البيت العربي
ما أَميَلَ النَفسَ إِلى الباطِلِ
عدد ابيات القصيدة:23
ما أَميَلَ النَفسَ إِلى الباطِلِ
وَأَهـوَنَ الدُنـيا عَلى العاقِلِ
تُـرضـي الفَتى في عاجِلٍ شَهوَةٌ
لَو خَـسِـرَ الجَـنَّةـَ فـي الآجِـلِ
يَـبـيـعُ مـا يَبقى بِما يَنقَضي
فِعلُ السَفيهِ الأَحمَقِ الجاهِلِ
يا مَن رَأى لي واصِلاً مُرشِداً
وَإِنَّنـــي أَكـــلَفُ بِـــالواصِـــلِ
يا مَن رَأى لي عالِماً عامِلاً
فَــأَلزَمُ الخِــدمَــةَ لِلعــامِــلِ
أَم مَـن رَأى عـالِمـاً سـاكِـتـاً
وَعَـــقـــلُهُ فــي عــالَمٍ جــائِلِ
يَـسـرَحُ فـي زَهـرِ رِياضِ النُهى
لَيــسَــت كَــرَوضِ مــاحِـلٍ ذابِـلِ
يــا رُبَّ قَــلبٍ كَــجَـنـاحٍ هَـفَـت
قَـد غـابَ فـي بَـحرٍ بِلا ساحِلِ
يُــصَــرِّفُ الخَــطــرَةَ مَــذعــورَةً
مِـمّـا يَـرى مِـن مَـنـظَـرٍ هـائِلِ
آهٍ لِسِـــرٍّ صُـــنـــتُهُ لَم أَجِـــد
خَــلفــاً لَهُ قَــطُّ بِــمُـسـتـاهِـلِ
هَــل يَــقُــظٌ يَــسـأَلُنـي عَـلَّنـي
أَكـــشِـــفُهُ لِليَــقُــظِ الســائِلِ
قَـد يَـرحَـلُ المَـرءُ لِمَـطـلوبِهِ
وَالسَبَبُ المَطلوبُ في الراحِلِ
لَو شُــغِـلَ المَـرءُ بِـتَـركـيـبِهِ
كــانَ بِهِ فــي شُــغُــلٍ شــاغِــلِ
وَعــايَـنَ الحِـكـمَـةَ مَـجـمـوعَـةً
مــاثِــلَةً فــي هَــيـكَـلٍ مـاثِـلِ
يـا أَيُّهـا الغـافِـلُ عَن نَفسِهِ
وَيـكَ أُفُـق مِـن سِـنَـةِ الغـافِلِ
وَانـظُـر إِلى الطاعَةِ مَشهورَةً
فـي الفَـلَكِ الصاعِدِ وَالنازِلِ
وَالحَـظ بِـعَينَيكَ أَديمَ السَما
مِــن طـالِعٍ فـيـهـا وَمِـن آفِـلِ
كُــلٌّ عَــلى مَــســلَكِهِ لا يُــرى
عَــن ذَلِكَ المَـسـلَكِ بِـالمـائِلِ
لَو دَبَّرَت أَنــفُـسَهـا لَم تَـغِـب
وَاِطَّلــَعَ النــاقِـصُ كَـالكـامِـلِ
وَاِنـظُـر إِلى المُزنَةِ مَشحونَةً
مُــثـقَـلَةَ الكـاهِـلِ كَـالبـازِلِ
تَــحِــنُّ مِــن شَــوقٍ إِلى وَقـفَـةٍ
أَو خَـطـرَةٍ بِـالبَـلَدِ المـاحِـلِ
يــا لَكَ بُـسـتـانَ عُـقـولٍ بَـدا
لِعَـيـنِ قَـلبِ المُـؤمِنِ العاقِلِ
فَـسِـرُّ هَـذا الشَـأنِ لا يَنجَلي
إِلّا لِعَــبــدٍ مُــخــلِصٍ فــاضِــلِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: أبو اسحاق الألبيري
شاعر أندلسي، أصله من أهل حصن العقاب، اشتهر بغرناطة وأنكر على ملكها استوزاره ابن نَغْزِلَّة اليهودي فنفي إلى إلبيرة وقال في ذلك شعراً فثارت صنهاجة على اليهودي وقتلوه. شعره كله في الحكم والمواعظ، أشهر شعره قصيدته في تحريض صنهاجة على ابن نغزلة اليهودي ومطلعها (ألا قل لصنهاجةٍ أجمعين).