قصيدة لمن طلل دارس باللوى للشاعر ابن مُقانا الأشبوني

البيت العربي

لمن طلل دارس باللوى


عدد ابيات القصيدة:32


لمن طلل دارس باللوى
لمــــــن طــــــلل دارس بــــــاللوى
كــحــاشــيــة البـر أو كـالردا
فــقــال مــنــاديــك لي مــرحـبـاً
وقـــالت أيـــاديـــك لي حـــبــذا
إليــك ابــن مـنـذرٍ المـنـتـقـى
قـرعـت يـد الخـطب قرع العصا
مــطـاعـمـهـا مـن شـغـاف القـلوب
ومــشـربـهـا مـن نـجـيـع الدمـا
بــجــيــشـيـنـ: جـيـشٍ يـهـد الربـى
وجـــيـــش يــظــلله فــي الهــوا
إذا ســــار يـــحـــيـــى إلى غـــارة
فـــويـــل لأعــدائه أيــنــمــا
حــمــول لأعــبــاء هـذا الزمـان
ولا يـرهـب المـوت عـند اللقا
لو الفــلك انــخــر مــن فــوقــه
عــليــه بــأقــطــاره مــا شـكـا
فـتـىً يـقـرع النـبـع بالنبع لا
جــبــان الجــنــان ولا مـزدهـى
نــجــيـب تـجـيـب إذا اسـتـصـرخـت
وفــارسـهـا البـطـل المـنـتـقـى
كـــأن الســـحـــائب فـــي ســيــرهــا
بــنــود المــظـفـر يـوم الوغـى
إذا قــلقــل الرعــد مــن فــوقــه
تــقــلقــل قــلبــي له والحـشـا
ويــهــدأ طــوراً كــغـمـز العـيـون
فـليـتـاع مـن لوعـتـي مـا هـدا
كــــأن عــــقــــائل بـــرق الدجـــى
خــلال الحــبــي بـريـق الظـبـا
كـــأن فـــؤادي بــوادي الغــضــا
وقــلب الدليــل جــنــاح القـطـا
يـــهـــيـــم بـــذي هـــمـــة نــازحٍ
بـراه السـرى مـثـل بـري الظـبا
وقـد أغـتـدي فـي سـبـيـل العـلا
بـذي مـيـعـةٍ مـن نـتـاج الصـبا
فــمــا زلن يــرفــلن حـتـى إذا
عـــقـــدن لواء الهــوى بــاللوى
مـشـيـن الهـوينا ووادي الخزامى
يـود مـن البـشـر أن لو مـشـى
عـذاب الثـغـور لطـاف الخـصـور
خــفـاف الصـدور ثـقـال الخـطـى
لدان القـــدود حـــســان الخــدود
صــغــار النـهـود طـوال الطـلى
خــمـاص البـطـون مـراض الجـفـون
أقــمــن الشـعـور مـقـام الردا
بــرزن لنــا عــاطــرات الجـيـوب
ينازعن في الحسن شمس الضحى
أســرب العــذارى بــسـقـط اللوى
مـشـى الخـيـزلى أم نجوم السما
وقــولي وصــيــفــي بـالمـنـصـفـيـن
وقـد نـقـش الصـبـح ثـوب الدجى
ولم يــثــنـه حـر نـار الضـلوع
وبــحــر الدمــوع وريــح النــوى
وكــيــف تــجــاوز جــوز الحـجـاز
وجــوز الخـمـيـس وسـدر المـنـى
عـــجـــبـــت لطـــيــف خــيــالٍ ســرى
مــن الســدر أنــى إليّ اهـتـدى
غـــدا مـــوســـمـــاً لوفــود البــلى
وراح مــراحــاً لســرب المــهــا
رمـــاد ونـــؤي كــكــحــل العــروس
ورســم كــجــســم بــراه الهــوى
دعــوت فـأسـمـعـت بـالمـرهـفـات
صـــم الأعـــادي وصـــم الصـــفــا
وشـــمـــت ســـيـــوفـــك فـــي جــلقٍ
فـشـامـت خـراسـان مـنها الحيا
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

عبد الرحمن بن مُقانا الأشبوني الأندلسي القبذاقي أبو زيد: (نسبته القبذاقي إلى حصن قبذاق) شاعر، من شعراء الذخيرة، لم يذكر ابن بسام في أخباره توليه قضاء حصن بلّش للمتوكل ابن الأفطس، (ت 464هـ) وذكر ذلك الشريشي (ت 651هـ) في كتابه "كنز الكتاب" (1) وابن دحية الكلبي (ت 633هـ) في كتابه "المطرب من أشعار أهل المغرب"
 وأشهر أخبار ابن مقانا قصيدته في مدح الملك العالي إدريس بن يحيى الحمودي العلوي (ت446هـ) صاحب مالقة وأولها:
وفيما يلي كلام ابن بسام في الذخيرة قال:
في ذكر الأديب أبي زيد عبد الرحمن بن مقانا الأشبوني
من شعراء عربنا المشاهير، وله شعر يعرب عن أدب عزير، تصرف فيه تصرف المطبوعين المجيدين، وفي عنفوان شبابه وابتداء حاله، ثم تراجع طبعه عند اكتهاله.
أخبرني الوزير الفقيه أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الفهري المقتول بالأشبونة - رفع الله منزلته، وقتل قتلته - قال: كان أبو زيد بن مقانا قد انصرف شيخاً إلى وطنه عندنا. بعد أن جال أقطار الأندلس على رؤساء الجزيرة، قال: فمررت به يوماً بقريته التي تدعى بالقبذاق من ساحل شنترة، وبيده مزبرة، فلما رأيته ملت إليه ومال إليّ، وأخذ بيدي وجلسنا ننظر في حراث يحرث بين يديه، فاستنشدته فأنشدني ارتجالاً لوقته:
انظر القصيدة كاملة في الديوان وهي القصيدة الثانية فيه
والملك العالي المذكو بويع بالإمارة بعد مقتل والده الملك المعتلي سنة (434هـ) وخلع من الملك عام (438هـ) وتوفي عام (446هـ) وهو الجد الثاني للإدريسي (ت 560) صاحب (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) كما يذكر الصفدي في ترجمة العالي وكان والد الإدريسي محمد بن عبد الله قد ادعى أنه المهدي المنتظر في صقلية بعدما تشتت شمل دولتهم على يد باديس بن حيوس الصنهاجي
(1) وقد نقلت هذه القصة كاملة في صفحة الديوان لأهميتها