البيت العربي

ما أَنتَ لِلكَلِفِ المَشوقِ بِصاحِبِ
عدد ابيات القصيدة:43

مـا أَنـتَ لِلكَـلِفِ المَـشـوقِ بِـصـاحِـبِ
فَــاِذهَــب عَـلى مَهَـلٍ فَـلَيـسَ بِـذاهِـبِ
عَـرَفَ الدِيـارَ وَقَد سَئِمنَ مِنَ البِلى
وَمَـلَلنَ مِـن سُـقـيا السَحابِ الصائِبِ
فَــأَراكَ جَهـلَ الشَـوقِ بَـيـنَ مَـعـالِمٍ
مِــنـهـا وَجِـدَّ الدَمـعِ بَـيـنَ مَـلاعِـبِ
وَيَــزيــدُهُ وَحــشــاً تَـقـارُضُ وَحـشِهـا
وَصــلَيــنِ بَــيــنَ أَحِــبَّةــٍ وَحَــبــائِبِ
تَـرعـى السُهُـلَةَ وَالحُـزونُ يَـقـينَها
حَــدَّيــنِ بَــيــنَ أَظــافِــرٍ وَمَــخــالِبِ
لَم يَــمــشِ واشٍ بَــيــنَهُـنَّ وَلا دَعـا
بَـيـنـاً لَهُـنَّ صَـدى الغُـرابِ الناعِبِ
مــا كــانَ أَحــسَــنَ هَـذِهِ مِـن وَقـفَـةٍ
لَو كــانَ ذاكَ السِـربُ سِـربَ كَـواعِـبِ
هَــل كُـنـتَ لَولا بَـيـنُهُـم مُـتَـوَحِّمـاً
أَنَّ اِمــرَأً يُــشــجـيـهِ بَـيـنُ مُـحـارِبِ
عَـمـري لَقَـد ظَـلَمَـت ظَـلومُ وَلَم تَجُد
لِمُـــعَـــذَّلٍ فــيــهــا بِــوَعــدٍ كــاذِبِ
سَــدَّت مُــجــانِـبَـةً وَخَـلَّفَـنـي الهَـوى
عَـن هَـجـرِهـا فَـوَصَـلتُ غَـيـرَ مُـجـانِبِ
وَإِذا رَجَــوتُ ثَــنَــت رَجـائِي سَـكـتَـةٌ
مِـن عـاتِـبٍ فـي الحُـبِّ غَـيـرَ مُـعاتِبِ
لَو كــانَ ذَنــبــي غَــيــرِ حُـبِّكـِ إِنَّهُ
ذَنــبــي إِلَيــكِ لَكُــنــتُ أَوَّلَ تــائِبِ
سَــأَروضُ قَـلبـي أَن يَـروحَ مُـبـاعِـداً
لِمُــبــاعِــدٍ وَمُــقــارِبــاً لِمُــقــارِبِ
وَإِذا رَأَيــتُ الهَــجــرَ ضَـربَـةَ لازِبٍ
أَبَــداً رَأَيــتُ الصَـبـرَ ضَـربَـةَ لازِبِ
وَشَــمــائِلُ الحَــسَـنَ بـنِ وَهـبٍ إِنَّهـا
فــي المَـجـدِ ذاتُ شَـمـائِلٍ وَجَـنـائِبِ
لَيُــــقَــــصِّرَنَّ لَجــــاجَ شَـــوقٍ غـــالِبٍ
وَليَـــقـــصُــرَنَّ لَجــاجُ دَمــعٍ ســاكِــبِ
فَــالعَــزمُ يَـقـتُـلُ كُـلَّ سُـقـمٍ قـاتِـلٍ
وَالبُــعــدُ يَــغــلِبُ كُــلَّ وَجـدٍ غـالِبِ
وَلَقَـد بَـعَـثـتُ العـيـسَ تَـحـمِـلُ كِـمَّةً
أَنـــضَـــت عَـــزائِمَ أَركُـــبٍ وَأَكــائِبِ
يُـشـرِقـنَ بِـاللَيـلِ التَـمامِ طَوالِعاً
مِـنـهُ عَـلى نَـجـمِ العِـراقِ الثـاقِـبِ
يَـمـتُـتـنَ بِـالقُـربـى إِلَيـهِ وَعِـنـدَهُ
فِــعــلُ القَـريـبِ وَهُـنَّ غَـيـرُ قَـرائِبِ
وَإِذا رَأَيــتُ أَبــا عَــلِيٍّ فَــالعُــلا
لِمَـــشـــارِقٍ مِــن سَــيــبِهِ وَمَــغــارِبِ
يَـــبـــدو فَــيُــعــرِبُ آخِــرٌ عَــن أَوَّلٍ
