قصيدة ما عناء الكبير بالحسناء للشاعر أبو اسحاق الألبيري

البيت العربي

ما عَناءُ الكَبيرِ بِالحَسناءِ


عدد ابيات القصيدة:43


ما عَناءُ الكَبيرِ بِالحَسناءِ
مـا عَـنـاءُ الكَـبـيـرِ بِالحَسناءِ
وَهـوَ مِـثـلُ الحَـبابِ فَوقَ الماءِ
يَــتــصــابــى وَلاتَ حـيـنَ تَـصـابٍ
بِـعُـيـونِ المَهـا وَسِـربِ الظِـباءِ
وَلَعَــمــري لَمّــا تُــحِــبُّ فَــتــاةٌ
يَــفَـنـاً لَو غَـدا مِـنَ الخُـلَفـاءِ
وَتُـحِـبُّ الفَتى الرَقيقَ الحَواشي
حُـبَّ ذي الجَـدبِ صـادِقَ الأَنـواءِ
كَيفَ لا وَهوَ يَهنَأ النَقبَ مِنها
بِهَــنــاءٍ يَــزيـدُ فـي البُـرَحـاءِ
لَحَــكــاهــا لَطــافَــةً وَحَــكَــتــهُ
فَهُـمـا في الهَوى كَمَزجِ الهَواءِ
لا كَــصــادٍ أَنــاخَ عِـنـدَ قَـليـبِ
دونَ دَلوٍ يُـــــدلي بِهِ وَرِشـــــاءِ
يَـلحَـظُ المـاءَ حَـسـرَةً وَهُـوَ مِنهُ
مُــتَـدانٍ فـي حـالَةِ المُـتَـنـائي
كُــلُّ قِـرنٍ يُـعِـدُّ سَـيـفـاً كَـليـلاً
لِلِقــاءٍ يَــخــونُهُ فــي اللِقــاءِ
فَـمِـنَ الرَأيِ أَن تَـكـونَ جَـبـاناً
ســامِــريّــاً يَـديـنُ بِـالإِنـزِواءِ
عَـجَـبـاً كَـم رَأَيـتُ مـالاً مَصوناً
وَفُـؤاداً نَهـبـاً بِـأَيدي النِساءِ
وَإِذا حـازِمٌ عَـلى المـالِ أَبـقى
فَـــقُـــواهُ أَحَـــقُّ بِـــالإِبــقــاءِ
فَـتَـسـاوى الرِجـالُ في مِثلِ هَذا
فَـالمَـجـانـيـنُ فـيـهِ كَـالعُقَلاءِ
أَيُّ خَــيــرٍ لِوالِدٍ فــي بَــنــيــهِ
وَهُـوَ عَـنـهُـم يَـفِـرُّ يَومَ الجَزاءِ
وَالتَـقـيُّ المُـوَفَّقـُ البَـرُّ مِـنهُم
عَــدَمٌ كَــالسَــمــاعِ بِـالعَـنـقـاءِ
وَإِذا مـا الأَديـبُ شُـبِّهـَ فـيـهِم
جَـــرَّ أَذيـــالَهُ مِــنَ الخُــيَــلاءِ
وَاِزدَرَى بِالشُيوخِ وَاِعتَرَضَ الدَأ
مــاءَ جَهــلاً بِــنَـفـثَـةِ الرَقّـاءِ
ذَنـــبٌ أَبـــتَــرٌ لَعَــمــرُكَ خَــيــرٌ
مِــن طَـويـلٍ يُـجَـرُّ فـي الأَقـذاءِ
وَمِــنَ الغَــبـنِ هَـجـرُ دارِ خُـلودٍ
وَبَــقــاءٍ وَوَصــلُ دارِ الفَــنــاءِ
وَاِشـتِـغـالٌ بِـفَـرتَـنَـى وَبِـلُبـنـى
وَبِــدَعــدٍ عَــن خِـطـبَـةِ الحَـوراءِ
وَلَئِن عــادَ لَيــلُ رَأسِـيَ صُـبـحـاً
وَوَشَـى بـي شَـيـبي إِلى الحَسناءِ
إِنَّ عــودي لِعــاجِــمِــيــهِ لَصُــلبٌ
وَفُــــؤادي كَــــصــــارِمٍ مَـــضَّاـــءِ
وَأُقَــــضّـــي لُبـــانَـــتـــي وَأُرَوّي
عـامِـلَ الرُمـحِ مِـن دَمِ العَذراءِ
