قصيدة لها خفر يوم اللقاء خفيرها للشاعر بهاء الدين زهير

البيت العربي

لَها خَفَرٌ يَومَ اللِقاءِ خَفيرُها


عدد ابيات القصيدة:49


لَها خَفَرٌ يَومَ اللِقاءِ خَفيرُها
لَهــا خَــفَــرٌ يَـومَ اللِقـاءِ خَـفـيـرُهـا
فَـمـا بـالُهـا ضَـنَّتـ بِـمـا لا يَضيرُها
أَعــادَتُهــا أَن لا يُــعــادَ مَــريـضُهـا
وَســيــرَتُهــا أَن لايُــفَــكَّ أَســيــرُهــا
رَعَـيـتُ نُـجـومَ اللَيـلِ مِـن أَجـلِ أَنَّهـا
عَـلى جـيـدِهـا مِـنـهـا عُـقـودٌ تُـديرُها
وَقَـد قـيلَ إِنَّ الطَيفَ في النَومِ زائِرٌ
فَــأَيــنَ لَطَـرفـي نَـومَـةٌ يَـسـتَـعـيـرُهـا
وَهـا أَنـا ذا كَـالطَـيـفِ فـيها صَبابَةً
لَعَــلّي إِذا نــامَــت بِــلَيــلٍ أَزورُهــا
أَغـارُ عَـلى الغُصنِ الرَطيبِ مِنَ الصَبا
وَذاكَ لِأَنَّ الغُــصــنَ قــيــلَ نَـظـيـرُهـا
وَمِــن دونِهــا أَن لا تُــلِمَّ بِــخــاطِــرٍ
قُـصـورُ الوَرى عَـن وَصـلِهـا وَقُـصـورُهـا
مِنَ الغيدِ لَم توقِد مَعَ اللَيلِ نارَها
وَلَكِــنَّهــا بَــيــنَ الضُــلوعِ تُـثـيـرُهـا
وَلَم تَـحـكِ مِـن أَهـلِ الفَـلاةِ شَـمائِلاً
سِـوى أَنَّهـا يَـحـكـي الغَـزالَ نُـفـورُها
أَروحُ فَـــلا يَـــعــوي عَــلَيَّ كِــلابُهــا
وَأَغـدو فَـلا يَـرغـو هُـنـاكَ بَـعـيـرُهـا
وَلَو ظَــفِــرَت لَيــلى بِــتُــربِ دِيـارِهـا
لَأَصــبَــحَ مِــنــهــا دُرُّهــا وَعَـبـيـرُهـا
تَـقـاضـى غَـريـمُ الشَـوقِ مِـنّـي حُـشـاشَةً
مُــرَوَّعَــةً لَم يَــبــقَ إِلّا يَــســيــرُهــا
وَإِنَّ الَّذي أَبــقَـتـهُ مِـنّـي يَـدُ النَـوى
فِــداءُ بَــشـيـرٍ يَـومَ وافـى نَـصـيـرُهـا
أَمــيــرٌ إِذا أَبــصَــرتَ إِشــراقَ وَجــهِهِ
فَــقُــل لِلَيــالي تَــســتَــسِــرُّ بُـدورُهـا
وَإِن فُــزتَ بِـالتَـقـبـيـلِ يَـومـاً لِكَـفِّهِ
رَأَيـتُ بِـحـارَ الجـودِ يَـجـري نَـمـيرُها
وَكَــم يَــدَّعــي العَــليــاءَ قَــومٌ وَإِنَّهُ
لَهُ سِــرُّهــا مِــن دونِهِــم وَسَــريــرُهــا
قَــدِمــتَ وَوافَــتــكَ البِــلادُ كَــأَنَّمــا
يُـنـاجـيـكَ مِـنـهـا بِـالسُـرورِ ضَـميرُها
تَــلَقَّتــكَ لَمّــا جِــئتَ يَــســحَـبُ رَوضُهـا
مَــطــارِفَهُ وَاِفــتَــرَّ مِـنـهـا غَـديـرُهـا
تَـبَـسَّمـَ مِـنـهـا حـيـنَ أَقـبَـلتَ نَـورُهـا
وَأَشــرَقَ مِـنـهـا يَـومَ وافَـيـتَ نـورُهـا
وَحَــتّــى مَــواليــكَ السَـحـائِبُ أَقـبَـلَت
فَـوافـاكَ مِـنـهـا بِـالهَـنـاءِ مَـطـيرُها
وَرُبَّ دُعــاءٍ بــاتَ يَــطــوي لَكَ الفَــلا
إِذا خـالَطَ الظَـلمـاءَ يَـومـاً مُـنيرُها
وَطِــئتَ بِــلاداً لَم يَــطَــأهـا بِـحـافِـرٍ
سِــواكَ وَلَم تُــســلَك بِــخَـيـلٍ وُعـورُهـا
يُــكِـلُّ عُـقـابَ الجَـوِّ مِـنـهـا عُـقـابُهـا
وَلا يَهـتَـدي فيها القَطا لَو يَسيرُها
وَرَدتَ بِـــلادَ الأَعـــجَــمــيــنَ بِــضُــمَّرٍ
عِـرابٍ عَـلى العِـقـبـانِ مِـنها صُقورُها
فَــصَــبَّحــتَ فـيـهـا سـودَهـا بِـأُسـودِهـا
يُـبـيـدُ العِـدى قَـبـلَ النِفارِ زَئيرُها
لَئِن مـاتَ فـيـهـا مِـن سَـطـاكَ أَنـيسُها