مِــنــهُ وَيُــخــبِــرُ شـاهِـدٌ عَـن غـائِبِ
بِــــطَــــرائِقٍ كَــــطَـــرائِقٍ وَخَـــلائِقٍ
كَــــخَــــلائِقٍ وَضَــــرائِبٍ كَـــضَـــرائِبِ
وَمَـــواهِـــبٍ كَـــعـــبِـــيَّةـــٍ وَهــبِــيَّةٍ
يُـجِـبـنَ فـي الإِفـضـالِ فَوقَ الواجِبِ
يَــعــلو عَــلى عُــلَةٍ بِــوَفــدِ أُبُــوَّةٍ
يُــتَــوَهَّمــونَ هُــنــاكَ وَفــدَ كَـواكِـبِ
كــانــوا بِــذاكَ عِـصـابَـةً كَـعَـصـائِبٍ
فــــي مَـــذحِـــجٍ وَذُؤابَـــةً كَـــذَوائِبِ
وَأَرى التَـكَـرُّمَ في الرِجالِ تَكارُماً
مــا لَم يَــكُـن بِـمُـنـاسِـبٍ وَمَـنـاصِـبِ
يَرمي العَواذِلَ في النَدى مِن جانِبٍ
عَــنـهُ وَيَـرمـيـهِ النَـدى عَـن جـانِـبِ
حَــتّــى يَــروحَ مُــتــارِكـاً كَـمُـعـارِكٍ
بِــجَــمــيــعِهِ وَمُــســالِمـاً كَـمُـحـارِبِ
قَهَـــرَ الأُمـــورَ بَــديــهَــةً كَــرَوِيَّةٍ
مِــن حــازِمٍ وَقَــريــحَــةً كَــتَــجــارِبِ
فَــلَّ الخُــطـوبَ وَقَـد خَـطَـبـنَ لِقـائَهُ
فَــرَجَــعــنَ فــي إِخــفـاقِ ظَـنٍّ خـايِـبِ
هُـتِـكَـت غَـيـابَـتُهـا بِـأَبـيَـضَ مـاجِـدٍ
فَــكَــأَنَّمــا هُـتِـكَـت بِـأَبـيَـضَ قـاضِـبِ
فَهـــمٌ أَرَقُّ مِـــنَ الشَــآبِ وَفِــطــنَــةٌ
رَدَّت أَقــاصــي الغَــيـبِ رَدَّ الهـارِبِ
وَمَـــكـــارِمٌ مَــعــمــورَةٌ بِــصَــنــائِعٍ
فَــكَــأَنَّهــا مَــمــطــورَةٌ بِــسَــحــائِبِ
وَغَــرائِبٌ فــي الجـودِ تَـعـلَمُ أَنَّهـا
مِــن عــالِمٍ أَو شــاعِــرٍ أَو كــاتِــبِ
لِلَّهِ أَنــتَ وَأَنــتَ تُــحــرِزُ واحِــبــاً
سَــبــقَــيـنِ سَـبـقَ مَـحـاسِـنٍ وَمَـواهِـبِ
فــي تَــوبَــةٍ مِــن تــائِبٍ أَو رَهـبَـةٍ
مِــن راهِــبٍ أَو رَغــبَــةٍ مِــن راغِــبِ
أَعــطَــيــتَ ســائِلَكَ المُــحَـسَّدَ سُـؤلَهُ
وَطَـلَبـتَ بِـالمَـعـروفِ غَـيـرَ الطـالِبِ
عَـلَّمـتَـنـي الطَـلَبَ الشَـريـفَ وَرُبَّمـا
كُـنـتُ الوَضـيـعَ مِـن اِتِّضـاعِ مَطالِبي
وَأَرَيـــتَـــنــي أَنَّ السُــؤالَ مَــحَــلَّةٌ
فــيـهـا اِخـتِـلافُ مَـنـازِلٍ وَمَـراتِـبِ
وَبَـسَـطـتَ لي قَـبـلَ النَـوالِ عِـنـايَةً
بَـسَـطَـت مَـسـافَـةَ لَحـظِـيَ المُـتَـقارِبِ
وَعَــرَفــتُ وُدَّكَ فـي تَـعَـصُّبـِ شـيـعَـتـي
وَوجــوهِ إِخــوانــي وَعَـطـفِ أَقـارِبـي
فَـــلَئِن شَـــكَــرتُــكَ إِنَّنــي لَمُــعَــذِّرٌ
فـــي واجِـــبٍ وَمُـــقَـــصِّرٌ عَــن واجِــبِ