قصيدة لوت بالسلام بنانا خضيبا للشاعر البُحتُرِيّ

البيت العربي

لَوَت بِالسَلامِ بَناناً خَضيبا


عدد ابيات القصيدة:30


لَوَت بِالسَلامِ بَناناً خَضيبا
لَوَت بِـالسَـلامِ بَـنـانـاً خَـضيبا
وَلَحـظـاً يَشوقُ الفُؤادَ الطَروبا
وَزارَت عَــلى عَــجَــلٍ فَــاِكــتَـسـى
لِزَورَتِهـا أَبـرَقُ الحَـزنِ طـيـبـا
فَــكــانَ العَـبـيـرُ بِهـا واشِـيـاً
وَجَـرسُ الحُـلِيِّ عَـلَيـهـا رَقـيـبـا
وَلَم أَنـسَ لَيـلَتَـنـا فـي العِـنا
قِ لَفَّ الصَـبـا بِـقَـضـيـبٍ قَـضـيبا
سُــكــوتٌ يَــحُــرُّ عَــلَيــهِ الهَــوى
وَشَـكـوى تَهيجُ البُكى وَالنَحيبا
كَـمـا اِفـتَـنَّتـِ الريـحُ في مَرِّها
فَـطَـوراً خُـفـوتـاً وَطَـوراً هُبوبا
عَــنَــت كَــبِـدي قَـسـوَةٌ مِـنـكَ مـا
تَــزالُ تَــجَــدَّدُ فــيـهـا نُـدوبـا
وَهُـــمِّلـــتُ عِــنــدَكِ ذَنــبَ المَــش
يبِ حَتّى كَأَنّي اِبتَدَعتُ المَشيبا
وَمَــن يَــطَّلــِع شَــرَفَ الأَربَــعــي
نِ يُـحَـيِّ مِنَ الشَيبِ زَوراً غَريبا
بَــلَونــا ضَــرائِبَ مَــن قَـد نَـرى
فَـمـا إِن رَأَيـنـا لِفَـتـحٍ قَريبا
هُـوَ المَـرءُ أَبـدَت لَهُ الحـادِثا
تُ عَـزمـاً وَشـيـكاً وَرَأياً صَليبا
تَـــنَـــقَّلـــُ فـــي خُــلُقــى سُــؤدُدٍ
سَـمـاحـاً مُـرَجّـى وَبَـأسـاً مَهـيبا
فَــكَــالسَــيـفِ إِن جِـئتَهُ صـارِخـاً
وَكَـالبَـحـرِ إِن جِـئتَهُ مَـسـتَثيبا
فَــــتــــىً كَـــرَّمَ اللَهُ أَخـــلاقَهُ
وَأَلبَـسَهُ الحَـمـدَ غَـضّـاً قَـشـيـبا
وَأَعــطــاهُ مِــن كُــلِّ فَـضـلٍ يُـعَـدُّ
حَــظّــاً وَمِـن كُـلِّ مَـجـدٍ نَـصـيـبـا
فَــدَيــنــاكَ مِــن أَيِّ خَــطـبٍ عَـرا
وَنــائِبَــةٍ أَوشَــكَـت أَن تَـنـوبـا
وَإِن كــانَ رَأيُــكَ قَــد حـالَ فِـيَّ
فَـلَقَّيـتَـنـي بَـعـدَ بِـشـرٍ قُـطـوبا
وَخَــيَّبــتَ أَســبــابِــيَ النـازِعـا
تِ إِلَيـكَ وَمـا حَـقُّهـا أَن تَخيبا
يُــريــبُــنــي الشَـيـءُ تَـأتـي بِهِ
وَأُكــبِــرُ قَــدرَكَ أَن أَسـتَـريـبـا
وَأَكــــرَهُ أَن أَتَــــمـــادى عَـــلى
سَـبـيـلِ اِغـتِـرارٍ فَـأَلقى شُعوبا
أُكَــذِّبُ ظَــنّــي بِــأَن قَــد سَــخِــط
تَ وَمـا كُـنـتُ أَعـهَدُ ظَنّي كَذوبا
وَلَو لَم تَـكُـن سـاخِـطـاً لَم أَكُـن
أَذُمُّ الزَمـانَ وَأَشـكـو الخُـطوبا
وَلا بُــدَّ مِــن لَومَــةٍ أَنــتَــحــي
عَـلَيـكَ بِهـا مُـخـطِـئاً أَو مُصيبا
أَيُــصــبِــحُ وِردِيَ فــي ســاحَــتَــي
كَ طَـرقـاً وَمَـرعـايَ مَحلاً جَديبا
أَبــيـعُ الأَحِـبَّةـَ بَـيـعَ السَـوامِ
وَآسـى عَـلَيـهِـم حَـبـيـبـاً حَبيبا
فـــي كُـــلِّ يَـــومٍ لَنـــا مَــوقِــفٌ
يُـشَـقِّقـُ فـيـهِ الوَداعُ الجُـيوبا
وَمـا كـانَ سُـخـطُـكَ إِلّا الفِـراقَ
أَفـاضَ الدُمـوعَ وَأَشجى القُلوبا
وَلَو كُــنــتُ أَعــرِفُ ذَنــبـاً لَمـا
تَـخـالَجَـنـي الشَكُّ في أَن أَتوبا
سَــأَصــبِــرُ حَــتّــى أُلاقــي رِضــا
كَ إِمّـا بَـعـيـداً وَإِمّـا قَـريـبـا
أُراقِـــبُ رَأيَـــكَ حَـــتّـــى يَــصِــحَّ
وَأَنــظُــرُ عَـطـفَـكَ حَـتّـى يَـثـوبـا
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة البحتري. شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي و أوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.
تصنيفات قصيدة لَوَت بِالسَلامِ بَناناً خَضيبا