قصيدة ما ضره يوم النوى لو ودعا للشاعر عبد العزيز بن حمد آل مبارك

البيت العربي

ما ضَرَّهُ يَومَ النَّوى لَو وَدَّعا


عدد ابيات القصيدة:43


ما ضَرَّهُ يَومَ النَّوى لَو وَدَّعا
مــــا ضَــــرَّهُ يَـــومَ النَّوى لَو وَدَّعـــا
وَأَزاحَ عَــن ذاكَ الجــمـالِ البُـرقُـعـا
بــل مــا عَــلَيــهِ لو سَـقـى مِـن ريـقِهِ
ذا غُــلَّةٍ بــسِـوى اللمـى لَن تُـنـقَـعـا
يــا هَــل تُـرَاهُ رَأى التَّحـَجُّبـَ خَـشـيَـةً
مِــن أَن أَراهُ لَدى الفِـراقِ فَـأَجـزَعـا
تــفـديـهِ مُهـجَـتِـيَ العـزيـزةُ إِذ غَـدا
حَـذَراً مِـنَ الرُّقـبـا يُـفـيـضُ الأَدمُـعا
إِذ قُــلتُ مـا أَقـسـاكَ قَـلبـاً قـالَ دَع
هَـــذا فَـــقَــلبــي لِلفِــراقِ تَــصَــدَّعــا
واهــاً لهُ مِــن ظَــبــيِ إِنــسٍ لَم يَــزَل
قَـــلبـــي لهُ دُونَ الجَــآذِرِ مَــرتَــعــا
حــــفِـــظَ الإِلهُ عُهُـــودَهُ مِـــن شـــادِنٍ
لِلعَهــدِ مُــنــذُ عُــلِّقــتُهُ مــا ضَــيَّعــا
وَسَــقــى مــعــاهِــدَة الغــمـام وَعَهـدَهُ
غَــيــثُ السُّرورِ المُــرجَــحِـنُّ فَـأمـرَعـا
قُــم يــا رَفِــيـقـي وَاسـقِـنِـي يَـمَـنِـيَّةً
أَزكَــى مِــن الوَردِ الذَّكِــيِّ وَأَضــوَعــا
وَأَدِر عَــلَيــنــا مِــن جَــنــاهـا قَهـوَةً
حَـمـراء تَـسـتَـصـبِـي العَـفِيفَ الأَورَعا
بِــكــراً تُــعِــيــرُ الكــأسَ لَونَ مُـتَـيَّم
فَــتَــخــالهُ بِــجَــمــالِهــا مُــتَــوَلِّعــا
وَتَــعــال غَــنِّ لَنــا بِــسُـكّـانِ الحِـسـا
وَأَعِــد لَنــا ذِكــرَ الفَــريــقِ مُـرَجِّعـا
لَهــفِــي عَــلَيــهِ مَـربَـعـاً فَـلَكَـم حَـوَى
بَــدراً بِــلَيــلِ الشــعــرِ ظَـلَّ مُـقَـنَّعـا
وَلَكَـــم بِهِ مِـــن غـــادَةٍ وَهـــنَـــانَـــةٍ
كَــالشَّمــسِ لَكــن لِلوَرَى لن تَــطــلُعــا
مَـحـجُـوبَـةٌ بِـظُـبـا المَـواضِـي وَالقَـنا
تَــقِــفُ الأَمَــانـي عَـن هَـواهـا ظُـلَّعـا
حَــوراءُ واضِــحَــةُ الجَــبــيــنِ خَـريـدَةٌ
يَـغـدُو الحـلِيـمُ بِهـا مُـعَـنّـى مُـولَعـا
لَمــيَــاءُ تــبــسَــمُ عــن جُــمَـانٍ واضِـحٍ
مِــن حــولِهِ وَردُ الشَّبــِيــبَـةِ أَيـنَـعـا
هَـيـفـاءُ تَـعـثُـر إِن مـشَـت فـي مِـرطِها
خــجَــلاً وَتَــبــخَـلُ بِـالسَّلـامِ تَـمَـنُّعـا
أغــلَت عَــلى غَــيــري الوصـالَ وَإِنَّنـي
عــاطَــيــتُهـا كـأسَ التَّواصُـلِ مُـتـرَعـا
يــا صــاحِــبَــيَّ ذَرا المَــلامَ وَخَـلِّيـا
عَــيــنَــيَّ مِـن بَـعـدِ الأَحِـبَّةـِ تَـدمـعَـا
إِنّـي عَـقـدتُ مَـعَ الغَـوَانِـي في الهَوى
عَهـــداً وَلَســـتُ لِعَهـــدِهِـــنَّ مُــضَــيِّعــا
يــا راكِــبــاً خَــلِّ الأَراكــةَ يــمـنَـةً
وجُــزِ الفَــلاةِ وجُـز سـلامـاً مُـسـرِعـا
وَإِذا وَصــلتَ إِلى الهُــفُــوفِ فــبَـلِّغَـن
عــنِّيــ التَــحِــيَّةـَ سـاكِـنِـيـهِ أَجـمَـعـا
