِـأَخـذِ الحَـمـدِ مِـن كُـلِّ مَـوضِـعٍ
وَلَو خَــبَّأــَتــهُ بَـيـنَ أَنـيـابِهـا الأُسـدُ
بِـتَـأمـيـلِهِ يَـغـنـى الفَـتـى قَـبـلَ نَـيلِهِ
وَبِــالذُعــرِ مِــن قَــبــلِ المُهَـنَّدِ يَـنـقَـدُّ
وَسَــيــفــي لَأَنـتَ السَـيـفُ لا مـا تَـسُـلُّهُ
لِضَــربٍ وَمِـمّـا السَـيـفُ مِـنـهُ لَكَ الغِـمـدُ
وَرُمــحــي لَأَنــتَ الرُمــحُ لا مــا تَـبُـلُّهُ
نَـجـيـعـاً وَلَولا القَدحُ لَم يُثقِبِ الزَندُ
مِـنَ القـاسِـمـيـنَ الشُـكـرَ بَـيني وَبَينَهُم
لِأَنَّهــُمُ يُــســدى إِلَيــهِــم بِــأَن يُـسـدوا
فَـشُـكـري لَهُـم شُـكـرانِ شُـكـرٌ عَلى النَدى
وَشُـكـرٌ عَـلى الشُـكـرِ الَّذي وَهَـبـوا بَـعدُ
صِــيــامٌ بِــأَبــوابِ القِــبــابِ جِــيـادُهُـم
وَأَشــخــاصُهــا فـي قَـلبِ خـائِفِهِـم تَـعـدو
وَأَنــــفُـــسُهُـــم مَـــبـــذولَةٌ لِوُفـــودِهِـــم
وَأَمــوالُهُـم فـي دارِ مَـن لَم يَـفِـد وَفـدُ
كَـــأَنَّ عَـــطِــيّــاتِ الحُــسَــيــنِ عَــســاكِــرٌ
فَــفــيــهـا العِـبِـدّى وَالمُـطَهَّمـَةُ الجُـردُ
أَرى القَـمَـرَ اِبنَ الشَمسِ قَد لَبِسَ العُلا
رُوَيــدَكَ حَــتّــى يَــلبَــسَ الشَــعَــرَ الخَــدُّ
وَغــالَ فُــضــولَ الدَرعِ مِــن جَــنَــبـاتِهـا
عَــــلى بَــــدَنٍ قَـــدُّ القَـــنـــاةِ لَهُ قَـــدُّ
وَبـــاشَـــرَ أَبــكــارَ المَــكــارِمِ أَمــرَداً
وَكـــــانَ كَـــــذا آبــــاؤُهُ وَهُــــمُ مُــــردُ
مَـــدَحـــتُ أَبــاهُ قَــبــلَهُ فَــشَــفــى يَــدي
مِـنَ العُـدمِ مَن تُشفى بِهِ الأَعيُنُ الرُمدُ
حَــبــانــي بِــأَثــمـانِ السَـوابِـقِ دونَهـا
مَــخــافَــةَ سَــيــري إِنَّهــا لِلنَــوى جُـنـدُ
وَشَهــــوَةَ عَــــودٍ إِنَّ جــــودَ يَــــمـــيـــنِهِ
ثَـــنـــاءٌ ثَــنــاءٌ وَالجَــوادُ بِهــا فَــردُ
فَــلا زِلتُ أَلقـى الحـاسِـديـنَ بِـمِـثـلِهـا
وَفــي يَــدِهِــم غَــيــظٌ وَفــي يَـدِيَ الرِفـدُ
وَعِـــنـــدي قَــبــاطِــيُّ الهُــمــامِ وَمــالُهُ
وَعِــنــدَهُــمُ مِــمّــا ظَــفِــرتُ بِهِ الجَــحــدُ
يَــرومــونَ شَــأوي فــي الكَــلامِ وَإِنَّمــا
يُحاكي الفَتى فيما خَلا المَنطِقَ القِردُ
فَهُـم فـي جُـمـوعٍ لا يَـراهـا اِبـنُ دَأيَـةٍ
وَهُــم فـي ضَـجـيـجٍ لا يُـحُـسُّ بِهـا الخُـلدُ
وَمِــنّــي اِســتَــفـادَ النـاسُ كُـلَّ غَـريـبَـةٍ
فَـجـازوا بِـتَـركِ الذَمِّ إِن لَم يَـكُـن حَمدُ
وَجَـــدتُ عَـــلِيّـــاً وَاِبـــنَهُ خَــيــرَ قَــومِهِ
وَهُـم خَـيـرُ قَـومٍ وَاِسـتَـوى الحُرُّ وَالعَبدُ
وَأَصــبَــحَ شِــعــري مِــنـهُـمـا فـي مَـكـانِهِ
وَفـي عُـنُـقِ الحَـسـنـاءِ يُـسـتَـحـسَنُ العِقدُ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.
الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.
ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.
قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.
وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.
قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.
عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.
وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.
تصنيفات قصيدة لَقَد حازَني وَجدٌ بِمَن حازَهُ بُعدُ