البيت العربي

مالي هُجرتُ بغيرِ ذنبِ
عدد ابيات القصيدة:48

مـالي هُـجـرتُ بـغـيـرِ ذنبِ
وأُسِـرْتُ فـيـكَ بـغـيـرِ حَرْبِ
فــأَجَــابَــنــي هــذا جــزا
ؤُك إِذْ سَـكِـرْتَ بِـغَـيرِ شُرْبِ
وأَقــمْـتَ فـي عِـشـقِـي تـدب
رُه عــــليَّ بــــغـــيـــر لُبِّ
وصَــدقــتَ أَنَّكــ ربِــي وأَس
أَلُ جـاهـداً فأَقولُ مَنْ بي
لعـقَـلتَ عـقْـلِي في الهَوى
يــا لَلْهــوى وخـلبْـتَ لُبِّي
يــا مَــنْ أَغــارَ فــطــرفُه
والعــقــلُ فــي سَـلٍّ وسَـلْب
لمــا أَغــرتَ ســلبـتَ مِـنِّي
كـــلَّ شـــيــءٍ غَــيْــرَ حُــبِّي
وحَــوائِجــي لم تــقـضِ مِـنْ
هـا حـاجَـةً وقـضـيـتُ نَحْبي
جَهْــدُ الفــؤادِ إِذا تَـغـيَّ
ظ أَنْ يَـسُـبَّ وأَنْـتَ تَـسْـبـي
خــتــمَ الحـبـيـبُ بـخـاتَـم
مِـنْه عـلى سَـمْـعِـي وقَـلْبِي
هــو خَـاتَـمٌ فِـي فِـيـه يـا
مَـا فِـيـهِ مِـمَّاـ صَـاغَ رَبِّي
الحُــســن خَــلْقُ اللهِ جــلَّ
جــلالُه والعِــشْـقُ كَـسْـبِـي
فــمــتــى أَرى دِيــنــارَ خَ
دِّكَ قَـدْ أُجـيـزَ بِـدارِ ضَرْب
مـنْ يـسـأَل المـحـبـوبَ ما
سَـــبُ العَـــداوَةِ للمُــحِــبِّ
ويــقــولُ لي مــالي أَجــي
ءُ لمُـسْـقِـمـي وأُريـدُ طِـبِّي
ويــقــول مــالي جــد بــي
جـد بـي ولم أخـصـص بخصب
أَوليــس نــورُ الدِّيــن أَع
طَــش جُـودُه ونَـداه تُـرْبِـي
وأَمــاتَــنــي عـطَـشـاً وتـع
رقُ راحَـتَـاه بِـعـشـرِ سُـحْبِ
وأَغــــبَّنــــي إِنْــــعَــــامُه
والمَــدْحُ مِــنِّيــ لم يَـغِـبِّ
ودَجَــا زَمَــانــي بَـعْـد أَنْ
أَطـلعـتُ فـي نـادِيه شُهْبي
ورأَيــتُ حَــظِّيــ مــنــه أَع
رضَ جـانـبـاً فـوضعْتُ جَنبي
ورأَيــتُ شَــرَّ البــخْــتِ أَص
بـحَ حـاجـبـي فهتكتُ حجْبي
ورأَيـتُ دَهْـرِي فـي الجـمي
لِ مُـقـصِّراً فـأَطَـلْتُ عَـتْـبي
وتــلوتُ أَســرارَ الهــمــو
مِ قـراءَةً مـن خَـطِّ خَـطْـبـي
أَبْــقَــى ثَـلاثَ سِـنـيـنَ لاَ
أُدْعَى إِلى الْكَرَمِ المُلَلِّي
هــذا ويُــقــطَــع راتِــبــي
دونَ الأَنَـامِ بِـغَـيْـرِ ذَنْبِ
وتُــرَدُّ تــوقــيــعــاتُ مــا
وقَّعـت عـن تـفـريـجِ كَـرْبِي
والرسْــمُ شَــيــءٌ لا يــزَا
لُ يــراه فـرضـاً كـلُّ نَـدْب
أَولسـتَ يـا مَـوْلى المـلو
