البيت العربي
لَقَد هَجَرَت سُعدى وَطالَ صُدودُها
عدد ابيات القصيدة:24
لَقَــد هَــجَــرَت سُــعـدى وَطـالَ صُـدودُهـا
وَعــاوَدَ عَــيــنــي دَمــعُهــا وَسُهـودُهـا
وَقَــد أُصــفـيَـت سُـعـدى طَـريـفَ مـوَدَّتـي
وَدامَ عَـلى العَهـدِ الكَـريـمِ تَـليـدُها
نَــظَــرتُ إِليــهــا نَــظـرَةً وَهـيَ عـاتـقٍ
عــلى حـيـن أن شـبّـت وبـان نـهـودهـا
وقـــد درّعـــوهـــا وهـــيَ ذات مــؤصــد
مَــجــوبٍ وَلَمــا يَـلبَـسِ الدِرعَ ريـدُهـا
نَــظَــرتُ إِليــهــا نَـظـرةً مـا يَـسُـرُّنـي
بِهـا حُـمـرُ أَنـعـامِ البِـلادِ وَسـودُهـا
وَكُــنـتُ إِذا مـا زُرتُ سُـعـدى بِـأَرضِهـا
أَرى الأَرضَ تُـطـوى لي وَيَدنو بَعيدُها
مِــنَ الخَــفـراتِ البـيـضِ وَدَّ جَـليـسُهـا
إِذا مـا اِنـقَـضَـت أُحدوثَةٌ لَو تُعيدُها
مُــنَــعَّمــَةٌ لم تَــلقَ بُــؤسَ مَــعــيــشَــةٍ
هي الخُلدُ في الدُنيا لِمَن يَستفيدُها
هــيَ الخُــلدُ مـا دامَـت لِأهـلِكَ جـارَةً
وَهـل دامَ فـي الدُنـيـا لِنَفسٍ خُلودها
فَــتِــلكَ الَّتــي أَصــفــيــتُهـابِـمَـوَدَّتـي
وَليــدًا وَلمّــا يَـسـتَـبِـن لي نُهـودُهـا
وَقَــد قَــتَــلَت نَـفـسًـا بِـغـيـرِ جَـريـرَةٍ
وَليــسَ لهـا عَـقـلٌ وَلا مَـن يُـقـيـدُهـا
تُــحَــلِّلُ أَحــقــادي إِذا مـا لَقِـيـتُهـا
وَتَــبــقــى بِــلا ذَنــبٍ عَـليَّ حُـقـودُهـا
وَيَــعــذُبُ لي مِــن غَـيـرِهـا فَـأَعـافُهـا
مَــشــارِبُ فـيـهـا مَـقـنَـعٌ لو أُريـدُهـا
وَأَمـــنَـــحُهــا أَقــصــى هَــوَايَ وَإِنَّنــي
عَــلى ثِــقَــةٍ مِــن أَنَّ حَــظّــي صُـدودُهـا
أَلا لَيـتَ شِـعـري بَـعـدَنـا هَـل تَـغَيَّرَت
عَـنِ العَهـدِ أَم أَمـسَـت كَعَهدي عُهودُها
إِذا ذَكَـرَتـهـا النَـفـسُ جُـنَّتـ بِـذِكرِها
وَريــعَــت وَحَــنَّتــ وَاِسـتَـخَـفَّ جَـليـدُهـا
فَـلو كـانَ مـا بـي بِـالجِـبـالِ لَهَـدَّها
وَإِن كـانَ فـي الدُّنيا شَديداً هُدودُها
وَلَســتُ وَإِن أُوعِــدتُ فــيــهـا بِـمُـنـتَهٍ
وَإِن أُقِـــدَت نـــارٌ فَـــشُـــبَّ وَقــودُهــا
أَبـــيـــتُ نَــجِــيًّاــ لِلهُــمــومِ مُــسَهَّداً
إِذا أُوقِــدَت نَــحــوي بِـليـلٍ وُقـودُهـا
فَـأَصـبَـحـتُ ذا نـفـسـيـنِ نَـفـسٍ مَـريـضَةٍ
مِـن اليـأسِ مـا يَـنـفَـكُّ هَـمٌّ يَـعـودُهـا
وَنَــفــسٍ تُـرجّـى وَصـلَهـا بَـعـدَ صَـرمِهـا
تَــجَـمَّلـُ كـي يَـزدادَ غَـيـظًـا حَـسـودُهـا
وَنَـفـسـي إِذا مـا كُـنـتُ وَحـدي تَـقَطَّعِت
كَـمـا اِنـسَـلَّ مِن ذاتِ النِظامِ فَريدُها
فَـلَم تُـبدِ لي يأساً فَفي اليَأسِ راحَةٌ
وَلَم تُـبـدِ لي جـوداً فَـيـنـفَـعَ جـودُها
كَــذاكَ أُذوذُ النَــفـسَ يـا عَـزَّ عَـنـكُـمُ
وَقَـد أعـوَرَت أَسـرارُ مَـن لا يَـذودُهـا
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: كثير عزة
شاعر متيم مشهور، من أهل المدينة، أكثر إقامته بمصر ولد في آخر خلافة يزيد بن عبد الملك، وتوفي والده وهو صغير السن وكان منذ صغره سليط اللسان وكفله عمه بعد موت أبيه وكلفه رعي قطيع له من الإبل حتى يحميه من طيشه وملازمته سفهاء المدينة.
واشتهر بحبه لعزة فعرف بها وعرفت به وهي: عزة بنت حُميل بن حفص من بني حاجب بن غفار كنانية النسب كناها كثير في شعره بأم عمرو ويسميها تارة الضميريّة وابنة الضمري نسبة إلى بني ضمرة.
وسافر إلى مصر حيث دار عزة بعد زواجها وفيها صديقه عبد العزيز بن مروان الذي وجد عنده المكانة ويسر العيش.
وتوفي في الحجاز هو وعكرمة مولى ابن عباس في نفس اليوم فقيل:
مات اليوم أفقه الناس وأشعر الناس.