البيت العربي

لِمَنِ الدِيارُ غَشِيتُها بِسُحامِ
عدد ابيات القصيدة:21

لِمَــنِ الدِيـارُ غَـشِـيـتُهـا بِـسُـحـامِ
فَــعَــمــايَـتَـيـنِ فَهُـضـبُ ذي أَقـدامِ
فَـصَـفـا الأَطـيـطِ فَـصاحَتَينِ فَغاضِرٍ
تَـمـشـي النِـعـاجُ بِهـا مَعَ الآرامِ
دارٌ لِهِــنــدٍ وَالرَبــابِ وَفَــرتَـنـى
وَلَمــيــسَ قَــبــلَ حَــوادِثِ الأَيّــامِ
عـوجـا عَلى الطَلَلِ المَحيلِ لِأَنَنا
نَبكي الدِيارَ كَما بَكى اِبنُ خِذامِ
أَو مــا تَـرى أَظـعـانَهُـنَّ بَـواكِـراً
كَـالنَـخـلِ مِـن شَـوكـانَ حـيـنَ صِرامِ
حـوراً تُـعَـلَّلُ بِـالعَـبـيـرِ جُـلودُها
بــيـضُ الوُجـوهِ نَـواعِـمُ الأَجـسـامِ
فَـظَـلِلتُ فـي دِمَـنِ الدِيـارِ كَـأَنَّني
نَــشــوانُ بــاكِــرَةٌ صَــبــوحُ مُــدامِ
أُنُــفٍ كَــلَونِ دَمِ الغَــزالِ مُــعَــتَّقٍ
مِـن خَـمـرِ عـانَـةَ أَو كُـرومِ شَـبـامِ
وَكَـــأَنَّ شـــارِبَهــا أَصــابَ لِســانَهُ
مــومٌ يُــخــالِطُ جِــســمَهُ بِــسَــقــامِ
وَمُــجِــدَّةٌ نَــسَّأــتُهــا فَــتَــكَــمَّشــَت
رَنَــكَ النَــعـامَـةِ فـي طَـريـقٍ حـامِ
تَـخـدي عَـلى العِـلّاتِ سـامٍ رَأسُهـا
رَوعــاءَ مَــنــسِــمُهــا رَثــيــمٌ دامِ
جـالَت لِتَـصرَعَني فَقُلتُ لَها اِقصِري
إِنّــي اِمــرُؤٌ صَــرعـي عَـلَيـكِ حَـرامِ
فَـجُـزِيـتِ خَـيـرَ جَـزاءِ نـاقَـةِ واحِدٍ
وَرَجَــعــتِ ســالِمَـةَ القَـرا بِـسَـلامِ
وَكَــأَنَّمــا بَــدرٌ وَصــيــلُ كَـتـيـفَـةٍ
وَكَـــأَنَّمـــا مِـــن عـــاقِــلٍ أَرمــامِ
أَبـلِغ سُـبَـيـعـاً إِن عَـرَضـتَ رِسـالَةً
أَنّــي كَهَــمِّكــَ إِن عَــشَــوتَ أَمـامـي
أَقـصِـر إِلَيـكَ مِـنَ الوَعـيـدِ فَإِنَّني
مِــمّــا أُلاقــي لا أَشُــدُّ حِــزامــي
وَأَنـا المُـنَـبَّهـُ بَعدَما قَد نُوِّموا
وَأَنــا المُـعـالِنُ صَـفـحَـةَ النُـوّامِ
وَأَنــا الَّذي عَــرَفَــت مَـعَـدٌ فَـضـلَهُ
وَنُـشِـدتُ عَـن حُـجـرِ اِبـنِ أُمِّ قَـطـامِ
وَأُنـازِلُ البَـطَـلَ الكَـريـهَ نِـزالُهُ
وَإِذا أُنــاضِـلُ لا تَـطـيـشُ سِهـامـي
خـالي اِبـنُ كَبشَةَ قَد عَلِمتَ مَكانَهُ
وَأَبــو يَــزيــدَ وَرَهــطُهُ أَعــمـامـي
وَإِذا أُذيـــتَ بِـــبَــلدَةٍ وَدَّعــتَهــا
وَلا أُقــيــمُ بِــغَــيــرِ دارِ مُـقـامِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: امرؤ القَيس
شاعر جاهلي، أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يماني الأصل، مولده بنجد، كان أبوه ملك أسد وغطفان وأمه أخت المهلهل الشاعر.
قال الشعر وهو غلام، وجعل يشبب ويلهو ويعاشر صعاليك العرب، فبلغ ذلك أباه، فنهاه عن سيرته فلم ينته، فأبعده إلى حضرموت، موطن أبيه وعشيرته، وهو في نحو العشرين من عمره.
أقام زهاء خمس سنين، ثم جعل ينتقل مع أصحابه في أحياء العرب، يشرب ويطرب ويغزو ويلهو، إلى أن ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه، فبلغه ذلك وهو جالس للشراب فقال:
رحم الله أبي! ضيعني صغيراً وحملني دمه كبيراً، لا صحو اليوم ولا سكر غداً، اليوم خمر وغداً أمر. ونهض من غده فلم يزل حتى ثأر لأبيه من بني أسد، وقال في ذلك شعراً كثيراً
كانت حكومة فارس ساخطة على بني آكل المرار (آباء امرؤ القيس) فأوعزت إلى المنذر ملك العراق بطلب امرئ القيس، فطلبه فابتعد وتفرق عنه أنصاره، فطاف قبائل العرب حتى انتهى إلى السموأل، فأجاره ومكث عنده مدة.
ثم قصد الحارث بن أبي شمر الغساني والي بادية الشام لكي يستعين بالروم على الفرس فسيره الحارث إلى قيصر الروم يوستينيانس في القسطنطينية فوعده وماطله ثم ولاه إمارة فلسطين، فرحل إليها، ولما كان بأنقرة ظهرت في جسمه قروح، فأقام فيها إلى أن مات.