ك تُــطـاعُ فـي شَـرقٍ وغَـرْب
أَولســتَ أَكــرمَ مَــنْ بَــرا
ه اللهُ مــن عُــجْـمٍ وعُـرْبِ
أَنــتَ الَّذي لا تَــنْــثَـنِـي
كــفَّاــه عَــنْ ســحِّ وسَــكْــبِ
لا تَـنْـثَـنِـي أَو يَـنْـثَـنِـي
هُـوجُ الِّريـاحِ عَـنِ المَهَـبِّ
أَنـتَ الَّذي تَـدْعـو الزَّمَـا
نَ فَـيـسـتـجـيـبُ بِغَيْرِ ثَأْب
ويُــطِــيــعُ أَمـرَكَ أَو يَـرى
مـا كـان صَـعْـباً غيرَ صَعْب
أَنــتَ الَّذي قــصَـم الصَّلـي
بَ وهَــدَّ مِــنــه كُــلَّ صُــلْبِ
وبــبـعْـضِ بـأْسِـك كـم غَـزوْ
تَ وكـم قـتـلتَ بِـكُـلِّ غَـلْبِ
أَنــتَ الَّذي لو شــئتَ صــيَّ
رْتَ الكـواكِـبَ بَـعْـضَ نَهْبي
أَنــتَ الَّذي لو شــئتَ كــا
ن الدَّهرُ من خَدَمِي وصَحْبِي
أَنــتَ الَّذي لو شــئْتَ مــا
فــلَّ الزَّمـانُ عـليَّ غَـرْبـي
أيــفُــلُّ غَــرْبــي وهْــو رَأْ
يُـك فـي يميني وهْوَ عَضْبيِ
واللهِ مــا أَسَــفِــي عــلى
قـطْـعِ النَّوالِ المُـسْـتَـتِـبِّ
كــلاَّ وليــسَ مَــعِــيــشَـتِـي
نَـظـمٌ ولا بِـالشِّعـْرِ كَسْبِي
لكِــــنْ لأَنَّ نــــداك يَــــس
حَـرُنـي فَـيَـسْـبِـنـي ويُـصبي
ولأَنَّ مِــــــنْه لا يــــــزا
لُ يـهـز مـن عَـجَبي وعُجْبي
ولطَــالَمــا قــد فَـاضَ مَـا
بـي مِـنْ نَدَاكَ وطَالَ عَتْبي
والشَّيــبُ شـابَ وقـد يـكـو
نُ وأَوْدعُـــوه جُـــحْــرَ ضَــبِّ
والشَّيـبُ مِـلْحٌ فاجْعل الت
عــويــضَ عَــنْ مــلْحٍ بـعـذْبِ
وإِذا بــقــيــتُ ولا بـعـد
تَ فـأَنـتَ بَعْدَ الله حَسْبيِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: ابن سناء الملك
شاعر من النبلاء، مصري المولد والوفاة، كان وافر الفضل، رحب النادي جيد الشعر بديع الإنشاء، كتب في ديوان الإنشاء بمصر مدة، ولاه الملك الكامل ديوان الجيش سنة 606 هـ.وكان ينبز بالضفدع لجحوظ في عينيه
له (دار الطراز- ط) في عمل الموشحات، (وفصوص الفصل- خ) جمع فيه طائفة من إنشاء كتاب عصره ولاسيما القاضي الفاضل، و(روح الحيوان) اختصر به الحيوان للجاحظ و "كتاب مصايد الشوارد"، و(ديوان شعر- ط) بالهند، وفي دار الكتاب الظاهرية بدمشق الجزء الثاني من منظومة في (غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم) يُظن آنها له.