وَأَنــا قُــرَّةٌ لِعَــيــنِ صَــديــقــي
وَقَــذَىً فــي مَــحــاجِـرِ الأَعـداءِ
هَـذَّبَـتـنـي نَـوائِبُ الدَهـرِ حَـتّـى
صِـرتُ كَـالوَصلِ بَعدَ طولِ الجَفاءِ
فَـسَـفـيـنـي تَـجـري بِـأَطـيَـبِ ريحٍ
لا بِــريــحٍ ضَــعــيــفَـةٍ نَـكـبـاءِ
بِــعَــليِّ بَـنِ تَـوبَـةٍ فـازَ قِـدحـي
وَسَــمَــت هِــمَّتــي عَـلى الجَـوزاءِ
فَهَــنــيــئاً لَنــا وَلِلديـنِ قـاضٍ
مِــثــلُهُ عـالِمٌ بِـفَـصـلِ القَـضـاءِ
يَـحـسُمُ الأَمرَ بِالسِياسَةِ وَالعَد
لِ كَــحَــســمِ الحُــسـامِ لِلأَعـداءِ
لَو إِيـاسٌ يَـلقاهُ قالَ اِعتِرافاً
غَــلِطَ الواصِـفـونَ لي بِـالذَكـاءِ
وَلَو أَنَّ الدُهــاةَ مِـن كُـلِّ عَـصـرٍ
خَــبَــروهُ دانــوا لَهُ بِـالدَهـاءِ
أَو رَأَى أَحــنَـفٌ أَو أَحـلَمُ مِـنـهُ
حِلمَهُ ما اِنتَمَوا إِلى الحُلَماءِ
لَو رَأَى المُـنـصِـفـونَ بَحرَ نَداهُ
جَـعَـلوا حـاتِـمـاً مِـنَ البُـخَـلاءِ
هُـوَ أَوفـى مِـنَ السَـمَـوأَلِ عَهـداً
وَلَمــا زالَ مُــغـرَمـاً بِـالوَفـاءِ
وَحَـيـا المُزنِ ذو حَياءٍ إِذا ما
هَــمَــلَت كَــفُّهــُ بِـوَبـلِ العَـطـاءِ
يَـشـهَـدُ العـالِمـونَ فـي كُـلِّ فَـنٍّ
أَنَّهــُ كَــالشِهـابِ فـي العُـلَمـاءِ
وَقُـــضـــاةُ الزَمــانِ أَرضٌ لَدَيــهِ
وَهُـوَ مِـن فَـوقِهِـم كَأُفُقِ السَماءِ
لَتَـــعَـــرَّضـــتُ مَـــدحَهُ فَــكَــأَنّــي
رُمـتُ بَـحـراً مُـسـاجِـلاً بِالدِلاءِ
فَــأَنــا مُـفـحَـمٌ عَـلى أَنَّ خَـيـلي
لا تُـجـارى فـي حَـلبَةِ الشُعَراءِ
لَكَــســانــي بِـمَـجـدِهِ ثَـوبَ فَـخـرٍ
طــالَ حَــتّــى جَـرَرتُهُ مِـن وَرائي
وَلَو أَنـــصَـــفــتُهُ وَذاكَ قَــليــلٌ
كــانَ خَــدّي لِرِجــلِهِ كَــالحِــذاءِ
فَــأَنــا عَــبــدُهُ وَذاكَ فَــخــاري
وَجَــمـالي بَـيـنَ الوَرى وَبَهـائي
وَثَــنــائي وَقــفٌ عَـلَيـهِ وَشُـكـري
وَدُعــائي لَهُ بِــطــولِ البَــقــاءِ
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

إبراهيم بن مسعود بن سعد التُجيبي الإلبيري أبو إسحاق.
شاعر أندلسي، أصله من أهل حصن العقاب، اشتهر بغرناطة وأنكر على ملكها استوزاره ابن نَغْزِلَّة اليهودي فنفي إلى إلبيرة وقال في ذلك شعراً فثارت صنهاجة على اليهودي وقتلوه. شعره كله في الحكم والمواعظ، أشهر شعره قصيدته في تحريض صنهاجة على ابن نغزلة اليهودي ومطلعها (ألا قل لصنهاجةٍ أجمعين).