البيت العربي

ما عَلى الدَّهْر بعد رُؤياك عَتْبُ
عدد ابيات القصيدة:45

مـا عَـلى الدَّهْـر بـعـد رُؤيـاك عَتْبُ
مـــالَهُ بَـــعْـــد أَن رأَيـــتُــك ذَنْــبُ
هــذه النَّظــرةُ التــي كـنـت أَشـتـا
قُ إِليــهــا طــولَ الزَّمــانِ وأَصْـبُـو
قــد رأَى كُـلُّ مـا يُـوالي المُـوالِي
أَو دَرَى كُـــلُّ مَـــا يُــحِــبُّ المــحِــبُّ
شَــمِــلتْــنــي كُــلُّ المَــسَــراتِ حــتَّى
كــلُّ عــضـو مـن جُـمـلتـي فـيـه قَـلْبُ
أَقـبـل البـدرُ طـالعـاً بـعد أَنْ كا
نَ له حــيــن غَــاب فـي الشَّرق غَـرْبُ
أَقـبـلَ الغَوثُ أَسبلَ الغيثُ جاءَ ال
لَّيــثُ وافــى الوَزيـرُ عـاد الخِـصْـبُ
لا تَــقُـل إِنَّ قـبـلَه الخِـصـبَ وَافـى
كُــلُّ خِــصْــبٍ مِــن قــبــلِه فَهْـو جَـدْبُ
قـــمـــرٌ يُـــجْـــتَـــلَى وبِـــرٌّ يُــوَاَلى
وغَـــمَـــامٌ يَهـــمِـــي وبَــحْــر يَــعُــبُّ
وعُـــلاً فـــوقَ الَّســمــواتِ يَــسْــتــع
لِي ونـــارٌ فـــوقَ الدَّرارِي تُـــشَـــبُّ
وصـــبـــاحٌ مــن المــكــارمِ يــبْــدُو
ونــــســــيــــمٌ للمــــأْثُـــرات يَهُـــبُّ
سـارَ مـسـتـصـحِـبَ النجومِ كذا البد
رُ إِذا ســـارَ فـــالنُّجـــومُ الصَّحـــْبُ
خُــــدِمَــــتْ طُــــرْفُه بــــكـــنـــسٍ ورَشٍّ
رَمَـــثَـــتـــهـــا لَه رِيـــاحٌ وسُـــحْــبُ
لبـــسَ الأُفْـــقُ حُــلَّة السُّحــبِ للزّيِ
نــةِ حَــتَّى لهــا عــلى الأَرْض سَـحْـبُ
وكــذا نَــوبَـةُ البـشـائِر فـي الأُف
ق سُــــروراً لهــــا عَــــروضٌ وضَــــرْب
زعْـفـرانُ الخَـلوق فـي الأُفـق بـرقٌ
وثـــنـــايـــاهُ بِـــالتَّبـــَسُّمـــ شُهــبُ
وكـــأَنَّ الرُّعـــودَ يُــقــرأُ مــنــهــا
للتَّهـــانـــي ولِلبـــشـــائِر كُـــتْـــبُ
أَخَــذَتْ مــصــرُ حــقَّهــا مِــن دِمَــشــقٍ
بَــعْـد مـا طَـالَ مِـنْ دِمَـشْـقَ الغَـصْـبُ
ليـس مِـصْـرُ مِـصْـراً وقَـدْ غـابَ عَـنْها
لا ولا طـعـمُ نـيـلِهـا العَـذْبِ عذبُ
ولَعَــمْــرِي مــا غَـابَ مُـذْ غـاب عَـنَّا
لَمْ يَـــغِـــبْ مَــنْ نَــوالُه لاَ يــغِــبُّ
إِنَّ مِــصْـراً إِذ أَنـشـأَتْه اسْـتَـطـالَت
وازْدَهــاهــا بِه اخــتــيــالٌ وعُـجْـب
أَنْـشَـأَتْ مِـنـه مـن يَـطُوفُ به الوفْدُ
ويَــحْــدو بِــالمــدحِ فِــيــه الرَّكْــبُ
أَنْـشَـأَتْ مـنـه مـن يـدورُ عـليـه ال
مُــلكُ دَوْرَ الأَفْــلاكِ وهْــوَ الْقُـطْـبُ
أَنْــشــأَتْ مِـنْه مـن يُـراعُ بـهِ الدهْ
رُ وَمَــنْ يَــســتــجِــيـرُ مِـنْهُ الخَـطْـبُ
وإِذا مــــا أُزيـــل عَـــنْه حِـــجَـــابٌ
فَــعــليــه مِــنَ المــهــابَــةِ حُــجْــبُ
مــذ رأَيْــنَـا مَـضَـاءَ أَقْـلامِهِ الرُّقْ
شِ عَــلِمْــنَــا أَنَّ المــنــاصِــلَ قُــربُ
كــلُّ خَــلْقٍ فــي قَــلْبِه مــن سُــطــاهُ
