البيت العربي
ما سَدِكَت عِلَّةٌ بِمَورودِ
عدد ابيات القصيدة:27
مـــا سَـــدِكَـــت عِـــلَّةٌ بِـــمَـــورودِ
أَكـــرَمَ مِـــن تَـــغـــلِبَ بــنِ داوُّدِ
يَـأنَـفُ مِـن مـيـتَـةِ الفِـراشِ وَقَـد
حَــــلَّ بِهِ أَصـــدَقُ المَـــواعـــيـــدِ
وَمِــثــلُهُ أَنــكَــرَ المَــمـاتَ عَـلى
غَــيــرِ سُــروجِ السَــوابِـحِ القـودِ
بَــعــدَ عِــثــارِ القَــنــا بِـلَبَّتـِهِ
وَصَــــربِهِ أَرؤُسَ الصَــــنــــاديــــدِ
وَخَـــوضِهِ غَـــمـــرَ كُـــلِّ مَهـــلَكَـــةِ
لِلذِمــرِ فــيــهــا فُــؤادُ رِعـديـدِ
فَــإِن صَــبَــرنــا فَــإِنَّنــا صُــبُــرٌ
وَإِن بَــكَــيــنــا فَــغَــيـرُ مَـردودِ
وَإِن جَـــزِعـــنــا لَهُ فَــلا عَــجَــبٌ
ذا الجَزرُ في البَحرِ غَيرُ مَعهودِ
أَيــنَ الهِــبــاتُ الَّتـي يُـفَـرِّقُهـا
عَــلى الزَرافــاتِ وَالمَــواحــيــدِ
ســـالِمُ أَهـــلِ الوِدادِ بَــعــدَهُــمُ
يَـــســـلَمُ لِلحُــزنِ لا لِتَــخــليــدِ
فَــمــا تُـرَجّـي النُـفـوسُ مِـن زَمَـنٍ
أَحــمَــدُ حــالَيــهِ غَــيـرُ مَـحـمـودِ
إِنَّ نُــيــوبَ الزَمــانِ تَــعــرِفُـنـي
أَنــا الَّذي طــالَ عَـجـمُهـا عـودي
وَفــيَّ مــا قــارَعَ الخُــطـوبَ وَمـا
آنَــسَــنــي بِــالمَــصــائِبِ الســودِ
مـا كُـنـتَ عَـنـهُ إِذِ اِسـتَغاثَكَ يا
سَــيــفَ بَــنــي هــاشِــمٍ بِـمَـغـمـودِ
يـا أَكـرَمَ الأَكرَمينَ يا مَلِكَ ال
أَمــلاكِ طُـرّاً يـا أَصـيَـدَ الصـيـدِ
قَــد مـاتَ مِـن قَـبـلِهـا فَـأَنـشَـرَهُ
وَقـعُ قَـنـا الخَـطِّ فـي اللَغـاديدِ
وَرَمــيُـكَ اللَيـلَ بِـالجُـنـودِ وَقَـد
رَمَــيــتَ أَجــفــانَهُــم بِــتَـسـهـيـدِ
فَــصَــبَّحــَتــهُــم رِعــالُهــا شُـزَّبـاً
بَـــيـــنَ ثُــبــاتٍ إِلى عَــبــاديــدِ
تَـحـمِـلُ أَغـمـادُهـا الفِـداءَ لَهُـم
فَـاِنـتَـقَـدوا الضَـربَ كَـالأَخاديدِ
مَـــوقِـــعُهُ فـــي فِـــراشِ هــامِهِــمُ
وَريــحُهُ فــي مَــنــاخِــرِ الســيــدِ
أَفـنـى الحَـيـاةَ الَّتـي وَهَـبتَ لَهُ
فـــي شَـــرَفٍ شــاكِــراً وَتَــســويــدِ
سَــقــيــمَ جِــســمٍ صَـحـيـحَ مَـكـرُمَـةٍ
مَــنــجــودَ كَــربٍ غِــيـاثَ مَـنـجـودِ
ثُــمَّ غَــدا قَــيـدُهُ الحِـمـامُ وَمـا
تَــخــلُصُ مِــنــهُ يَــمــيـنُ مَـصـفـودِ
لا يَــنـقُـصُ الهـالِكـونَ مِـن عَـدَدٍ
مِـــنـــهُ عَــلِيٌّ مُــضَــيَّقــُ البــيــدِ
تَهُـــبُّ فـــي ظَهـــرِهـــا كَــتــائِبُهُ
هُـــبـــوبَ أَرواحِهــا المَــراويــدِ
أَوَّلُ حَـــرفٍ مِـــنِ اِســمِهِ كَــتَــبَــت
سَـنـابِـكُ الخَـيـلِ فـي الجَـلامـيدِ
مَهـمـا يُـعَـزُّ الفَـتـى الأَميرَ بِهِ
فَـــلا بِـــإِقـــدامِهِ وَلا الجـــودِ
وَمِــن مُــنــانــا بَــقــائُهُ أَبَــداً
حَـــتّـــى يُـــعَـــزّى بِــكُــلِّ مَــولودِ
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: المُتَنَبّي
الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.
ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.
قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.
وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.
قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.
عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.
وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.