وَاعــدِل لربــعِ الرِّفـعَـةِ الغَـرّا وَقِـف
فِــي سُــوحِهــا مُــتَــذَلِّلا مُــتَــخَــضِّعــا
وَاقــرَ السَّلــامَ بــدُورَ تِــمٍّ أَوطـنُـوا
عَـــرَصـــاتِهِ فَــغَــدا بِهِــم مُــتَــرَفِّعــا
وَاخــتَــصَّ مِــنــهُـم بِـالتَّحـِيَّةـِ مـاجِـداً
فـــاقَ الكـــرامَ تَــفَــضُّلــا وَتَــوَرُّعــا
ذا الفَضلِ راشداً الهُمامَ أَبا الثَّنا
العـالمَ الحَـبـرَ البَـليـغَ المِـصـقَـعا
الأَوحَــد النَّدبَ الأَجَـلَّ فَـتـى العُـلا
الحــازِمَ اليَــقِـظَ الهِـزَبـرَ الأَدرَعـا
طِــرفٌ كَــرِيــمُ الوالِدَيــنِ مُــقــابــلاً
مِــن دَوحَــةِ الشَّرَفِ الجَــليـلِ تَـفَـرَّعـا
حُــــلوُ الشَّمــــائِلِ أَريَــــحِــــيٌّ ســــيِّدٌ
نـالَ العُـلا في الدينِ وَالدُّنيا مَعا
ذُو هِـــمَّةـــٍ سَـــمَـــتِ السِّمــاكَ وَسُــؤدَدٍ
لبَّتــهُ أَبــكــارُ المَــعــالِي إِذ دَعــا
وَمَهــابَــةٍ تُــغــنِــيــهِ عَــن أَنــصــارِهِ
وَجَـــلالَةٍ قَـــد أَذكَـــرَتـــنــا تُــبَّعــا
وَإِذا تَــــصَــــدَّرَ فـــي النَّدِيِّ رأيـــتَهُ
بَــدراً وبَــحــراً لِلجَــواهِــرِ مَـجـمَـعـا
ذاكَ الَّذي إِن قـــالَ أَنـــهَــلَ نــطــقُهُ
لُبّـــاً وشـــنَّفــَ بِــاللآلي مَــســمَــعــا
وَاذكُـــر لهُ عَـــنِّيــ غَــرامــاً بَــعــضُهُ
لَو كــانَ يَــحــمِــلُهُ ثَــبـيـرٌ ضُـعـضِـعـا
فــــارقــــتُهُ مُــــتَــــوَجِّعـــاً لِفِـــراقِهِ
ورَحــلتُ عــنــهُ بــاكِــيــاً مُــتَــفَـجِّعـا
وَمِــنَ العَــجــائِبِ نَـصِّيـَ القُـلُصَ الَّتـي
تَـنـأَى بِـنـا عَـنـهُـم وَتُـقصِي الموضِعا
هَـيـهـاتَ مـا اخـتَـرتُ الرَّحـيـلَ وإِنَّما
نـادَى بِـنـا داعِـي القَـضـاء فـأَسـمَعَا
وَأَزِمَّةــُ المَــقــدُورِ تَــقـتـادُ الفَـتـى
وَلذاكَ مَــحــتُـومُ القَـضـا لَن يُـدفَـعـا
فَــعَــسَــى مِـن اللطـفِ الإِلَهِـي نَـفـحَـةٌ
أُضــحِــي بِهــا بِــجــمـالِكُـم مُـتَـمَـتِّعـا
وَعَــسَــى أُوَيــقــاتُ الفِــراقِ قَــصـيـرَةً
وَعَــســى أُسَــرُّ بــجَــمــعِ شَــمــلٍ صُـدِّعـا
وعَــــلَيــــكُــــمُ مِــــنّـــي سَـــلامٌ رائِقٌ
فـــي طَـــيِّهــِ سِــرُّ الصَّبــابَــةِ أُودِعــا
مـا نـاحَـتِ الوَرقـا سُـحَـيـراً أو حَـدا
حــادِي الرِّكــابِ وَمــا حَــبــيـبٌ وَدَّعـا
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

عبد العزيز بن حمد آل مبارك، من بني تميم.
ولد بمحلة الرفعة، من مدينة الهفوف بالأحساء.
حفظ القرآن في سن مبكرة، ثم رحل مع والده إلى مكة وأقام بها سنوات، تلقى خلالها قسطاً من مبادئ العلوم الشرعية والتاريخية واللغوية، ثم عاد إلى بلده وعكف على التدريس والتحصيل وسنه لم تتجاوز الخامسة عشرة.
وقد ترك شعراً ينوف عن ألف بيت.
توفي في الأحساء.
له: تدريب السالك.
تصنيفات قصيدة ما ضَرَّهُ يَومَ النَّوى لَو وَدَّعا