لَقَـد عـاشَ فـيـهـا وَحـشُهـا وَنُـسـورُهـا
غَـدَت وَقـعَةٌ قَد سارَ في الناسِ ذِكرُها
بِــمــا فَــعَــلَتــهُ بِــالعَــدُوِّ ذُكـورُهـا
فَـأَضـحـى بِهـا مَن خالَفَ الدينَ خائِفاً
وَضـاقَ عَـلى الكُـفّـارِ مِـنـهـا كُـفورُها
وَأَعــطــى قَــفــاهُ الحَــدرَبِــيُّ مُـوَلِّيـاً
بِـنَـفـسٍ لِمـا تَـخـشـاهُ مِـنـكَ مَـصـيـرُها
مَـضـى قـاطِـعـاً عَـرضَ الفَـلا مُـتَـلَفِّتـاً
تُــــرَوِّعُهُ أَعــــلامُهـــا وَطُـــيـــورُهـــا
وَأُبــتَ بِــمــا تَهــواهُ حَــتّــى حَـريـمُهُ
وَتِـلكَ الَّتـي لا يَـرتَـضـيـهـا غَـيورُها
فَــإِن راحَ مِـنـهـا نـاجِـيـاً بِـحُـشـاشَـةٍ
سَـتَـلقـاهُ أُخـرى تَـحـتَـويـهِ سَـعـيـرُهـا
وَلَيــسَ عَــدُوّاً كُــنــتَ تَــســعـى لِأَجـلِهِ
وَلَكِــنَّهــا سُــبـلُ الحَـجـيـجِ تُـجـيـرُهـا
وَمَــن خَــلفَهُ مــاضـي العَـزائِمِ مـاجِـدٌ
يُـبـيـدُ العِـدى مِـن سَـطـوَةٍ وَيُـبـيـرُها
إِذا رامَ مَـجـدُ الديـنِ حـالاً فَـإِنَّمـا
عَـسـيـرُ الَّذي يَـرجـوهُ مِـنـهـا يَسيرُها
أَخـــو يَـــقَـــظـــاتٍ لايُـــلِمُّ بِـــطَــرفِهِ
غِــرارٌ وَلا يــوهــي قِــواهُ غَــريـرُهـا
لَقَــد أَمِــنَــت بِــالرُعـبِ مِـنـهُ بِـلادُهُ
فَــصُــدَّت أَعــاديــهــا وَسُـدَّت ثُـغـورُهـا
وَأَضــحــى لَهُ يـولي الثَـنـاءَ غَـنِـيُّهـا
وَأَمـسـى لَهُ يُهـدي الدُعـاءَ فَـقـيـرُهـا
بِـكَ اهـتَـزَّ لي غُـصـنُ الأَمـانِيِّ مُثمِراً
وَرَقَّتــ لِيَ الدُنــيــا وَراقَ سُــرورُهــا
وَمـا نـالَنـي مِـن أَنـعُـمِ اللَهِ نِـعـمَةٌ
وَإِن عَــظُــمَــت إِلّا وَأَنــتَ سَــفــيـرُهـا
وَمَــن بَــدَأَ النَــعـمـا وَجـادَ تَـكَـرُّمـاً
بِــأَوَّلِهــا يُــرجــى لَدَيــهِ أَخــيــرُهــا
وَإِنّـــي وَإِن كـــانَــت أَيــاديــكَ جَــمَّةً
عَــلَيَّ فَــإِنّــي عَــبــدُهــا وَشَــكــورُهــا
أَمَـولايَ وافَـتـكَ القَـوافـي بَـواسِـمـاً
وَقَـد طـالَ مِـنـهـا حـيـنَ غِـبتَ بُسورُها
وَكــانَـت لِنَـأيٍ عَـنـكَ مِـنّـي تَـبَـرقَـعَـت
وَقَـد رابَـنـي مِـنـهـا الغَداةَ سُفورُها
إِلى اليَـومِ لَم تَـكـشِـف لِغَـيـرِكَ صَفحَةً
فَهــا هِــيَ مَـسـدولٌ عَـلَيـهـا سُـتـورُهـا
إِذا ذُكِــرَت فــي الحَــيِّ أَصـبَـحَ آيِـسـاً
فَــرَزدَقُهــا مِــن وَصــلِهــا وَجَــريـرُهـا
فَـخُـذهـا كَـمـا تَهـوى المَعالي خَريدَةً
يُـــزَفُّ عَـــلَيــهــا دُرُّهــا وَحَــريــرُهــا
تَــكــادُ إِذا حَــبَّرتُ مِــنـهـا صَـحـيـفَـةً
لِذِكـراكَ أَن تَـبـيَـضَّ مِـنـهـا سُـطـورُهـا
وَلِلنــاسِ أَشــعــارٌ تُــقــالُ كَــثــيــرَةٌ
وَلَكِــنَّ شِـعـري فـي الأَمـيـرِ أَمـيـرُهـا
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

زهير بن محمد بن علي المهلبي العتكي بهاء الدين.
شاعر من الكتاب، ولد بمكة ونشأ بقوص، واتصل بالملك الصالح أيوب بمصر، فقرّبه وجعله من خواص كتّابه وظلَّ حظيّا عنده إلى أن مات الصالح فانقطع زهير في داره إلى أن توفي بمصر.
تصنيفات قصيدة لَها خَفَرٌ يَومَ اللِقاءِ خَفيرُها