البيت العربي

لَو كُنتُ في ديني مِنَ الأَبطالِ
عدد ابيات القصيدة:33

لَو كُـنـتُ فـي ديـني مِنَ الأَبطالِ
مـا كُـنـتُ بِـأَلواني وَلا البَطَّالِ
وَلَبِــســتُ مِــنـهُ لَأمَـةً فَـضـفـاضَـةً
مَــســرودَةً مِــن صــالِحِ الأَعـمـالِ
لَكِــنَّنــي عَــطَّلـتُ أَقـواسَ التُـقـى
مِـن نَـبـلِهـا فَـرَمَـت بِـغَـيرِ نِبالِ
وَرَمـى العَـدوُ بِـسَهـمِهِ فَـأَصـابَني
إِذ لَم أُحَـــصِّنـــ جُــنَّةــً لِنِــضــالِ
فَأَنا كَمَن يَلقى الكَتيبَةَ أَعزَلاً
فــي مَــأزِقٍ مُــتَــعَــرِّضــاً لِنِــزالِ
لَولا رَجـاءُ العَـفـوِ كُـنتُ كَناقِعٍ
بَـرحَ الغَـليـلِ بِـرَشـفِ لَمـعِ الآلِ
شـابَ القُـذالُ فَآنَ لي أَن أَرعَوي
لَو كُــنـتُ مُـتَّعـِظـاً بِـشَـيـبِ قَـذالِ
وَلَو أَنَّنـي مُـسـتَـبـصِـرٌ إِذ حَلَّ بي
لَعَـــلِمـــتُ أَنَّ حُــلولَهُ تَــرحــالي
فَـنَـظَـرتُ فـي زادٍ لِدارِ إِقـامَـتي
وَسَــأَلتُ رَبّــي أَن يَــحُــلَّ عِـقـالي
فَـلَكَـم هَـمَـمـتُ بِـتَـوبَـةٍ فَمُنِعتُها
إِذ لَم أَكُـن أَهـلاً لَها وَبَدا لي
وَيَـــعِـــزُّ ذاكَ عَـــلَيَّ إِلّا أَنَّنـــي
مُـتَـقَـلِّبٌ فـي قَـبـضَـةِ المُـتَـعـالي
وَوَصَـلتُ دُنـيـا سَـوفَ تَقطَعُ شَأفَتي
بِـأُفـولِ أَنـجُـمِهـا وَخَـسـفِ هِـلالي
شَـغَـلَت مُـفَـتَّنـَ أَهـلِهـا بِـفُتونِها
وَمِــنَ المُـحـالِ تَـشـاغُـلٌ بِـمُـحـالِ
لا شَـيـءَ أَخـسَـرُ صَـفـقَةً مِن عالِمٍ
لَعِـبَـت بِهِ الدُنـيـا مَـعَ الجُهـالِ
فَـغَـدا يُـفَـرِّقُ ديـنَهُ أَيـدي سَـبـا
وَيُــزيــلُهُ حِــرصـاً لِجَـمـعِ المـالِ
لا خَـيـرَ في كَسبِ الحَرامِ وَقَلَّما
يُــرجــى الخَـلاصُ لِكـاسِـبٍ لِحَـلالِ
مـا إِن سَـمِـعـتُ بِعائِلٍ تُكوى غَداً
بِـالنـارِ جَـبـهَـتُهُ عَـلى الإِقلالِ
وَإِن أَرَدتَ صَـحـيـحَ مَـن يُكوى بِها
فَـاِقـرَأ عَـقـيـبَـةَ سورَةِ الأَنفالِ
مـا يَـثـقُـلُ الميزانُ إِلّا بِاِمرِئٍ
قَــد خَــفَّ كــاهِـلُهُ مِـنَ الأَثـقـالِ
فَـخُـذِ الكَفافَ وَلا تَكُن ذا فَضلَةٍ
فَـالفَـضـلُ تُـسـأَلُ عَـنـهُ أَيَّ سُـؤالِ
وَدَعِ المَـطـارِفَ وَالمَـطِـيَّ لِأَهلِها
وَاِقــنَــع بِـأَطـمـارٍ وَلُبـسِ نِـعـالِ
فَهُــمُ وَأَنــتَ وَفَـقـرُنـا وَغِـنـاهُـم
لا يَــســتَــقِـرُّ وَلا يَـدومُ بِـحـالِ
وَطُـفِ البِـلادَ لِكَي تَرى آثارَ مَن
قَـد كـانَ يَـمـلِكُهـا مِـنَ الأَقيالِ
عَـصَـفَـت بِهِـم ريحُ الرَدى فَذَرَتهُمُ
ذَروَ الرِيـاحِ الهَـوجِ حِـقـفَ رِمالِ
وَتَـزَلزَلَت بِهُـمُ المَنابِرُ بَعدَ ما
ثَـبَـتَـت وَكـانـوا فَـوقَهـا كَـجِبالِ
وَاِحـبِـس قَـلوصَـكَ سـاعَـةً بِطُلولِهِم
وَاِحـذَر عَـلَيـكَ بِهـا مِنَ الأَغوالِ
فَــلَكَـم بِهـا مِـن أَرقَـمٍ صِـلٍّ وَكَـم
قَـد كـانَ فـيـهـا مِـن مَهاً وَغَزالِ
وَلَكَـم غَـدَت مِـنـهـا وَراحَـت حَلَبَةً
لِلحَـربِ يَـقـدُمُهـا أَبـو الأَشـبالِ
فَــتَــقَـطَّعـَت أَسـبـابُهُـم وَتَـمَـزَّقَـت
وَلَقَـبـلَ مـا كـانـوا كَـنَـظـمِ لَآَلِ
وَإِذا أَتَـيـتَ قُـبـورَهُـم فَـاِسأَلهُم
عَـمـا لَقـوا فـيـهـا مِنَ الأَهوالِ
فَـسَـيُـخـبِـرونَـكَ إِن فَهِمتَ بِحالِهِم
بِــعِــبـارَةٍ كَـالوَحـيِ لا بِـمَـقـالِ
إِنّـا بِهـا رَهـنٌ إِلى يَـومِ الجَزا
بِــجَــرائِمِ الأَقــوالِ وَالأَفـعـالِ
مَــن لا يُــراقِــبُ رَبَّهــُ وَيَـخـافُهُ
تَــبَّتــ يَــداهُ وَمــا لَهُ مِــن والِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أبو اسحاق الألبيري
شاعر أندلسي، أصله من أهل حصن العقاب، اشتهر بغرناطة وأنكر على ملكها استوزاره ابن نَغْزِلَّة اليهودي فنفي إلى إلبيرة وقال في ذلك شعراً فثارت صنهاجة على اليهودي وقتلوه. شعره كله في الحكم والمواعظ، أشهر شعره قصيدته في تحريض صنهاجة على ابن نغزلة اليهودي ومطلعها (ألا قل لصنهاجةٍ أجمعين).