ونَــــدى رَاحَــــتـــيـــه حُـــبٌّ ورُعْـــبُ
أَيُّهــا الطــالِبــون لن تَــلْحــقُــوه
إِنَّ مَــا تــطــلبُــونَ لا يَــســتَــتِــبُّ
فـدعُـوا جَهْـدَكـم فـمـا الَّسـعـدُ جِنْسٌ
يُــشــتَــرى نَــوعُه ولاَ الحَــظُّ كَـسْـبُ
فـــالمُـــعـــادِي له يُهـــان ويَهــوِي
وعــــلى وجْهِه يُــــكَـــبُّ ويَـــكْـــبُـــو
مــن يُــعــادِي أَيَّاــمَه ليــس يَـعـدو
ه ســريــعــاً نــفــيٌ وقَــتْــلٌ وصَــلْبُ
أَيـهـا الصَّاـحِـبُ الَّذي أَمـرُه الجِـدُّ
وأَمْـــــرُ الأَنـــــام لَهْــــو ولِعْــــبُ
عــشــتُ حــتــى رأَيــتُ مـا أَرتـجـيـه
واشْــتـفـي لِي مـن البُـعـادِ الْقُـربُ
ورأَيـــتُ الوجْهَ الذي مُـــذْ تَــجــلَّى
سُــــرَّ قــــلبٌ مـــنِّيـــ وسُـــرِّيَ كـــربُ
عَــرَّقَـتْـنـي الأَيـام بَـعْـدَكَ واجـتـا
حَــــت وللدَّهْـــر فـــيَّ أَكْـــلٌ وشُـــربُ
ونــعــم كُــنــتُ أَبـيـضَ الحـالِ لكـن
ســـوَّدتْه تِـــلكَ الســـنـــونَ الشَّهــبُ
آهِ مـــمـــا لاقــيــتُ بــعــدَكَ مِــمَّا
مِـــنْ أَقـــلَّ مـــنـــه يُهــدُّ الهُــضــبُ
لا حــبــيــبٌ لا مُــسِــعـدٌ لا مُـواسٍ
لا أَنـــيـــسٌ لا صـــاحـــبٌ لا تِــرْبُ
ولعــمــرِي مــذ عُــدْتَ أَيــقـنـتُ أَنِّي
ســــــــأَرى مــــــــا أَودُّه وأُحِــــــــبُّ
وتـــحـــقَّقـــْتُ مـــن إِيـــابِـــك هــذا
أَنَّ صَـــدْرِي رحْـــبٌ وعـــيـــشــي رَطْــبُ
وسـيـأَتـي مـا كـنـتُ أَعـهـدُ مـن عـي
شـي قـديـمـاً لا بـلْ يـزيـدُ ويَـربُو
وســيــعْــدو لِطـائر القـلبِ مِـنْ جـو
دِك عِـــنـــدي عُـــشٌّ وعَـــيْــشٌ وعُــشْــبُ
أَنا أَرجو نصري على الدّهر إِذ جئ
تَ وبَــــــيْـــــنـــــي دَهْـــــرِيَ حَـــــرْبُ
بـك يـعـلو الوليُّ يُـسْـتَـنْزَلُ النصرُ
يُـــنـــالُ المُـــنـــى يَهــونُ الصَّعــْب
أَوَمَــا أَنْــت خــيــرُ مـن وطِـئَ التُّر
بَ ومَــــنْ قُــــبِّلــــت لديــــه التُّربُ
كُــلُّ نـجـم فـي نُـور نَـجـمِـك يَـخْـفَـى
كــلُّ نــارٍ فــي ضــوءِ نَـارِكَ تَـحْـبُـو
مشاركات الزوار
شاركنا بتعليق مفيد
الشاعر: ابن سناء الملك
شاعر من النبلاء، مصري المولد والوفاة، كان وافر الفضل، رحب النادي جيد الشعر بديع الإنشاء، كتب في ديوان الإنشاء بمصر مدة، ولاه الملك الكامل ديوان الجيش سنة 606 هـ.وكان ينبز بالضفدع لجحوظ في عينيه
له (دار الطراز- ط) في عمل الموشحات، (وفصوص الفصل- خ) جمع فيه طائفة من إنشاء كتاب عصره ولاسيما القاضي الفاضل، و(روح الحيوان) اختصر به الحيوان للجاحظ و "كتاب مصايد الشوارد"، و(ديوان شعر- ط) بالهند، وفي دار الكتاب الظاهرية بدمشق الجزء الثاني من منظومة في (غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم) يُظن آنها له.
وترجم له الصفدي في الوافي قال:
قال ابن سعيد المَغرِبي": كان غالياً في التشيّع (ثم سمى كتبه ثم قال):
وقال ياقوت الحموي: حدثني الصاحب الوزير جمال الدين الأكرم، قال: كان سناء الملك واسمه رَزين رجلاً يهودياً صيرفيّاً بمصر وكانت له ثروةٌ، فأسلم ثم مات، وخلّف ولدَه الرشيد جعفراً، وكان له مضارَباتٌ وقُروضٌ وتجاراتٌ اكتسب بها أموالاً جمّةً ولم يكن عنده من العلم ما يشتهِر إلا أنه ظفِر بمصر بجزء من كتاب الصِحاح الجَوهري، وهو نِصف الكتاب بخط الجوهري نفسِهِ فاشتراه بشيء يسير، وأقام عنده محروساً عدّة سنين إلى أن ورد إلى مصر رجلٌ أعجمي ومعه النصف الآخر من صحاح الجوهري، فعرضه على كتبيّ بمصر، فقال له: نصف هذا الكتاب الآخر عند الرشيد بن سناء الملك، فجاءه به وقال: هذا نصف الكتاب الذي عندك، فإما أن تُعطِيَني النصفَ الذي عندك وأنا أدفَعُ إليك وزنَه دراهم، فجعل الرشيد يضرب أخماساً لأسداس ويخاصم نفسَه في أحد الأمرين حتى حمل نفسه وأخرج دراهم ووزَن له ما أراد، وكان مقدارها خمسةَ عشر ديناراً، وبقيت النسخة عنده، ونشأ له السعيد ابنهُ هبةُ الله، فتردّد بمصر إلى الشيخ أبي المحاسن البَهنَسي النحوي، وهو والد الوزير البهنسي الذي وزر للأشرف بن العادل، وكان عنده قَبولٌ وذكاء وفطنة، وعاشر في مجلسه رجلاً مغربيّاً كان يتعانى عمل الموشحات المغربية والأزجال، فوقّفه على أسرارها وباحثه فيها وكثّر حتى انقَدَح له في عملها ما زاد على المَغاربة حُسناً، وتعانى البلاغة والكتابة، ولم يكن خَطّه جيّداً، انتهى، قلتُ: وكان يُنبَز بالضفدع لجحوظٍ في عينيه، وفيه يقول ابن الساعاتي، وكتب ذلك على كتابه "مصايد الشوارد":
وفيه يقول أيضاً وقد سقط عن بغل له، كان عالياً جدّاً ويسمَّى الجَمَل:
وهذا دليل على أن ابنَ سناء الملك كان شيعيّاً، ...إلخ
ولم يذكر ابن خلكان أن جده كان يهوديا ولا أنه كان ينبز بالضفدع قال:
ابن سناء الملك القاضي السعيد أبو القاسم هبة الله بن القاضي الرشيد أبي الفضل جعفر بن المعتمد
سناء الملك أبي عبد الله محمد بن هبة الله بن محمد السعدي، الشاعر المشهور، المصري صاحب ديوان الشعر البديع والنظم الرائق، أحد الفضلاء الرؤساء النبلاء، ...إلخ.
وفي السلوك للمقريزي ترجمة نادرة لوالده الرشيد في وفيات سنة 592 ونصها:
وفي خامس ذي الحجة: مات القاضي الرشيد ابن سناء الملك. قال القاضي الفاضل فيه: "ونعم الصاحب الذي لا تخلفه الأيام، ولا يعرف له نظير من الأقوام: أمانة سمينة، وعقيدة ود متينة، ومحاسن ليست بواحدة، ومساع في نفع المعارف جاهدة. وكان حافظا لكتاب الله، مشتغلا بالعلوم الأدبية، كثير الصدقات، نفعه الله، والأعمال الصالحات، عرفه الله بركاتها".
ومن شعر ابن سناء الملك قصيدة في 68 بيتا يودع بها والده القاضي الرشيد في سفرة له إلى دمشق، وفيها قوله:
ومن مدائحه في الرشيد الموشح الذي مطلعه:
أَخْمَلَ ياقوتَ الشفقْ - دُرُّ الدراري
وفيه قوله:
ثم أورد العماد موشحا له في رثاء أمه أوله:
وكلا الموشحين ليسا في ديوانه المنشور في إصدارات الموسوعة السابقة
(1) قلت أنا بيان: انفرد ياقوت بهذه المعلومة الخطيرة وقد فندها الأستاذ محمد إبراهيم نصر في كتابه (ابن سناء الملك) انظر كلامه كاملا في صفحة القصيدة الدالية التي أولها: