البيت العربي
لِمَن ذَلِكَ المُلكُ الَّذي عَزَّ جانِبُهُ
عدد ابيات القصيدة:38
لِمَــن ذَلِكَ المُـلكُ الَّذي عَـزَّ جـانِـبُهُ
لَقَـد وَعَـظَ الأَمـلاكَ وَالنـاسَ صاحِبُه
أَمُـــلكُـــكَ يــا داوُدُ وَالمُــلكُ الَّذي
يَــغــارُ عَــلَيــهِ وَالَّذي هُــوَ واهِــبُه
أَرادَ بِهِ أَمــــراً فَــــجَـــلَّت صُـــدورُهُ
فَــأَتــبَــعَهُ لُطــفــاً فَـجَـلَّت عَـواقِـبُه
رَمـى وَاِسـتَـرَدَّ السَهـمَ وَالخَلقُ غافِلٌ
فَهَــل يَــتَّقــيــهِ خَــلقُهُ أَو يُـراقِـبُه
أَيَـبـطُـلُ عـيـدُ الدَهـرِ مِـن أَجـلِ دُمَّلٍ
وَتَـخـبـو مَـجـاليـهِ وَتُـطـوى مَـواكِـبُه
وَيَــرجِــعُ بِـالقَـلبِ الكَـسـيـرِ وُفـودُهُ
وَفـيـهِـم مَـصـابـيـحُ الوَرى وَكَـواكِبُه
وَتَـسـمو يَدُ الدَهرِ اِرتِجالاً بِبَأسِها
إِلى طُـنُـبِ الأَقـواسِ وَالنَـصرُ ضارِبُه
وَيَــسـتَـغـفِـرُ الشَـعـبُ الفَـخـورُ لِرَبِّهِ
وَيَـجـمَـعُ مِـن ذَيـلِ المَـخـيـلَةِ ساحِبُه
وَيُــحــجَــبُ رَبُّ العـيـدِ سـاعَـةَ عـيـدِهِ
وَتَـــنـــقُــصُ مِــن أَطــرافِهِــنَّ مَــآرِبُه
أَلا هَــكَــذا الدُنــيــا وَذَلِكَ وُدُّهــا
فَهَـلّا تَـأَتّـى فـي الأَمـانِـيِّ خـاطِـبُه
أَعَـــدَّ لَهـــا إِدوَردُ أَعــيــادَ تــاجِهِ
وَمـا فـي حِـسـابِ اللَهِ ما هُوَ حاسِبُه
مَـشَـت فـي الثَـرى أَنباؤُها فَتَساءَلَت
مَــشــارِقُهُ عَــن أَمــرِهــا وَمَــغــارِبُه
وَكـاثَـرَ فـي البَـرِّ الحَصى مَن يَجوبُهُ
وَكـــاثَـــرَ مَـــوجَ البَـــحـــرِ راكِـــبُه
إِلى مَـوكِـبٍ لَم تُـخـرِجِ الأَرضُ مِـثـلَهُ
وَلَن يَـتـهـادى فَـوقَهـا مـا يُـقـارِبُه
إِذا سـارَ فـيـهِ سـارَتِ النـاسُ خَـلفَهُ
وَشَــدَّت مَــغــاويــرَ المُـلوكِ رَكـائِبُه
تُـحـيـطُ بِهِ كَـالنَـمـلِ في البَرِّ خَيلُهُ
وَتَــمــلَأُ آفــاقَ البِــحــارِ مَـراكِـبُه
نِــظــامُ المَــجـالي وَالمَـواكِـبِ حَـلَّهُ
زَمــــانٌ وَشـــيـــكٌ رَيـــبُهُ وَنَـــوائِبُه
فَبَينا سَبيلُ القَومِ أَمنٌ إِلى المُنى
إِذا هُـوَ خَـوفٌ فـي الظُـنـونِ مَـذاهِبُه
إِذا جَـاءَتِ الأَعـيـادُ فـي كُـلِّ مَـسمَعٍ
تَـجـوبُ الثَـرى شَـرقاً وَغَرباً جَوائِبُه
رَجـاءٌ فَـلَم يَـلبُـث فَـخَـوفٌ فَـلَم يَـدُم
سَـلِ الدَهـرَ أَيُّ الحـادِثَـيـنِ عَـجائِبُه
فـيـا لَيـتَ شِـعـري أَيـنَ كانَت جُنودُهُ
وَكَـيـفَ تَـراخَـت فـي الفِـداءِ قَواضِبُه
وَرُدَّت عَـــلى أَعـــقــابِهِــنَّ سَــفــيــنُهُ
وَمـا رَدَّهـا في البَحرِ يَوماً مُحارِبُه
وَكَــيــفَ أَفــاتَــتـهُ الحَـوادِثُ طِـلبَـةً
وَمـــا عَـــوَّدتَهُ أَن تَــفــوتَ رَغــائِبُه
لَكَ المُـلكُ يـا مَـن خَـصَّ بِالعِزِّ ذاتَهُ
وَمَـــن فَـــوقَ آرابَ المُــلوكِ مَــآرِبُه
فَـــلا عَـــرشَ إِلّا أَنـــتَ وارِثُ عِـــزِّهِ
وَلا تـاجَ إِلّا أَنـتَ بِـالحَـقِّ كـاسِـبُه
وَآمَــنــتُ بِـالعِـلمِ الَّذي أَنـتَ نـورُهُ
وَمِــنــكَ أَيــاديــهِ وَمِــنـكَ مَـنـاقِـبُه
تُـــؤامِـــنُ مِــن خَــوفٍ بِهِ كُــلُّ غــالِبٍ
عَلى أَمرِهِ في الأَرضِ وَالداءُ غالِبُه
سَلوا صاحِبَ المُلكَينِ هَل مَلَك القُوى
وَأُســدُ الشَـرى تَـعـنـو لَهُ وَتُـحـارِبُه
وَهَــل رَفَــعَ الداءَ العُــضـالَ وَزيـرُهُ
وَهَـل حَـجَـبَ البـابَ المُـمَـنَّعـَ حـاجِبُه
وَهَـــل قَـــدَّمَــت إِلّا دُعــاةً شُــعــوبُهُ
وَســـاعَـــفَ إِلّا بِــالصَــلاةِ أَقــارِبُه
هُــنـالِكَ كـانَ العِـلمُ يُـبـلي بَـلاءَهُ
وَكـانَ سِـلاحُ النَـفـسِ تُـغـني تَجارِبُه
كَـريـمُ الظُـبـا لا يَـقـرُبُ الشَرَّ حَدُّهُ
وَفــي غَــيــرِهِ شَـرُّ الوَرى وَمَـعـاطِـبُه
إِذا مَــرَّ نَـحـوَ المَـرءِ كـانَ حَـيـاتَهُ
كَـإِصـبَـعِ عـيـسـى نَـحـوَ مَـيـتٍ يُخاطِبُه
وَأَيــسَــرُ مِــن جُـرحِ الصُـدودِ فِـعـالُهُ
وَأَسـهَـلُ مِـن سَـيـفِ اللِحـاظِ مَـضـارِبُه
عَــجــيــبٌ يُـرَجّـى مِـشـرَطـاً أَو يَهـابُهُ
مَـنِ الغَـربُ راجيهِ مَنِ الشَرقُ هائِبُه
فَـلَو تُـفـتَـدى بِالبيضِ وَالسُمرِ فِديَةٌ
لَأَلقَـت قَـنـاهـا في البِلادِ كَتائِبُه
وَلَو أَنَّ فَـوقَ العِـلمِ تـاجـاً لَتَوَّجوا
طَـبـيـبـاً لَهُ بِـالأَمـسِ كـانَ يُـصاحِبُه
فَــآمَــنــتُ بِــاللَهِ الَّذي عَــزَّ شَــأنُهُ
وَآمَــنــتُ بِـالعِـلمِ الَّذي عَـزَّ طـالِبُه
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أحمد شوقي
مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932