وترجم له الصفدي في الوافي قال:
قال ابن سعيد المَغرِبي": كان غالياً في التشيّع (ثم سمى كتبه ثم قال):
وقال ياقوت الحموي: حدثني الصاحب الوزير جمال الدين الأكرم، قال: كان سناء الملك واسمه رَزين رجلاً يهودياً صيرفيّاً بمصر وكانت له ثروةٌ، فأسلم ثم مات، وخلّف ولدَه الرشيد جعفراً، وكان له مضارَباتٌ وقُروضٌ وتجاراتٌ اكتسب بها أموالاً جمّةً ولم يكن عنده من العلم ما يشتهِر إلا أنه ظفِر بمصر بجزء من كتاب الصِحاح الجَوهري، وهو نِصف الكتاب بخط الجوهري نفسِهِ فاشتراه بشيء يسير، وأقام عنده محروساً عدّة سنين إلى أن ورد إلى مصر رجلٌ أعجمي ومعه النصف الآخر من صحاح الجوهري، فعرضه على كتبيّ بمصر، فقال له: نصف هذا الكتاب الآخر عند الرشيد بن سناء الملك، فجاءه به وقال: هذا نصف الكتاب الذي عندك، فإما أن تُعطِيَني النصفَ الذي عندك وأنا أدفَعُ إليك وزنَه دراهم، فجعل الرشيد يضرب أخماساً لأسداس ويخاصم نفسَه في أحد الأمرين حتى حمل نفسه وأخرج دراهم ووزَن له ما أراد، وكان مقدارها خمسةَ عشر ديناراً، وبقيت النسخة عنده، ونشأ له السعيد ابنهُ هبةُ الله، فتردّد بمصر إلى الشيخ أبي المحاسن البَهنَسي النحوي، وهو والد الوزير البهنسي الذي وزر للأشرف بن العادل، وكان عنده قَبولٌ وذكاء وفطنة، وعاشر في مجلسه رجلاً مغربيّاً كان يتعانى عمل الموشحات المغربية والأزجال، فوقّفه على أسرارها وباحثه فيها وكثّر حتى انقَدَح له في عملها ما زاد على المَغاربة حُسناً، وتعانى البلاغة والكتابة، ولم يكن خَطّه جيّداً، انتهى، قلتُ: وكان يُنبَز بالضفدع لجحوظٍ في عينيه، وفيه يقول ابن الساعاتي، وكتب ذلك على كتابه "مصايد الشوارد":
وفيه يقول أيضاً وقد سقط عن بغل له، كان عالياً جدّاً ويسمَّى الجَمَل:
وهذا دليل على أن ابنَ سناء الملك كان شيعيّاً، ...إلخ
ولم يذكر ابن خلكان أن جده كان يهوديا ولا أنه كان ينبز بالضفدع قال:
ابن سناء الملك القاضي السعيد أبو القاسم هبة الله بن القاضي الرشيد أبي الفضل جعفر بن المعتمد
سناء الملك أبي عبد الله محمد بن هبة الله بن محمد السعدي، الشاعر المشهور، المصري صاحب ديوان الشعر البديع والنظم الرائق، أحد الفضلاء الرؤساء النبلاء، ...إلخ.
وفي السلوك للمقريزي ترجمة نادرة لوالده الرشيد في وفيات سنة 592 ونصها:
وفي خامس ذي الحجة: مات القاضي الرشيد ابن سناء الملك. قال القاضي الفاضل فيه: "ونعم الصاحب الذي لا تخلفه الأيام، ولا يعرف له نظير من الأقوام: أمانة سمينة، وعقيدة ود متينة، ومحاسن ليست بواحدة، ومساع في نفع المعارف جاهدة. وكان حافظا لكتاب الله، مشتغلا بالعلوم الأدبية، كثير الصدقات، نفعه الله، والأعمال الصالحات، عرفه الله بركاتها".
ومن شعر ابن سناء الملك قصيدة في 68 بيتا يودع بها والده القاضي الرشيد في سفرة له إلى دمشق، وفيها قوله:
ومن مدائحه في الرشيد الموشح الذي مطلعه:
أَخْمَلَ ياقوتَ الشفقْ - دُرُّ الدراري
وفيه قوله:
ثم أورد العماد موشحا له في رثاء أمه أوله:
وكلا الموشحين ليسا في ديوانه المنشور في إصدارات الموسوعة السابقة
(1) قلت أنا بيان: انفرد ياقوت بهذه المعلومة الخطيرة وقد فندها الأستاذ محمد إبراهيم نصر في كتابه (ابن سناء الملك) انظر كلامه كاملا في صفحة القصيدة الدالية التي أولها: