قصيدة ما فعلت درع والدي أجرت للشاعر أَبو العَلاء المَعَرِي

البيت العربي

ما فَعَلَتْ دِرْعُ والِدي أجَرَتْ


عدد ابيات القصيدة:31


ما فَعَلَتْ دِرْعُ والِدي أجَرَتْ
مــا فَــعَــلَتْ دِرْعُ والِدي أجَــرَتْ
فــي نَهَــرٍ أمْ مَــشَــتْ عـلى قَـدَمِ
أمِ اسـتُـعِيرَتْ من الأراقِمِ فارْ
تَــدّتْ عَــوَارِيَّهــا بَــنـو الرَّقَـم
أمْ بِـعْـتِهَـا تَـبْـتَـغِـيـنَ مَـصْـلَحَةً
فــي سَــنَــةٍ والسـمـاءُ لم تَـغِـمِ
فـلا الثّـرَيّـا بـجُـودِهـا ثَـرِيَـتْ
أرضٌ ولا الفَـرْغُ مُـخْـضِـلُ الوَذَم
وحُـــوتُهـــا جــائِلٌ عــلى ظــمَــأٍ
فـي نـاضِـبِ المـاء غـيـرِ مُلْتَطِم
عابِسَةٌ لم يَجُد بها الأسَدُ الظْ
ظَــبْــيَــةُ إلاّ ضَــعَــائِفَ الرِّهَــم
أمْ كــنــتِ صَـيّـرْتِهـا له كَـفَـنـاً
فــتــلكَ ليـسـتْ مِـن آلةِ الرَّجَـم
لعَـــلّهُ أنْ يَـــجـــيـــءَ مُــدَّرِعــاً
يـومَ رُجـوعِ النّـفـوسِ في الرِّمَم
أمْ كُــنْـتِ أوْدَعْـتِهـا أخـا ثِـقَـةٍ
فــخــانَ والخَـوْنُ أقْـبَـحُ الشِّيـَم
أمْ صـالحـاتُ البَـنـاتِ إضْنَ بها
زِيــادَةً فــي الرِّعَــاثِ والخَــدَم
ضــافِــيَــةٌ فـي المَـجَـرّ صـافِـيَـةٌ
ليــســتْ بــمَــطْــوِيّـةٍ عـلى قَـتَـم
كــأنّهــا والنّــصَــالُ تــأخُـذُهـا
أضَــاةُ حَــزْنٍ تُــجــادُ بــالدِّيَــم
أو مَــنْهَـلٌ طـافَـتِ الحَـمـامُ بـه
فــالرّيـشُ طـافٍ عـليـهِ لم يَـصِـم
ضَـــنّ بـــهــا رَبُّهــا لضِــنَّتــِهــا
بـــه وكـــم ضِــنَّةــٍ مــن الكَــرَم
تــحْــسِــبُهــا مِـن رُضـابِ غـادِيَـةٍ
مــجْـمـوعَـةً أو دُمُـوعِهـا السُّجـُم
ضــاحــكــةٌ بــالسّهــامِ ســاخِــرَةٌ
بــالرُّمْــحِ هَــزّاءةٌ مــن الخُــذُم
عــادَتُهــا أَرْمُهــا ظُـبـىً وَقَـنـاً
مــن عــهــدِ عــادٍ وأُخْـتِهـا إرَم
تَــغُــرّهــا غِــرّةَ السّــرَابِ نُهــىً
فــي نــاجِــرِيّ النّهـارِ مُـحْـتَـدِم
أو عـمَـلُ الكُـفْـرِ مَـن يُـدينُ به
فـي البَـعْـثِ إبَّاـنَ مَجْمَعِ الأُمَم
ذاتُ قَــتِــيـرٍ شـابَـتْ بِـمَـولِدهَـا
ولم يَــكُـنْ شَـيْـبُهـا مِـنَ القِـدَم
فــمـا عَـدَدْنـا بَـيَـاضَهـا هَـرَمـاً
حِـيـنَ يُـعَـدّ البَـيَـاضُ في الهَرَم
مــا خَــضَــبَـتْهُ المُهَـنّـداتُ لهـا
ولا العَــوالي سِــوى رَشَــاشِ دَم
فـاعْـجَـبْ لرُؤيـاكَ غـيـرَ نـاسِـكَةٍ
قـد غُـيّـرَتْ بـالصّـبِـيـبِ والكَـتَم
جِـــذْمُ حـــديــدٍ أبَــتْ وجَــدِّكَ أنْ
يــقْــطَـعَ فـيـهـا مُـقَـطِّعـُ الجِـذَم
مَــلْبَـسُ قَـيْـلٍ مـا خِـيـطَ مُـشْـبِهُهُ
لِدارِمٍ قَـــــبْـــــلَنــــا ولا دَرِم
رآهُ كَهْـــلانُ مِـــن مَـــعَـــاقِــلِهِ
في الحَرْبِ دونَ العَبيدِ والحَشَم
عَــذّبَهــا الهــالِكِــيُّ صــانِـعُهـا
فــي جــاحِــمٍ مِــن وَقــودِهِ ضَــرِم
يَـنْـفِـرُ عـنـهـا ضَبُّ العَذاةِ كما
يَهــابُ نَــقْـعـاً مـن بـارِدٍ شَـبِـم
يَـدُ المَـنـايـا إذا تُـصـافِـحُهـا
أعْـيـا بـهـا مِـن يَـدَيْنِ في رَحِم
مَــعـابِـلُ الرّمْـيِ عِـنْـدَهـا عَـبَـلٌ
مُـلْقـىً وسُـحـمُ النّـصـالِ كالسَّحَم
فَهْــيَ فَــمُ العَــوْدِ بَــزّهُــنّ بــهِ
وَهُــنّ شَــوْكُ القَــتــادِ والسَّلــَم
شاركها مع اصدقائك

مشاركات الزوار

شاركنا بتعليق مفيد

الشاعر:

أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.
شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.
وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه، وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات، و(سقط الزند-ط)، و(ضوء السقط-خ) وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،
من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء، (تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس، و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري، و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة، و(رسالة الغفران-ط)، و(الفصول والغايات -ط)، و(رسالة الصاهل والشاحج).
تصنيفات قصيدة ما فَعَلَتْ دِرْعُ والِدي أجَرَتْ