البيت العربي

ما أَنصَفَ القَومُ ضَبَّه
عدد ابيات القصيدة:39

مــا أَنــصَــفَ القَـومُ ضَـبَّه
وَأُمَّهــــــُ الطُــــــرطُــــــبَّه
رَمَــــوا بِــــرَأسِ أَبـــيـــهِ
وَبــــاكَـــوا الأُمَّ غُـــلبَه
فَــلا بِــمَــن مــاتَ فَــخــرٌ
وَلا بِــمَــن نــيــكَ رَغــبَه
وَإِنَّمـــا قُـــلتُ مـــا قُـــل
تُ رَحــــمَــــةً لا مَـــحَـــبَّه
وَحـــــيـــــلَةً لَكَ حَــــتّــــى
عُــذِرتَ لَو كُــنــتَ تــيــبَه
وَمــا عَــلَيــكَ مِــنَ القَــت
لِ إِنَّمـــــا هِـــــيَ ضَــــربَه
وَمــا عَــلَيــكَ مِــنَ الغَــد
رِ إِنَّمــــــا هُـــــوَ سُـــــبَّه
وَمــا عَــلَيــكَ مِــنَ العــا
رِ إِنَّ أُمَّكــــــَ قَـــــحـــــبَه
وَمــا يَــشُــقُّ عَــلى الكَــل
بِ أَن يَــكــونَ اِبـنَ كَـلبَه
مــا ضَــرَّهــا مَــن أَتـاهـا
وَإِنَّمــــــا ضَـــــرَّ صُـــــلبَه
وَلَم يَـــنِـــكـــهـــا وَلَكِــن
عِــــجــــانُهـــا نـــاكَ زُبَّه
يَـــــلومُ ضَـــــبَّةــــَ قَــــومٌ
وَلا يَــــلومــــونَ قَــــلبَه
وَقَـــــلبُهُ يَـــــتَـــــشَهّـــــى
وَيُـــلزِمُ الجِـــســمَ ذَنــبَه
لَو أَبــصَـرَ الجِـذعَ شَـيـئاً
أَحَــبَّ فــي الجِــذعِ صَــلبَه
يـا أَطـيَـبَ النـاسِ نَـفـساً
وَأَليَــــنَ النـــاسِ رُكـــبَه
وَأَخـــبَـــثَ النــاسِ أَصــلاً
فــي أَخــبَـثِ الأَرضِ تُـربَه
وَأَرخَــــصَ النــــاسِ أُمّــــاً
تَـــبـــيــعُ أَلفــاً بِــحَــبَّه
كُــــلُّ الفُــــعـــولِ سِهـــامٌ
لِمَـــريَـــمٍ وَهـــيَ جَـــعــبَه
وَمــا عَــلى مَــن بِهِ الدا
ءُ مِــــن لِقـــاءِ الأَطِـــبَّه
وَلَيــــسَ بَــــيــــنَ هَــــلوكٍ
وَحُــــرَّةٍ غَـــيـــرُ خِـــطـــبَه
يــا قــاتِــلاً كُــلَّ ضَــيــفٍ
غَـــنـــاهُ ضَـــيـــحٌ وَعُــلبَه
وَخَـــــوفُ كُـــــلِّ رَفــــيــــقٍ
أَبــاتَــكَ اللَيــلُ جَــنــبَه
كَــذا خُــلِقـتَ وَمَـن ذا ال
لَذي يُــــــــغــــــــالِبُ رَبَّه
وَمَــــن يُــــبــــالي بِــــذَمٍّ
إِذا تَــــعَــــوَّدَ كَــــســــبَه
أَما تَرى الخَيلَ في النَخ
لِ سُـــربَـــةً بَــعــدَ سُــربَه
عَـــلى نِـــســـائِكَ تَـــجــلو
فَــعــولَهــا مُــنــذُ سَـنـبَه
وَهُــــنَّ حَـــولَكَ يَـــنـــظُـــر
نَ وَالأُحَــــيـــراحُ رَطـــبَه
وَكُــــلُّ غُـــرمـــولِ بَـــغـــلٍ
يَــرَيــنَ يَــحــسُــدنَ قُـنـبَه
فَـــسَـــل فُــؤادَكَ يــا ضَــب
بَ أَيــــنَ خَــــلَّفَ عُـــجـــبَه
وَإِن يَـــخُـــنـــكَ لَعَـــمــري
لَطـــالَمـــا خــانَ صَــحــبَه
وَكَـــيـــفَ تَـــرغَـــبُ فــيــهِ
وَقَـــد تَـــبَـــيَّنـــتَ رُعــبَه
مــا كُــنــتَ إِلّا ذُبــابــاً
نَـــفَـــتـــكَ عَـــنّــا مِــذَبَّه
وَكُــنــتَ تَــفــخَــرُ تــيـهـاً
فَـــصِـــرتَ تَـــضـــرِطُ رَهــبَه
وَإِن بَـــعُـــدنــا قَــليــلاً
حَـــمَـــلتَ رُمــحــاً وَحَــربَه
وَقُــــلتَ لَيـــتَ بِـــكَـــفّـــي
عِـــنـــانَ جَــرداءَ شَــطــبَه
إِن أَوحَــشَــتــكَ المَـعـالي
فَـــــإِنَّهـــــا دارُ غُــــربَه
أَو آنَــسَــتــكَ المَــخــازي
فَــــإِنَّهــــا لَكَ نِــــســــبَه
وَإِن عَـــــرَفـــــتَ مُــــرادي
تَـــكَـــشَّفــَت عَــنــكَ كُــربَه
وَإِن جَهِـــــــلتَ مُـــــــرادي
فَـــــإِنَّهـــــُ بِــــكَ أَشــــبَه
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: المُتَنَبّي
الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.
ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.
قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.
وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.
قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.
عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.
وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.